السبت، فبراير 18، 2012

سوريا ....نهايّة الربيع العربيّ

اعتقد آن الآوان للكتابة حول الوضع في سوريّا بكل حيّاديّة وموضوعيّة مع الاخذ بعين الاعتبار المستجدات على الارض ... حتى لو لم تُعجب الكثيرين...

قبل البدء بالتحليل وربط كل ما يجري في سوريّا مع ما يجري في المنطقة اود ان أُعيد نشر ما كتبته قبل سنة تقريبا ....ثلاث تدوينات


الاولى بعنوان تونس ومصر وبعد ذلك الاجندات وتاريخها 2011/4/23


 ثورة تونس فاجأت الجميع ليس ببدايتها ولكن بهرب بن علي وسقوط نظامه من بعده وما ان بدأت القوى المحليّة والاقليميّة والدوليّة تحاول ان تجد لها قدماً كانت الثورة المصريّة تسحب البساط من تحت تلك القوى وتشدها الى المربع المصريّ املاً في ان لا يفوتها ما فاتها في تونس ولكن تسارع الامور وتنحي مبارك بالشكل الذي تم لم يعطي فرصة لاكثر من بعض القوى المحليّة بالاستفادة من الاوضاع الجديدة هناك.
ما جرى في تونس ومصر بعد ذلك فتح الاعيّن كثيراً على المنطقة واصبح الاجندات جاهزة للاستفادة من الاوضاع التي تتفجر هنا وهناك...
صحيح ان البدايّات قد تتوافق مع ما حصل في تونس ومصر ولكن اختلفت رؤى القوى الاقليمية والدولية ومصالحها من التغيير ففي البحرين هناك اجندة خليجية (يُساندها ما يسمى بالدول الغربية) ضد اي تغيير خوفا من ان يمتد اليها وهناك اجندة ايرانية (يساندها من يرى في دعم ايران له ورقة ضغط على الغرب) داعمة للتغيير مستندة الى ان ذلك التغيير سيخدم مصالحها في المنطقة وسيقوي من دورها الاقليمي وبين هذه وذاك قوى كثيرة وفتنة طائفيّة وحسابات الربح والخسارة
ما ينطبق على البحرين ينطبق على اليمن بالاضافة الى الخوف من ان يستفيد تنظيم القاعدة المتأهب لاعادة الاعتبار لوجوده بعد ما فشل فشلا ذريعا في ان يكون له اي وجود مهما كان حجمه في تونس ومصر اضف الى ذلك الموقع الاستراتيجي لليمن والنفط الموجود والعابر من خلال المضيق.
ليبيا ( النفط واعادة التسليح والاعمار ) واختلاف الاجندات والمصالح بين الغرب هو من يقف عائقا امام انتصار الثورة وليس قوة وجبروت الطاغيّة.
اما سوريّا فهناك مسلسل من الاجندات له اول وليس له اخر
بدءأ من الجار اللبناني المتضرر ( تيار الحريري واعوانه ) وانتهاءاً بالعدو الاسرائيلي ومرورا بكل العواصم الاقليميّة والدوليّة مع اختلاف مصالحها ومواقفها وذلك لاهميّة موقع سوريا على خارطة المنطقة .
الشعوب العربيّة بدأت الآن تدفع حيّاتها ثمنا ليّس لحريّتها فقط ولكن وللاسف ثمناً لاجندات سياسية واقتصادية لقوى متسلطة ومتحكمة محليّاً واقليميّا ودوليّاً.
يوسف
23/04/2011



