ايلول الاسود ....هل يُّغير لونه يوماً

يصادف اليوم 17 سبتمبر ( ايلول ) ذكرى ما يؤرخه الاعلام الغربي بالحرب الاهليّة في الاردن في العام 1970 او ما يعرف هنا شعبياًً ...ايلول الاسود

الحقيقة الاولى انها لم تكن حرباً اهليّة ابداً وهيّ كانت حرب مصالح وقوى بين نظام الحكم في الاردن ومن خلفه قوى محليّة من مختلف اطياف الشعب الاردني وقوى اقليمية ودولية وعلى الجهة الاخرى التنظيمات الفلسطينية المسلحة ومن خلفها قوى محلية من مختلف اطياف الشعب الاردني وقوى اقليمية ودولية

الحقيقة الثانية انه ورغم المرارة التي عانى منها الجميع فهيّ تمر دون اي استرجاع لمعانيها وعلى قاعدة المثل القائل ...تنذكر وما تنعاد ...رغم انها خلفت وراءها الآلاف من القتلى والجرحى والسبب هو انها لا زالت تشكل بُعبُعاً يخيف الكل رغم عدم وجود سلاحٍ ( غير شرعيّ ) حاليّاً.

الحقيقة الثالثة انه رغم تدخل الجيش السوري الى جانب التنظيمات الفلسطينية والتي كان احدها فرعاً لحزب البعث السوري الا ان ذلك التدخل كشف حقيقة ارتباط حافظ الاسد بالمصالح الامريكية في المنطقة والذي كان خلالها وزيراً للدفاع وقائداً لسلاح الجو السوري والذي رفض تأمين تغطيّة للدبابات السورية المتقدمة مما سهل لسلاح الجو الاردني الانقضاض عليها وعودة سرب الطائرات الاسرائيلي الى قواعده بعد ان اقلع للتصدي لها بناءاً على اوامر امريكية وبطلب محليّ ... ولاحقاً وبعد اقل من شهريّن انقض الاسد على رفاقه واطاح بهم ورمى بهم في السجون والمعتقلات الى ان مات معظمهم في السجون .

الحقيقة الرابعة انه ورغم تواجد الجيش العراقي وبكثافة في الاراضي الاردنيّة ( منذ حرب حزيران 1967 ) ورغم القرار العراقي بالتدخل لصالح التنظيمات الفلسطينية والتي كان احدها فرعاً لحزب البعث العراقي الا انها لم تتدخل بل على العكس تماما تدخل الجيش العراقي ...طائرات تموين...لصالح الجيش الاردني بتأمين التموين في المناطق المحاصرة ولاحقاً تبيّن ان وزير الدفاع العراقي آنذاك ( حردان التكريتي ) هو من يقف خلف ذلك ولارتباطاتٍ خارجيّة وجرى استبعاده لاحقاً حيث هرب الى الكويت وجرت تصفيّته هناك .

الحقيقة الخامسة التي تؤكد انها لم تكن حرباً اهليّة ان الطيّار الوحيد الذي اسقطت طائرته بعد اصابته شخصياً في تلك الايام هو من اصول فلسطينية ومن القدس تحديداً كما وانه يجب التنويه ان الطيار الذي استشهد في حرب حزيران وهو يتصدى للطائرات الاسرائيلية من اصول اردنيّة ومن عجلون تحديداً وقبل ذلك استشهد طيار اردني فوق قرية السموع الفلسطينية في مواجهة مع الطائرات الاسرائيلية وهو من اصول اردنية ومن السلط تحديداً مما يؤكد ان الدماء الاردنيّة والفلسطينيّة نزفت سويّاً ومعاً دوماً.

رغم مرور 41 عاماً على ذكرى ايلول الاسود لا زال الكثيرين هنا ان لم يكن الجميع يخشون من استذكار تلك الايام رغم انها  لم تزل هاجساً يؤرق الجميع لسببين اثنيّن...

اولهما غيّاب دولة القانون والمؤسسات التي تقوم على احترام الحريّات والنهوض بالمجتمع الديمقراطي واشاعة العدالة الاجتماعيّة مما ابقى حالة من عدم الانصهار بين اطيّاف المجتمع الاردني المتعدد الالوان .

ثانيهما غيّاب الرؤيّا الواضحة لدى الشعب عن كيف يّفكر النظام بمصالحه بما يتعلق بالشعب الفلسطيني سواءاً المندمجون هنا منذ ولدوا على هذه الارض او المقيمون هنا اقامة مؤقتة منذ عقود رغم ان معظمهم ولدوا هنا ايضاً او المقيمون في الضفة الغربيّة تحت مُسمى ثنائيّ الابعاد ( الاحتلال والسلطة ) واللذين كانوا يوماً مواطنين اردنيّين وجرى لاحقاً حرمانهم من حقوقهم في المواطنة بقرار أحاديّ .
وهذا موضوع طويل لشرحه لا بد للعودة بالتاريخ الى 1948/09/23 وهذا ما ساحاول العودة اليّه بعد غدٍ ان شاء الله وصولاً الى الاستحقاق الجديد او المناورة الجديدة المكشوفة بما يُّعرف باستحقاق 2011/09/23 


يوسف
17/09/2011


من ضمن سلسلسة كتابات تحت عنوان .....
سبتمبر (ايلول) تاريخهم المزيّف وتاريخنا المنسيّ
لقراءة الموضوع الاول ...الرجاء الضغط على الرابط
مجزرة صبرا وشاتيلا....تاريخهم المزيف وتاريخنا المنسي