السبت، يونيو 25، 2011

المرحلة القادمة هي مرحلة اللاعبين الكبار


على مدى العصور كان العرب دوما هم من يصنعون الحدث ولكنهم ايضا لم يكونوا وعلى الدوام من يستفيد من الحدث وذلك ناجم عن قصور في فهمنا للعمل السياسي فنحن نتعامل في السياسة وعلى مبدأ ...من زرع حصد ...وهذه المقولة لا مكان لها من الصحة في العمل السياسي لان العمل السياسي في عالمنا المتوغل في شريعة الغاب لا يعرف مبدءأً الا المصالح اولا والمصالح اخيرا
هذه المقدمة ضرورية لان نقرر ان الثورة في تونس ومصر كانتا من صنع محلي 100% وساخذ الثورة المصرية مثلا واقول ان الشباب المصري هم من قاموا بالثورة وبمستوى عالي من التنظيم والنقاء وبعد ان انجز الشباب المرحلة الاولى وتأكدوا ان العالم كله اقر لهم بانهم من كان وراء الثورة ....عادوا الى مواقعهم بانتظار منهحم اوسمة الابطال ومواقع رجالات العهد البائد...بينما كان هناك من يعمل ليلا نهارا على قطف النتائج على الارض وحصد ما زرعه الشباب....على الصعيد المحلي كانت حركة الاخوان المسلمين جاهزة تنظيميا وسياسيا لجنيّ المحصول بينما اكتفى شباب الثورة بان يتفرجوا وينتقدوا الاخوان على ما اسموه انتهازيتهم وعلى الصعيد العربي فالبعض اكتفى متفرجاً حتى لا يحسب عليه موقفا يوما ولا يقدر على دفع ثمنه والبعض الآخر اخذ موقفا غير داعم لشباب مصر والتغيير ....موقف غير معلن وان كان معروف
بقيّ من القوى الاقليمية اسرائيل وتركيا وايران

ايران انا شخصيا اعتقد انها لم تعد لاعبا اقليميا وانا اجزم ان امريكا واسرائيل هما من اوهمنا بالمارد الايراني القادم من الشرق لافتراسنا وذلك لكي نبقى تحت عباءة امريكا واسرائيل ولو ارادت امريكا ان يحدث في ايران ما يحدث في سوريا فلن يكلفها ذلك الا اياما معدودة.....

اسرائيل لم تقف يوماً مكتوفة اليدين امام اي حدث يجري في المنطقة ودائما ما كانت قادرة على تجييره لصالحها لانها تدرك تماما انها ان لم تجيره لصالحها فسيصب في خانة الاعمال المضادة لوجودها وقد يهدد امنها على المدى البعيد لذلك علينا ان ندرك ان الايادي الاسرائيلية موجودة دائما قبل الحدث واحيانا قليلة بعد الحدث مرغمة

تركيا هي جديد المنطقة ...تركيا التي رفضتها اوروبا لن ترضى بدور في المنطقة اقل من الدور الاوروبي على الاقل متسلحة بمرونتها وقدرتها على الحركة مع الجميع بما فيهم اسرائيل ومواقفها الاخيرة التي قربتها من الشعوب العربية وقبل ذلك الغزو الاقتصادي والثقافي التركي للمنطقة

دوليا لا يوجد غير اللاعب الامريكي في المنطقة والذي اقحم نفسه في احتلال دولتين في المنطقة في اقل من عشر سنوات والذي لا يفكر باكثر من الحفاظ على مصالحه والنفط في المنطقة بغض النظر عن الانظمة الحاكمة وان كان يفضلها ديمقراطية على مقاسه حتى يسهل عليه الدفاع عنها وعن مصالحه معا