والثانيّة بعنوان سوريّا والانقلاب العسكري وتاريخها 2011/4/27


الامور المُتفاقمة في سوريا تؤكد ان هناك صراع قوى بين القيادات الحاكمة اكبر بكثير مما كنا نظن واكبر بكثير من حجم ثورة الشارع السوري ضد النظام.
كنا اعتقدنا ان بشار الاسد هو خليفة والده في الحكم وانه الآمر الناهي في سوريا واليوم وبعد اكثر من عشر سنين يتبيّن لنا ان الاتفاق على بشار الاسد لاستلام السلطة بعد رحيل والده لم يكن الا اخفاءاً للخلافات بين اقطاب الحكم وتأجيلا للصراع املا في تصفية طرف من طرفيّ الصراع وما اقصاء عبد الحليم خدام من المشهد السياسي ومغاردة حكمت الشهابي إلى أمريكا بعد إقالة رئيس الحكومة السابق محمود الزعبي ونائبه سليم ياسين ووزير النقل السابق مفيد عبد الكريم ورئيس المخابرات العامة اللواء بشير النجار، وتبع ذلك توجيه تهم بالفساد إليهم والحجز على ممتلكاتهم ثم بيعها بالمزاد العلني. .
وبينما قال النظام إن الزعبي قضى منتحراً لدى وصول الشرطة إلى منزلة لتسليمة مذكرة للمثول أمام التحقيق، أعلنت عن وفاة النجار في سجنه الذي كان يقضي فيه حكماً بالسجن لخمس عشرة سنة عام 2002  وانتحار او قتل غازي كنعان وزير الداخليّة وغياب الكثيرين او تغيّيبهم لم يكن الا صفحة من صفحات الخلاف المتفاقم بين قوى النظام ولم يكن بشار الا واجهة لاحد طرفيّ الصراع.
اعتقد ان طرفيّ الصراع في النظام السوري متفقين حاليّاً على شيء واحد وهو إقصاء بشار الاسد عن الحكم واعتقد والله اعلم ان ذلك لن يتم الا من خلال انقلاب عسكري يُشابه الانقلاب العسكري الذي قاده ابوه حافظ الاسد مع  صلاح جديد قبل ان ينقلب الاسد الكبير على رفيقه ويقوم بحركة تصحيحيّة يطيح بكل رفاق الامس وعلى راسهم صلاح جديد ويُّودعهم سجون سوريّا ليموتوا فيها.
الخاسر الاكبر هو الشعب السوري الشقيق والذي يدفع حياة ابنائه ثمناً لتلك الصراعات الداميّة والتي كانت طابعا مُميّزا للنظام في سوريا سابقاً وكدنا ان ننساها.


يوسف
27/04/2011



والثالثة بعنوان سوريّا الحلقة قبل الاخيرة وتاريخها  2011/6/12


النظام السوري الذي كان صادقا دوما عندما رفع شعار تحرير الجولان ولكنه دائما كان صادقا في شعار كيفية تحرير الجولان فهو لم يدعي يوما بانه سيحرر الجولان عبر حرب يقودها الجيش السوري ضد المحتل الاسرائيلي بل على العكس كانت شعارات النظام السوري دوما قتال اسرائيل حتى اخر جندي عربي....مصري و عراقي وغيره ... عدا الجنود السوريّين اكيد ....الى قتال اسرائيل حتى اخر فدائي فلسطيني من كل المنظمات الفلسطينية ... الى قتال اسرائيل حتى اخر مقاوم لبناني من كل الوان الطيف المقاوم اللبناني وعلى مدى عقود ....لم ترفع ابدا شعار تحرير الجولان حتى اخر جندي سوري...فالجيش السوري دائما وابدا كان له هدف واحد حددته قيادة الاسد الاب ومن بعده الاسد الابن وهو المحافظة على ديمومة النظام وقمع اي حركات معارضة له سواء كانت في سوريا كما حصل في حماة في الثمانينات وقبلها وبعدها او كما يحصل اليوم او كما حصل في لبنان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ولا زال حتى يومنا هذه وان اختلفت الاساليب والالاعيب  

