الثلاثاء، يناير 01، 2013

الضباب ...عمان ولندن والذكريّات


                   صورة لحديقة الهايّد بارك في لندن

اليّوم صباحاً لف الضباب مدينة عمان بشكلٍ مُفاجئ

في مثل هذا اليّوم قبل عقدٍ من الزمان 
كان صباح اول يّومٍ لي في لندن بعد ان وصلتها في اليوم الاسبق
لندن عاصمة الضباب والمطر...

كُنتُ قد تعرضتُ لطعنة في ظهري من صديقٍ إئتمني على اغلى ما يّملك زوجته وبناته وغادر البلد  ...فحفظت له الأمانة
 
وحين عاد أصر عليّ ان نفتح مشروعاً مشتركاً بجانب عملي الخاص ووافقت تحت إصراره وإصرار زوجته رغبة منها ببقائه الى جانبها وجانب بناته وقد كبرن وكبرت مسؤوليّاتهن ...

إئتمنته على ارخص ما املك ... مالي وتحويشة العمر وما جنيّت مُعظمه من عملي في دول الخليج ....خان الامانة 

لم احتمل الخيّانة منه تحديداً ومررتُ بأيّام عصيبة ... 
جسدي لم يتحمل وتهاوى مع الخيّانة والاطباء عجزوا عن تشخيص حالتي ونصحوني بالسفر خارج البلاد للعلاج والراحة

قررتُ الرحيل وكانت وجهتي لندن حيثُ شقيقتي وزوجها واولادها هناك وهم من دعوني للاقامة معهم حيث بيتهم الريفي خارج لندن يُّشعرك بالراحة والدفئ رغم برودة الجو والثلج الذي يّحاصر المكان ...

إئتمنت ما تبقى من العمل والعائلة لدى أخٍ شقيقٍ عمل معي لفترة طويلة بعد ان تخرج من الجامعة وتزوج ....بفضل من الله وبمساعدة مني لظروفه الصعبة

كانت الطعنة الثانيّة في الظهر ... خان الامانة واستولى على ما تبقى إعتقاداً منه بأن جسدي لن يحتمل الطعنة الاولى

كانت الطعنة الاولى قاتلة رغم انها لم تكن في مقتل وكادت ان تقتلني ....ولكن الطعنة الثانيّة كانت في مقتل ...
ولكن وكما يقولون ...
الرصاصة التي تُصيبك ولا تقتُلك ....تُقوْيك

وهذا ما حصل 
الطعنة الثانيّة اعادتني الى موقعي ...واعادت جسدي المُنهك من الطعنات الى قوته من جديد ...

عندها قررت ان لا بديل عن المواجهة والبدء من جديد مهما كان الثمن وحزمتُ حقائبي بعد 5 اشهر في لندن وعدت الى هنا

اليّوم وانا ارى الضباب يّلف عمان ...
تذكرتُ لندن وأيامها الجميلة رغم الحالة التي كنت امر بها
فهيّ من احتضنتني في اصعب ايّامي وكم غسلت همومي امطارها الغزيرة وانا اتمشى في حدائقها وحيداً هائماً على وجهي أُفكر في ما آل اليّه حالنا نحنُ معشر البشر

بقيّ ان اقول الحمد لله على كل شيّء
وازمة وعدت ولم يبقى منها الا الذكريّات
اما هما فيكفيهما ما اصابهما في الدنيّا وما ينتظرهما في الآخرة  

يوسف
1/1/2013              

هناك 18 تعليقًا:

  1. ختيارتي - الله يطوّل بعمرها - بتظل تقول .. "من أخذلك خبّالك" .. إذا مش مال .. فمكسب إلك عليه بالآخره ..
    زي ما قلت .. إلهم مين ينتقم منهم ..

    اسمحلي أشكرك لسبب بسيط كثير .. حكايتك أكدت إللي أنا بفكر فيه .. صعب كثير تلاقي نفسيّه نظيفه لمّا تفوت المصاري بالنص .. فالواحد لازم يظل حريص حدا مع أقرب الناس إلو ..

    ردحذف
    الردود
    1. الله يعطيها الصحة والعافية ...للحجة
      صحيح طالما دخلت بالنص الفلوس
      تاهت وانحرفت النفوس
      المجتمع اصبح ماديّا الى درجة كبيرة
      وانا حبيت ان اكتب هنا بعد 10 سنوات لاننا في الواقع نُخفي الكثير لاسباب إجتماعيّة ...
      دمت بخير

      حذف
  2. دوما تمضي المواقف مهما تكون صعبة وتبقى في خلدنا ذكرى
    و اللبيب هو من يتعلم من المواقف
    و من يجعل من الضربات التي تعرض لها جسرا بينه وبين الضعف
    ....
    كلمات شعرت وأنا أقرأها بحجم الألم الذي تشعره

    لكن ختاما دوما نقول
    الحمد لله أن ما تبقى لنا من مواقف الألم ذكرى

    كل عام وأنت بألف خير أبي العزيز

    ردحذف
    الردود
    1. زينة الصبايا
      نعم هيّ دروس
      ولن يتعلم احدنا الا على حسابه
      الالم ليّس على الفلوس
      ولكن على النفوس المريضة