من هنا اقول لكِ صديقتنا نيسان ولكل الاصدقاء انتهى وولى عهد سايكس بيكو ولا يوجد حالياً في الافق الا اعادة ترتيب المنطقة من جديد لكي تواكب المنطقة متطلبات القرن الواحد والعشرين لشعوبها اولا حتى يمكن لهذه الانظمة الجديدة ان تتقدم نحو السلام مع اسرائيل وهي متصالحة مع شعوبها وضمن مخطط لاستقرار المنطقة لفترة قادمة علماً بان اسرائيل موافقة على اقامة الدولة الفلسطينية على اراض 67 مقابل سلام شامل دون حق العودة الذي سيتم حله من خلال اعادة التوطين في دول عربية اكثر ديمقراطية اما القدس فحلها تقسيميا موجود في الادراج حتى وان قالت اسرائيل كل يوم عكس ذلك

اما ما نراه حاليا فهو صراع البقاء من الطغاة في وجه شعوبهم والذي سينتهي في صالح الشعوب في نفس الوقت الذي يكون قد تم ترتيب حل كل المشكلات العالقة في المنطقة

المرحلة القادمة هي مرحلة اللاعبين الكبار
عربيا ....مصر
اقليميا....تركيا
دوليا...امريكا

الهدف
انجاز مشروع السلام العربي الاسرائيلي وضمن حدود 67 واقامة الدولة الفلسطينية وضمان استقرار المنطقة لصالح المستفيد الاول والاكبر
امريكا........
على ان تنضم اسرائيل بعد انجاز مشروع السلام للاعبين الكبار في المنطقة...

يوسف

على الهامش
هذه كانت مشاركتي معلقا على موضوع صديقتنا نيسان

هناك 10 تعليقات:

  1. ابي يوسف

    لقد رأيت تعليقك وتمعنت في معانيه منذ كتابته لدى مدونة نيسان

    تحليلاتك للواقع السياسي الحالي عميقة وتجذرة وليس لأمثالي ممن يفهمون السياسة بسطحية أن يعترضوا على مثل تحليلاتك

    تحيتي

    ردحذف
  2. ابنتي زينة الصبايا
    الله يرضى عليكِ ويسعدك

    الحمد لله رب العالمين ان اعطى لكل منا قدراتٍ تختلف عن الآخر لنُكمل بعضنا بعضاً
    انا أقرأ لكِ شعراً فيه من البلاغة والقدرات التي تجعلني اقف صامتاً ومتسائلاً باندهاش
    من اين لكِ كل هذا؟؟
    واجيب
    احساسك الوطني الصادق واجتهادك اللامحدود هو وراء كل تلك الابداعات

    دمتِ بخير

    ردحذف
  3. تحليل سياسى محنك ، يشع منه عمق الدارس المتيقظ لشئون المنطقه العربية وما يحيطها من عوالم
    انا معك
    المرحلة القادمة هى مرحلة اللاعبين الكبار
    عربيا .. مصر
    اقليميا ..تركيا
    دوليا .. امريكا
    ويهم للاسف زوجة ابينا امريكا الاستقرار فى المنطقة لتحقيق صالحها كان زمان سياسة المستعمر فرق تسد ايام احتلال الارض اما اليوم جمع لكى تنهب براحتك
    وفقت فى العرض واقتدرت فى التحليل

    ردحذف
  4. والله أنا فعلا هيحصل لي حاجة..يعني كيف يعترفون بفلسطين ؟!!
    واحد أخذ بيتي وكمان بجح ويقول بيته ولا اعترف انه بيتك وهو محتل....وانا الذي اسعي ليعترف الآخرين بي!!
    ما يحدث في المنطقة العربية هو انتفاضة شعبية لن تهدأ حتي تزول كل الأنظمة المتعفنة...
    وأيضا ليس في صالح أي من أمريكا والصهاينة...لأن الصهيونية ...تريد من يحكم مصر يكون مثل السيد مبارك..30 سنة آمان....ومن يحكم سوريا من السيد بشار الأرنب وليس الأسد ..الجولان بقالها مليار سنة محتلة ومع ذلك لم يرفع سلاح في حين بيبيد شعبه ...ولبنان وما فيها من تمزق ....يعني ما يحدث ليس في صالح الصهاينة ولا لصالح أمريكا الأب الروحي للصهاينة ومصالحهم واحدة ....لذلك مصلحتك أولا هي شعار أمريكا يعني يشاهدوا ما يحدث في البلاد العربية ويقول معاهم معاهم عليهم عليهم ...
    اسرائيل تعيش ف حالة رعب ...وذلك واضح..حتي انها تجهز جيوشها لتوقع اي هجوم ...
    لكن الأكيد إن المستقبل هيكون أفضل بكثير جداا وأنا متفاؤلة جدااا

    ردحذف
  5. ياسمين
    مساء الخير

    الله يرضى عليكِ ويسعدك

    اول شيء في السياسة لا نكتب ما نؤمن به وما نحلم به على انه رؤيتنا للوضع السياسي
    فهناك فرق بين احلامنا وامانينا ورؤيتنا للواقع وقدرتنا على فهم ما يدور حولنا
    احلاميّ وامانيّ لا تختلف كثيرا عن امانيكِ واحلامك واماني واحلام كل الشعب العربي من المحيط الى الخليج
    ولكن........هناك دائما مسافة قد تطول او تقصر بين الاحلام والواقع على الارض


    انا لم اقل ان الثورات العربية مشروع امريكي ولكن نحن لسنا معزولين عن العالم وقواه خاصة وان هناك حالياً....قوة عظمى واحدة في العالم هي امريكا وهي لا تتفرج وانتِ تتذكرين اوباما حين التقى الشباب المصري في جامعة القاهرة ما هي الرسالة التي وجهها لهم؟

    ومن قال لكِ انا متشائم
    انا من قلت سابقا ان الاوضاع العربية وصلت قبل مرحلة الثورات الى وضع لا يمكن ان يكون هناك ما هو أسوأ ولذلك ومن هنا ممكن ان نفهم لماذا دعمت امريكا تنحي مبارك عن الحكم لانها تريد نظاما قويا قريبا من احساس الشعب المصري وبنفس الوقت قادر على التعامل مع امريكا بواقعية ...فهذا افضل للجميع

    اسرائيل عاشت من قيامها ولغاية الآن في حالة رعب ولذلك لم نتمكن من هزيمتها لانها دائما جاهزة ولكن كلي ثقة بان اسرائيل لو ابدت استعدادا للعودة الى خطوط 67 فلن تتمكني من عدد الايادي الممدودة لها ولن يكفيك العمر كله وانتِ تسمعين المديح والاشادة باسرائيل كدولة محبة للسلام ورائدة في مجال الانسانية من كل دول وقادة العالم العربي والاسلامي قبل الغربي

    اخيرا لا بد لي من الاشادة بكِ وبمتابعتك واعجابي بروح الشباب التي تحتضنيها في داخلك

    دمتِ بخير

    ردحذف
  6. اخي الاستاذ فاروق

    مساء الخير اعتذر منك ان بدأت بالرد على ياسمين لاني خشيت ان يداهمني الوقت ولا اتمكن من الرد على ما طرحته

    اشكر لك متابعتك واهتمامك ويشرفني دوما تواجدك ومشاركتك

    كلماتك شهادة اعتز بها

    دمت بخير

    ردحذف
  7. أنا أجيت ع ريحة ماجده الرومي
    مليش دعوه لا بسياسه ولا ب بطيخ


    مساءك سعيد يا باشاه

    ردحذف
  8. مساء الخير ابو عمر
    متاخره لكن لا بد من التأخير حتى استطعت ان اهضم تحليلك الدسم:)

    حقيقة دفعني ادراجك لمصر ضمن قائمة اللاعبين الكبار الى البحث عن مبرر او سبب ولم اجد المبرر الذي يقنعني.....
    أين مصر في حقبة الستينات واوائل السبعينات من مصر في الوقت الحالي؟
    مع احترامي وحبي الشديد لمصر والمصريين الا ان الدور السياسي الذي ستلعبه مصر في الفتره القادمه لن يختلف كثيراً عن الدور الذي لعبته من عام 77 وحتى نهاية 2010....
    كيف ستكون مصر قادره على دعم القضايا العربيه والقضيه الفلسطينيه (بشكل ايجابي وليس بالشكل الذي يخدم الدوله الصهيونيه) كيف ستستطيع ان لم تكن هي نفسها قويه وقادره على الوقوف على اقدامها؟؟؟

    النظام المصري في المرحله القادمه مضطر لأن يركز على شؤونه الداخليه واصلاح ما يمكن اصلاحه ولابد للشعب المصري ان يكون ذكيا باختياره لرئيس على قد المسؤوليه قادر على النهوض بمصر من جديد ولن يكون هذا النهوض الا بتقوية مصر من الداخل اقتصاديا وسياسياً قبل ان يتجه الى دعم اخوانه العرب وقضاياهم...

