توتة...توتة....ما خلصت الحدوتة

بصدق لم اتفاجأ بالامس من تدوينة الاخت والصديقة العزيزة شيرين سامي ... مدونة حدوتة مصريّة كما ولم اتفاجأ من قبل من غيّاب الكثيرين هنا .....
كنت قد دخلتُ الى عالم النت وشبكات التواصل منذ 4 سنوات فقط .....
في البدايّات اخذتُ مساحة من الوقت لمتابعة ما يجري ووصلت الى قناعة ان تلك المواقع هي كالمحيطات الخمس وما لم تكن تعرف الى اين انت ذاهب ؟ فلن تتمكن ابدأً من الوصول الى مُبتغاك ...
لذلك قررت اولاً ان اجاوب على السؤال الاول والاهم ...
ماذا اريد من تواجدي هنا على تلك المواقع ؟
اريد ان اعود الى طبيعتي واجد روحي التي فقدتها في زحمة الحياة واعبر عن ما يجول في خاطري دون قيّود ...
السؤال الثاني ...هل اقدر على ذلك ؟
الجواب نعم بكل تأكيد طالما انا من يمسكُ الدفة ويوجهها 

بدأت رحلتي واسستُ موقعا مع الصديقات العزيزات نيسان ونور مختلفاً عما هو موجود واسميّته بيت الغرباء وانضم لاحقا لركبنا الكثيرين ممن تعرفونهم هنا وممن لا تعرفونهم ..
كانت رحلة مُميزة وناجحة وبكل المقايّيس ولكنها اصطدمت بعقبات كثيرة قبل ان تصطدم بالعقبة الاخيرة والاكبر وهيّ إلغاء موقعنا لمرات عديدة وصلت الى الالغاء اليومي والمتكرر...
اما العقبات التي واجهتنا عدا ذلك فيمكن تلخيصها بالتالي :
مع وجود ذلك البيّت وتميّزه عن باقي المواقع ووجودي الشخصيّ والذي حرصت ان يكون بإسم مُستعار حتى لا أُقحمَ نفسي في مواضيع شخصيّة على حساب الهدف الاكبر لتواجدي 
ولكن ومع الايّام وجدتُ نفسي وقد اصبحتُ مشغولاً في المواضيع الشخصيّة للاصدقاء ومشاكلهم منها من هو داخل بيت الغرباء ومنها من هو خارج البيت ...
وبدأت الامور تخرج من تحت سيطرتي الى الحد الذي اصبح عطائي مُهدد تحت طائلة انشغالي بالتواصل الشخصي والذي لم يكن الهدف من وجودي على تلك المواقع ...
مع إلغاء صفحتي الشخصيّة وموقعنا الجماعيّ هناك وبدفعٍ من نيسان حضرت الى هنا وفتحتُ المدونة ....
هنا حاولت بكل جهدي ان اتفادى الوقوع في الخطأ الجسيم الذي اوقعتُ نفسي فيه في المرة السابقة وفصلتُ تماما بين علاقاتي الشخصيّة وعلاقاتي كمدون وصديق للكثير من المدونات والمدونين واعترف انني خسرت الكثير من العلاقات الشخصيّة هنا والتي كان بإمكاني تعزيزها والاستفادة منها لوجود الكثيرين من المُميّزين لا لسبب الا لخوفي من ان تبعدني عن هدفي الاكبر من وجودي هنا ....

هذا عن تجربتي ...
ورغم عدم معرفتي بالاسباب التي دعت صديقتنا الدكتورة شيرين والكثيرين غيرها من اتخاذ قرار بالابتعاد عن هنا او بالغاء مدوناتهم الا انني يمكنني تلخيص اهم الاسباب وراء ذلك ....
اولاً تحول المدونة او الموقع الى موقع تواصل شخصيّ وبالتالي يصبح وجوده مرتبطاً بمدى نجاح تواصلنا الشخصيّ ...
ثانيّاً إنشغالنا اكثر مما يجب بوجودنا هنا على حساب حيّاتنا وعملنا وعلاقاتنا الشخصيّة في الواقع وذلك للهروب من الواقع المر الذي نعيشه الى عالم افتراضيّ في لحظات كثيرة هو افضل وفي لحظات اكثر هو مشابه او اقسى من واقعنا وهنا قد تكمن الطامة الكبرى...

في الموقع السابق وهو موقع للتواصل الشخصي اكثر منه موقع للتدوين ...كتبتُ هناك مرة 
حواء حين يصدمها واقعنا الافتراضي تلغي حسابها بينما آدم عندما يواجه نفس الموقف يفتح حساباً اخر تحت اسم اخر وشخصيّة اخرى ...
قد يكون هذا مبرراً لحواء في مواقع التواصل الشخصيّ كالفيسبوك او تويتر او غيره اما هنا فلا اعتقد ان هناك ايّ مبرر مقنع لاي منا بالغاء مدونته والتي اصبحت مُلكاً للجميع واثراً نافعاً لهم ...
قد يكون مبرراً الابتعاد او الغيّاب ولكن الالغاء فهذا قد يكون اقسى ما يمكن لاحدنا ان يفعله بحق اصدقائه ومُتابعيه ومُحبيه اللذين لا يعرفهم ولا يعرفونه الا من خلال كلماته وتدويناته ..

هذه دعوة صادقة للصديقة شيرين وللجميع 
ابتعدوا عن هنا ....
ولكن لا تحرمونا من ابداعاتكم التي اصبحت رفيقاً لنا..

ولصديقتنا العزيزة شيرين صاحبة مدونة حدوتة مصريّة اقول ...
توته ...توته ...عمرها ما رح تخلص الحدوتة
لانها بنكهة مصريّة ....حلوة ومش ملتوته

يوسف
7/5/2012