هذا الجيش الذي نراه اليوم بدبابته ومجنزراته يدك الآمنين في المدن والبلدات والقرى السورية لم نسمع له طلقة واحدة على جبهة الجولان وكان على مدى عقود باكملها الحارس الامين للجبهة السورية ضد اي تسلل باتجاه دولة العدو الاسرائيلي علماً بان قيادته السياسية ترفع شعار تحرير الارض وتقود معسكرا اسمته معسكر الممانعة....النظام السوري كان دائماً يلعب دور التاجر الشامي الذي عرف بدهائه في التجارة فكان دائما الاشطر في البيع كما كان الاشطر في الشراء وكان دائما يتعامل مع شهبندر تجار المنطقة فقط اي ان كل تعاملاته في البيع كانت تتم لصالح امريكا والتي تجيرها لصالح اسرائيل وللذين لا يعرفون عليهم ان يتذكروا ان النظام السوري هو من حاصر وحارب الثورة الفلسطينية في لبنان والمقاومة الوطنية في لبنان الى ان انهيّ وجودها في العام 1982  بعد حصار بيروت من قبل شارون علما بان الدبابات السورية كانت على مشارف جبال بيروت تراقب المشهد وعندما حاول ابو عمار العودة الى طرابلس بعد انسحاب الاسرائيليين تكفل السوريين بمحاصرته واجباره على الخروج ...دائما ما كان الدور السوري محط تقدير القيادة الامريكية ولذلك كان التعاطي مع القيادة السورية سخيا من قبل الامريكان فسوريا اعطيّ لها دور اقليمي اكبر من حجمها سواء في لبنان او في العراق لاحقا كما وان سوريا تعودت على ممارسة الضغط من خلال ارهاب الانظمة المجاورة في لبنان والاردن والعراق ودول الخليج وكانت امريكا دائما تغض النظر ...لما لا والنظام السوري دائما كان في خدمة المخطط الامريكي ليلا ومحاربته نهارا
على اللذين يتسائلون لماذا بعد كل هذا القتل والتعذيب لماذا لم تقف امريكا والغرب بوجه الاسد كما وقفت بوجه القذافي ان يعلموا ان نظام الاسد الاب والابن قدما اكبر خدمة لامريكا واسرائيل وعلى مدى العقود الاربعة ... خدمة لن تقل باي حال عما قدمه نظام مبارك ...لذلك علينا ان لا نتوقع الكثير من الغرب لدعم الشعب السوري بل على العكس علينا ان نتوقع من نظام الاسد محاولة تصدير مشاكله من الساحة الداخلية الى الدول المجاورة عبر تحميلها مسؤولية ما يحصل في الداخل السوري وهنا سيتحول الصراع من ثورة داخلية على النظام الى خلافات ومناوشات مع دول الجوار...
........ في هذا الشأن بقيّ ان اقول ان حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية المقيمة في سوريا والتي لا زال يعتقد ان لها دور على الساحة الفلسطينية...مثل حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ...قد تأخروا كثيرا كما هي عاداتنا نحن اهل الشرق في اتخاذ موقف ومغادرة الساحة السورية في الوقت الراهن ...خاصة وانه لا خيار امامهم فالنظام السوري من اكثر الانظمة العربية تطرفا عندما يطبق شعار ... من ليس معي فهو ضدي....ولا يكفي ان نضع رؤوسنا في الرمال وننتظر نتيجة ما يدور هناك فالتاريخ لن يرحم والفاتورة التي سيدفعها حزب الله والمنظمات الفلسطينية ستكون اكبر بكثير مما يعتقدون وسيتوجب عليهم دفعها جراء سكوتهم وصمتهم على ما يجري سواء انتصر الشعب السوري او بقيّ النظام ففي الحالتيّن سيكون الثمن غاليا جدا ومكلف.
يوسف

12/06/2011


والرابعة كانت بدايّتها يوم الخميس 2012/2/16 
وبعنوان ايران ... هل من مُفاجأت قريبة ؟؟؟


وغداً ان شاء الله ...أكمل



هناك تعليقان (2):

  1. جميع مجملات كلامك يصادفه دائما الصحة والمنطق والواقع ويقابل مكان الامور وزواياها
    عشت لنا يوسف الصديق والصديق

    ردحذف