    وهنا نعود الى تركيا وكلي امل ان تكون تركيا القدوه للدول العربيه وانظمتها في هذا المجال.

    لهذا وللاسف الدور المصري لن يخرج عن ما ترسمه اميركا واسرائيل وستبقى مصر مضطره لمجاراتهما والموافقه على ما تمليه اميركا وبل واقناع بقية الدول العربيه به كونها ستحتاج الى الدعم المادي الذي ستمنحه اميركا لدعم الاقتصاد المصري.

    وستبقى كرتنا بين اقدام اميركا واسرائيل وتركيا ...في الوقت الحالي والمستقبل القريب الى ان يفرجها الله علينا.

    ردحذف
  9. ام عمر

    مساء الخير
    والحمد لله على السلامة
    والله لو كنت عارف هيك
    لنزلتلك الشريط كاملا...الالبوم
    هههههه

    دمتِ بخير

    ردحذف
  10. نيسان

    مساء الخير
    طلع تعليقك اطول من تدوينتي
    العين بالعين .....
    ههههههه

    مصر
    ارجعي للتاريخ
    مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 كانت غير موجودة على الخارطة السياسية لا محليا ولا اقليميا ولا دوليا
    مصر مباشرة بعد ثورة 23 يوليو واستلام جمال عبد الناصر اصبحت قوة محلية واقليمية وتصارع القوى العظمى مع مجموعة عدم الانحياز
    خاضت حربا ضد بريطانيا وفرنسا واسرائيل معا في 56 وكان دائما لها الكلمة الاولى في المنطقة
    حتى بعد هزيمة 67 بقيت مصر هي الرقم الصعب في المنطقة

    هلأ صحيح ان الزمن تغير والعالم لم يعد كما كان ولكن مصر تبقى تمتلك كل الامكانيات لتصبح بين ليلة وضحاها لاعبا من اللاعبين الكبار

    تركيا لم تكن يوما بافضل من حال مصر قبل ثورة الشباب ولكن منذ سنوات عدة تحول كل شيء واصبحت تركيا دولة لا يقدر احد في المنطقة الا ان يحسب لها حساب

    لذلك انا لا اتحدث عن رؤيا لليوم او للغد القريب ولكن الايام حبلى وستثبت ان حسني مبارك ونظامه هما من غيّبا مصر عن القيام بدورها والذي طالما كانت قادرة على القيام به وفي كل المجالات

    عمر الثورة في مصر لم يتجاوز الاربعة شهور
    مصر عادت الى افريقيا وبقوة
    مصر اعادت الجامعة العربية الى حضنها من خلال وجود العربي امينا عاما لها
    مصر تنتظر انجاز انتخاباتها التشريعية والرئاسية واصدار دستورها الجديد لتدخل الى دول عالم القرن الواحد والعشرين

    رغم الحذر الشديد لكني ارى لمصر دور قادم وللعلم هذا يخدم كل اطراف المعادلة بما فيهم امريكا فامريكا ترغب في رؤية نظام مصري قوي على نمط النظام التركي حتى يتمكن من لعب دور في المنطقة مما يخفف الاعباء على امريكا والتي اكتشفت ان وجود الانظمة الهزيلة كنظام مبارك كلفها كثيرا اقلها انه توجب عليها ان تحضر الى هنا بكامل قواتها العديد من المرات
    امريكا تعاني من اوضاع اقتصادية وسياسية صعبة جدا تريد ان تضمن النتائج دون التواجد العسكري المباشر حتى لو كان من خلال دعم انظمة جديدة مقبولة شعبياً

    لنعطي فرصة لمصر ما بعد 25 يناير وسنرى النتائج قريبا ان شاء الله

    ردحذف