السبت، فبراير 15، 2014

قيد فراشة ....شيرين سامي


 

مصر الغالية ام الدنيا ..بعطاءها وصبرها وحنيّتها وحبها وإحساسها ومشاعرها وغضبها وشغبها وشقاوتها وقساوتها اورثت إبنتها الغالية شيرين سامي كل تلك الصفات التي جسدتها وجمعتها كلها في روايتها الاولى قيد فراشة ...
لست ناقداً ادبيّاً ولا اديباً وسأُعلق هنا كقارئ فقط ومُتابع للشأن المصري والكل يذكر انني كتبت في الشأن المصري ما يوازي ما كتبته في الشأن الفلسطيني ...

من قرائتي للرواية يتضح حجم العمل الكبير الذي قامت به المؤلفة والذي يضع الرواية في مكانة من الصعب جدا ان يفيها احد حقها مهما نالت من إعجاب وتقدير وتقييم ...
لاننا تعودنا ان نصب تقديرنا وإعجابنا للكتاب والادباء المعروفين والمشهورين بغض النظر عن مستوى العمل ....لذلك اعتقد انه لا زال مطلوبا من الكاتبة ومن قرائها حجم عمل هائل لكي يتم تقيّيم العمل بالمستوى الذي يليق به وبمن كتبته ...

الرواية ان دلت على شيء فانما تدل اولا على فهم واسع للكاتبة للوضع في مصر من مرحلة ما قبل الثورة وخلال الثورة ولغاية ما قبل 30 يونيو 2013 ....
تمكنت من خلال الشخصيات ان ترسم بوضوح حركة الشارع المصري وتناقضاته الهائلة وكل شخصية في الرواية كانت تمثل شريحة من شرائح المجتمع المصري...

عرفت كيف تمزج ما بين الحب والعشق من جهة والعبث واللهو من جهة اخرى ...اهم ما ميّز الشارع المصري في السنتين الاولى من عمر الثورة ....
عرفت كيف تمزج ما بين الحرية والعبودية ...اهم مشاكل المصريّين وعلى مدى عقودٍ خلت ...
عرفت كيف تمزج ما بين فهمنا للدين وللعادات والتقاليد الموروثة والخلط بينهما

والاهم من ذلك انها غاصت في اعماق الشباب ومشاكلهم وخاصة العاطفية منها واثرها على حياتهم ومستقبلهم ...

اعتقد ان قيد فراشة هي مقدمة لرواية ثانيّة لان الحدوتة المصريّة لم تنتهي بسفر عالية ولا بعودة محمود ....

واتمنى بصدق ان يكون حدسي في محله وان تكون الطبعة الثانية من الرواية قريبة جدا بعدما تنفذ الطبعة الاولى ...

اخيراً أدركُ ان هناك الكثير مما يعتبره البعض خروجاً عن النص او عن المألوف في وصف المشاعر الحميميّة خلال الرواية ولكن اعتقد ان الكاتبة وازنت تماما ما بين الخوض في تفاصيل تلك المشاعر والتوقف امام إلتزامنا الديني الذي ينتفض قبل الجموح نحو المجهول او اللاعودة ..

وهنا لا بد لي من الإشارة ان هنالك فرق ما بين وصف تلك المشاعر والتي بنظري لا تخدش الحياء العام وبين ترديد واستعمال بعض الكلمات النابيّة وإن كنت اعتقد ان الواقع يقول ان جيلا باكمله يستعمل تلك المفردات يوميا وعلى مسمع الجميع وكنت اتمنى على ابنتي العزيزة شيرين ان لا تستعملها حتى لو كانت نقلاً عن لسان حسن وهو يحدد موقفه من المرشحين لانتخابات الرئاسة...

بقيّ ان اقول ان شيرين سامي لم ترمي بوجهنا الحقيقة التي نعرفها ونعيشها ولكنها ازالت القشة التي نحاول دائما ان نُغطي بها عيوبنا وعيوننا....

ابنتي العزيزة والغالية بغلاوة مصر على قلوبنا
الله يعطيكِ الصحة والعافية ويرضى عليّكِ ويسعدك

هناك 3 تعليقات:

  1. تحليل رائع و ممتع استاذى

    وان كنت اختلف معك استاذى فى جزئية حسن و الفاظه
    اولا الالفاظ الفاظ دارجة و تردد
    اعتقد ان شخصية حسن شخصية من لحم و دم
    راجع سيادتك الف ليلة و ليلة الطبعة البولاقية التى راجعها شيوخ من الازهر الشريف و اقرأ مستوى الالفاظ بها
    ناقل الكفر ليس بكافر
    نريد ان نتخلص من نبرة الادب النظيف فالادب ليس نظيفا لانه خلاصة مشاعر انسانية بحلوها و مرها
    نريد ان نتخلص من قيد اخر غير فيد الفراشة طبعا هههههههههه يعيق يدى الكاتب
    من حق الكاتب ان يرسم جميع الشخصيات الشيخ و الملحد القديسة و العاهرة السوى و الشواذ من حق الكاتب ان يكتب رواية كل ابطالها ملحدين او شواذ طالما يرسم حالة انسانية موجودة و يحمل فكر جديد و مبدع
    اطلت عليك استاذى العزيز
    تحياتى

    ردحذف
  2. اخي ابراهيم
    شكرا لك لمشاركتك وتعليقك
    واخنلاف وجهات النظر طبيعي جدا
    انا ابديت ملاحظة على كلمة واحدة فقط
    وانا قلت ان تلك المفردات اصبحت جزءا من حياتنا في البي وفي العمل وفي الجامعة والمدرسة والشارع
    وانا متأكد ان حسن جزء من المجتمع الذي يردد تلك الكلمات صباحا ومساءا

    لا قيود على الفراشة وانا قلت ان شيرين كانت واضحة من بداية الرواية لاخرها بانها ترفع شعار الجرأة الكاملة في تسلسل احداث الرواية ولكني لا زلت معتقدا بان بعض الكلمات النابية ممكن الإستعاضة عنها بكلمات اقل ضررا واكثر تعبيرا ...
    يعني اكيد الكل بيشتم الام والاخت بمسبات كلنا نسمعها يوميا مئات المرات وقد يرددها الكثيرين عشرات المرات يوميا واكيد حسن كان يرددها في الميدان وعلى مسمع عالية وغيرها ولم نجد لها مكانا في الرواية ...
    مع العلم ان وجود هذه الكلمة او عدم وجودها لن يضير هذا العمل الفيّم ولن يقلل من قيمة الرواية ومؤلفتها

    دمت بخير ....

    ردحذف
  3. أستاذي و أبي و صديقي العزيز جداً :)
    مهما كتبت مش هقدر أوصف سعادتي برأي حضرتك اللي إنتظرته كتير و كنت متوقعه إنك تشوف أشياء محدش قدر يشوفها زي تغلغل الشارع المصري في الشخصيات..
    و كنت عارفه إن الكلمة دي مش هتعجبك..معلش بقى أنا حسيتها لازم تتكتب
    ربنا ما يحرمني من تشجيعك و وجودك الرائع في حياتي :)

    ردحذف