السبت، أكتوبر 01، 2011

كروت المواطنة ,,, اصفر..اخضر..والباقي الله اعلم


بعد احتلال العراق لدولة الكويت في العام 1990 واغلاق مجاله الجوي من قبل امريكا وحلفاؤها اصبح الاردن هو الممر الوحيد المفتوح براً امام المساعدات والمعونات المقدمة للشعب العراقي وللوفود الرسمية والشعبية العربية والدولية التي كانت تذهب لبغداد سواء كان المؤيد منها او المُجامل او المستفيد .
كنت لا زلت ارتبط بعلاقات شخصية مع الكثيرين من مسؤولي اتحادات الطلاب والشباب في العالم وكانت فرصة لي لاستقبالهم هنا في عمان واستضافتهم ... ومنهم وفد كبير من اتحاد شباب الجزائر واللذين عادوا من بغداد قبل بداية الحرب على العراق باسبوع ومن خلالهم تعرفت على وفد شباب هونج كونج والذي كان يضم 9 من الشباب والشابات كانوا على نيّة السفر الى بغداد ونصحوهم الجزائريون بالتمهل قليلا الى ان تتضح الصورة بعد انتهاء المهلة التي منحت للعراق وكانت تنتهي في 15/01/1991 قبل الذهاب الى بغداد حتى لا تنقطع بهم السبل بعد ذلك خاصة وانهم قليلي الخبرة في منطقتنا ومشاكلها وما ان تعرفوا عليّ وعلى اسرتي حتى وجدوا فينا عوناً لهم
مع بداية شرارة الحرب اغلقت مطارات المنطقة وجميع المسارات الجوية فوق معظم دول الخليج ... شعر الشباب بالازمة وبدأت ابحث معهم عن مخرج لهم من الازمة وايجاد طريق لهم للخروج من الاردن والعودة الى بلادهم....
بما ان هونج كونج كانت تابعة رسمياً لبريطانيا ... ضمن اتفاقية تأجيرها من الصين ولمدة 99 عاما تنتهي في العام 1997 ... كان الشباب يحملون جوازات سفر انجليزية لذا اقترحت عليهم ان يقوموا بمراجعة السفارة الانجليزية في عمان وكنت مُتأكداً انها ستقوم بمهمة اجلائهم من الاردن ... ولكنهم نظروا لي نظرة استغراب فهمتُ منها انهم لا يوافقوني على فكرتي وان وجدوا فيها ما يفيدهم....
طلبوا مني ان اخذهم الى السفارة الصينية في الرابية ... نعم سفارة دولة الصين الشعبية... هنا انا استغربت وقبل ان اسألهم قال لي احدهم اننا بالاخر مواطنون صينيّون ونحن نحمل جوازات سفر صينيّة ولكن دون علم السلطات في هونج كونج علماً بانهم من مواليد هونج كونج هم وابائهم واجدادهم ...ولم يقم احدٍ منهم بزيارة الصين لكن الصين لم تتخلى عنهم وكانت تُتابع امورهم وتؤمن لكل من يرغب منهم كل ما يلزمه .
رغم اندهاشي اصطحبتهم للسفارة الصينيّة والتي استقبلهم احد مسؤوليها على انفراد وامن لهم سفراً الى العقبة ومن هناك الى نويبع عبر خليج العقبة على ان تُتابع السفارة الصينيّة في القاهرة تأمين عودتهم الى هونج كونج .... وهذا ما حصل..

حين كان يتفاوض الصينيّون مع الانجليز على عودة هونج كونج بعد انتهاء العقد ... كان الانجليز يطالبوا بضمانات بان تبقى هونج كونج منفتحة على العالم ومزدهرة اقتصاديّا حيث ان الصين كانت في ذلك الوقت منغلقة على نفسها ومتخلفة اقتصاديّاً عن شرق آسيا فكيف عن امريكا واوروبا ... ؟ كان الصينيّون يُصرون على حقوقهم الثابتة في هونج كونج غير القابلة للتفاوض ويّجيبون على الانجليز بجواب واحد : لا تخشوْا على هونج كونج ان تعود الى الوراء كما هو حال الصين ولكن إخشوا من ان تصبح الصين كلها ...هونج كونج  
وهذا ما حصل....


تذكرت هذه الحادثة وانا اقرأ تدوينة للصديقة rare  وهي تذكر انها اردنية تحمل الكرت الاصفر ولها صديقات يحملون الكرت الاخضر ...الخ مسلسل المواطنة الملونة بكل الوان الدنيّا في بلدنا ولا زال من يحلم ... ان الاردن ستصبح يوماً سنغافورة الشرق ....كيف ؟ ...لما نلغي البطاقات الملونة اول...!!!


يوسف
01/10/2011

هناك تعليق واحد: