الأربعاء، يناير 08، 2014

انا والقطط ....( 1 )




القطة الاولى احضرتها اختي حين كنا نسكن سويّاً في الشارقة في العام 1979 في شارع الوحدة بالقرب من دوار الحبال في عمارات بن لادن ...
كانت صغيرة جداً ...
طبعا تضايقت جدا من الموضوع ولكن للضرورة احكام ... خاصة وان في بيتنا متسع لذلك لم أمانع ...

مرت الايام وكبرت القطة وتعودنا على وجودها معنا وإلتزامها بالانظمة ومراعاتها للقوانين اكثر من اختي واخي ...
فجأة اصبحت مصدراً للإزعاج خاصة في الليل ...وهذا يتعارض تماماً مع نومي ....فانا انام بصعوبة واصحو بمنتهى السهولة ..
حاولنا انا واخي إقناع أُختي ان نفُك اسرها ونسمح لها بالمغادرة ....لكن محاولاتنا باءت بالفشل ....

عندها عقدنا العزم انا واخي على تنفيذ مؤامرة التخلص منها دون معرفة اختي او اخذ موافقتها ....
صباح يوم جمعة ...
قررنا الذهاب الى شاطئ عجمان ...الامارة الملاصقة لامارة الشارقة والتي تبعد عنها فقط مسافة عشر دقائق بالسيارة للتنزه والسباحة ...اعددنا كل شيء واختي نائمة ... واحضرنا كرتونة ووضعنا القطة فيها بعد ان ثقبناها عدة ثقوب للتهوية واحكمنا إغلاقها بعد ذلك ...
وضعناها في صندوق السيارة وغادرنا بيتنا متجهين الى عجمان من شارع الوحدة مرورا بشارع الملك فيصل الى الشارع الرئيسي بإتجاه شط عجمان ...
هناك وقفنا بالقرب من اول دوار في عجمان وانزلناها بالسلامة ...

اكملنا طريقنا الى الشاطئ ...وقضينا نهارنا هناك قبل ان نعود مساءاً ونضع الحقيقة كاملة كما هي بين يديّ اختي التي لم تجد الا البكاء على ما آل اليه حال القطة ...

اكملنا سهرتنا في البيت وبعدها ذهب كل منا الى غرفته لينام ...
في السادسة صباحا ومع شروق الشمس فتحتُ عيّنيّ وانا على فراشي ... تخيّل لي ان هناك صوت قطة في البيت ....اعتقدت للوهلة الاولى انني احلم او اتخيّل خاصة وانني تعودت منذ اشهر على ان اصحو على صوتها ...
بعد عدة محاولات لتكذيب ما اسمع ... تيقنتُ ان هناك صوت قطة بالجوار ....
نهضت من فراشي واتجهت حيث الصوت ....
إقتربت من باب الشقة الرئيسي والتي تقع على الطابق السادس من العمارة ...وجدتُ الصوت خلف الباب 
فتحتُ الباب ...
دخلت هي قطتنا بشحمها ولحمها وكأنها تقول ...
اعذركم ان كنت تهت عنكم ولم تتمكنوا من إرجاعي الى بيتي وها انا أثبتُ لكم اني وفيّة لكم ...عملتُ المستحيل حتى اعود اليكم حتى لا تتعبوا انفسكم او ترهقوها وانتم تبحثون عني ...
لم أصدق ما شاهدت ...
كل ما قلته حينها ...
تفضلي البيت بيتك ...
ومن يومها تعلمت الدرس الاول في حياتي من القطط ...
الإحساس والوفاء والإنتماء .
 بقيّ ان اقول ان قطتنا منذ احضرتها اختي الى بيتنا وكان عمرها عدة ايّام لم تخرج منه ابداً...إلا في رحلة التخلص منها.

وللموضوع بقية ...
يوسف
8/1/2014

هناك 4 تعليقات:

  1. لا لا ما اتفقنا تكون طريقه السرد لمصلحه القطه :/
    بس عجبتني البدايه واكيد بانتظار التتمه

    احساس و وفاء وانتماء مفقودين عند البشر بحياتنا جميل نلاقيهم من اي حد حتى لو القطه:)

    ردحذف
  2. :) كنت فكراها صفة الكلاب بس
    أنا بحب القطط بس بحسها مسئولية كبيرة
    و أنا مش ناقصة مسئوليات :D

    جميل أبي يوسف خرجتني من الموود

    ردحذف
  3. هاي مش صفة ولاء بس القطه عندها ذاكرة وعندها قدرة ع العوده ... القطط شريرين ولا يمكن تغيير وجهة نظري :)

    ردحذف
  4. حقيقة أن للقطط ذاكرة قوية
    وكذلك انتماء و التصاق بمواطنها

    تحيتي لك أبي الغالي
    اشتقت أن أكون هنا

    ردحذف