      وانتِ بالف خير

      حذف
  3. يمهل و لا يهمل

    و الصبر مفتاح لمعادن الناس

    ردحذف
    الردود
    1. الله كريم وعظيم
      وانا من وقتها وضعت الملفات عنده ونعم بالله
      والحمد لله
      الحيّاة ...مشوار طويل فيه الكثير

      حذف
  4. اللى يعيش ياما يشوف بالفعل اصعب طعنه هى طعنه الصديق ولو ان كلمه صديق كلمه غالية لا يمكن ان تطلق على شخص كهذا
    رغم انها ذكريات مؤلمه ولكن بالتأكيد قد تعلمت منها الكثير
    عندنا مثل شعبى يقول ((حرص من صحبك ولا تخون ))
    ربنا يبعد عنك كل سوء وشر وكل سنه وحضرتك طيب واسرتك بخير

    ردحذف
    الردود
    1. تعلمت اكيد
      بس مش كثير
      لسه والله مرات بوقع بس على الخفيف
      هههههه
      هيّ هيك الدنيا
      وبعض الناس صارت ماديّة جدا

      الله يرضى عليّكِ ويسعدك هبة
      وكل سنة وانتم جميعا بالف خير

      حذف
  5. الصداقة عمله نادرة تقريبا معدومه للأسف بس كل شي بسير مع البني ادم بكون ألوا اجر أو جزاء :)
    دمت بخير ؛)

    ردحذف
    الردود
    1. هناء
      مساء الخير
      الصداقة ...اصبح معناها هالايام مصلحة
      في مصلحة ...في سؤال وسلام
      اكيد ربنا بيمتحنا وبيشوف صبرنا
      دمتِ بخير

      حذف
  6. صباح الخير ابو عمر
    كل عام وانت بخير والله يديم عليك الصحه والعافيه .

    ضربتين في الراس بيوجعوا واكيد طعنتين في الظهر بيقتلوا
    والحمدلله انك قدرت تتجاوز هالمحن وتوقف من جديد .

    ردحذف
    الردود
    1. كل عام وانتِ واحبابك بالف خير

      اذا على هالضربتين بسيطة
      هذول في شهر واحد ..

      بس دائما الحمد لله وربنا على كل ظالم كائناً من كان

      دمتِ بخير
      والله يرضى عليّكِ ويسعدك

      حذف
  7. أصلاتن لولا الطعنات اللي زي هيك مكنتش رح تكون أقوى هلأ

    الله يعوض عليك بأحسن منه

    ردحذف
    الردود
    1. اصلاطن انا كنت بشوفك بتكتبيها بالطاء
      ليش انسخطت وصارت بالتاء
      ههههههه

      الحمد لله ...
      حقيقي ان التجارب والمعاناة تعطينا دائما القوة خاصة اذا كان الايمان موجود

      دمتِ بخير
      والله يرضى عليّك ويسعدك

      حذف
  8. خبرات العمر مش من قليل بدها تطلع

    الحمد لله كله الك بالدنيا و الاخره ان شاء ﺍﻟﻠﻪ

    ردحذف
    الردود
    1. ما انا مرات بضحك
      بقول بيفكروا اللي بكتبه من اشي قليل
      الحمد لله
      والله ما يّضايّقني هو ما آل اليه حالنا في كل شيء
      دمتِ بخير
      الله يرضى عليّكِ ويسعدك

      حذف

  9. النسيان مدرسة فقط لو علمنا فضلها لعلمنا جوهر الأنسان وتلك فضيلة أكرمنا الله بها لنستمر بالحياة والعطاء فمن أخد منك أستودعه الله لك عنده ليوم ستكون بأمس الحاجة له وحينها ستفرح فرح لايوصف حتى أنك ستتمنى لو أن كل ماجنيته بحياتك كان قد أخد منك بنفس الطريقة حتى يستودعها الله لك عنده ليوم لاينفع فيه شيء الامن أتى الله بقلب سليم ومغرمة عند أنسان لئيم ... قدر الله وماشاء فعل والخير كله بحفظ الله ورعايته ولكي تغنم أكثر نصيحتي لك ياصديقي توجه لله بقلب مخلص وناصية سليمة وقل سامحتهم ياربي أبتغاء مرضاتك ووجهك الكريم وأترك الأمر للكريم لأنه لأن يرضى بأن يكون العبد أكرم منه فسبحانه مالك الملك واليه المصير ...

    كل الأحترام والتقدير لرجل كان ومازال يعطي بلا حدود ....

    ردحذف
  10. أخي يوسف.. أنا متابع دائم لكل ما تكتب على مدونتك الرائعة التي أحب ان أشارك أصدقائي بما تكتب و أُرسل لهم الرابط لمدونتك التي أرى من وجهة نظري انها مساحة جميلة لقراءة سطور متنوعة في كل المجالات.. فانت( ماشاء الله) بخبرتك في هذه الحياة تنقل لنا عصارة خبرتك في هذه الحياة و أكون مستمتع جداً بقراءة سطورك التي اتمنى ان لا تنتهي و دائماً أتابع جديدك.. قد تكون هذه هي المرة الاولى التي أعلق فيها في مدونتك.. لكنني حريص على متابعتها بصمت.. فإلى الامام دوماً.

    مع المحبة
    باسم (أبو ليان)

    ردحذف