وماذا بعد "
منظمة التحرير تأسست عبر قرار الجامعة العربية في العام 1964 وفتح وحركة القوميين العرب بدأوا عملياته العسكرية المحدودة جدا في العام 1965 وبعد النكسة في العام 1967 بدأت العمليات تتكثف وتصبح عملا يوميا لمقارعة الاحتلال وكانت فتح والجبهة الشعبية هم الرائدتان في تلك العمليات ....فتح كانت تمثل كل المستقلين واصحاب التوجه الاسلامي خاصة وان الجبهة الشعبية كانت تمثل اليسار الملتزم بالفكر الماركسي اللينيني الذي لا يقبل به الاسلاميون ...اي ان من يرغب من الاخوان المسلمون بالعمل العسكري والتنظيمي كان ينضوي تحت لواء فتح ...في العام 1968 كانت فتح تقود العمليات العسكرية واصبحت التنظيم الاكثر عددا وعدة ومع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني استقال احمد الشقيري وتم انتخاب ابو عمار رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والتي تم تمثيل كل القوى المستقلة والتنظيمات التي انشقت عن الجبهة الشعبية او التي تأسست بعد ذلك مثل الجبهة العربية ( حزب البعث الجناح العراقي ) والصاعقة ( حزب البعث الجناح السوري )....الخ هذه نبذة تاريخية قد تفيدنا عندما نتحدث عن الواقع اليوم
بقيت الامور تسير بنجاحات خارقة تارة وبانتكاسات كبيرة تارة اخرى ...في العام 1970 تعرضت المقاومة لانتكاسة كبيرة بخروجها من الاردن بعد حرب مع النظام وانتقلت الى لبنان حيث نشطت وازدادت قوة الى ان اصبحت رقما صعبا في المنطقة وكان من نتئجها الاعتراف العالمي بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم وكلنا يتذكر خطاب الراحل ابوعمار في العام 1974 في الامم المتحدة ...امام تلك الانجازات كان لا بد على اسرائيل ان تخوض الحرب في العام 1982 وتدخل الى بيروت ولاحقا محاصرة المقاومة الى ان تم الاتفاق عبر الوسيط الامريكي فيليب حبيب بخروج المقاومة مع اسلحتها وكوادرها ومقاتليها من لبنان وذهب الجزء الاكبر الى تونس والباقي توزعوا على بعض الدول العربية اهمها اليمن ...عاودت منظمة التحرير العمل من تونس وخاضت معارك قتالية على الارض داخل فلسطين وسياسية الى ان ابتدأت الانتفاضة الاولى في العام 1989 وبحكم الجفرافيا وبعد القيادة عن الارض بدأت حماس تعمل بمعزل عن منظمة التحرير وبدعم من كل من له مصلحة باضعاف منظمة التحرير وقيادة الراحل ابو عمار
فلسطينيا لم يقف احد بوجه حماس لان الجميع اعتبرها قوة اضافية الى القوى الفلسطينية المتعددة وما اكثرها على الارض وبالتالي فان اي جهد اضافي سيكون الى صالح المقاومة ...عربيا اصبحت التدخلات اقل تأثيرا مع انشغال الانظمة العربية بمشاكلها الخاصة ومحاولاتها للابقاء على وجودها فكان وجود المظمات التابعة لها ليس اكثر من تمثيلا لها داخل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وبقي وجودها على الارض محدود جدا ...نقطة التحول في القضية الفلسطينية هو اتفاق اوسلو في العام 1993/1994
مع اتفاق اوسلو عادت القيادة والكوادر الى الداخل واستلم الراحل ابو عمار قيادة السلطة بالاضافة الى قيادة فتح وقيادة منظمة التحرير وشاركت جميع القوى الفلسطينية في السلطة او ابقت على مشاركتها في المنظمة برغم تحفظاتها على اتفاق اوسلو الا حماس في ذلك الوقت التي فضلت ان تبقى خارج جميع الاطر الفلسطينية ...الراحل ابو عمار لم يجد في ذلك اي مشكلة لانه كان مؤمنا بالعمل الجماعي وكان لا يضره ولا يضيره وجود حماس بل على العكس استفاد من وجودها لتقوية موقعه التفاوضي والنضالي وهنا لا بد من الاشارة الى ان قيادة حماس في ذلك الوقت كانت اكثر وعيا وفهما وادراكا لمتطلبات المرحلة وكانت تقف الى جانب ابو عمار حتى عندما تختلف معه في الموقف السياسي مع الاشارة هنا الى ان الجميع كان يُّراهن على ان اقامة الدولة الفلسطينية اصبح قاب قوسين او ادنى ....بعدها متغيرات كثيرة حصلت على الوضع الداخلي الاسرائيلي بعد مقتل رابين على ايدي المتطرفين الصهاينة ولاحقا عدم الوصول الى اي نتائج من المفاوضات تبشر بان هناك املا في قيام الدولة الفلسطينية الموعودة ...
مع ازدياد التطرف والتعنت الاسرائيلي ووجود شارون على قمة الهرم السياسي والعسكري ووصول جورش بوش الابن الى قمة الهرم في الادارة الامريكية وضعف السلطة الفلسطينية بعد الانتفاضة الثانية ومحاصرة ابو عمار واعتباره العدو الاساسي امام عملية السلام بدأ نجم حماس يلمع اكثر في الداخل خاصة وانها كانت تمتلك ادوات الرد على التطرف الاسرائيلي بعمليات مؤلمة في داخل العمق ولاقت دعما جماهيريا على اعتبار ان المفاوضات انتهت والسلطة وفتح التي تحملت مسؤولية المفاوضات تحملت نتائجها المخيبة للآمال كما وان معظم عناصر وكوادر فتح انضموا للسلطة واصبحوا اعضاءا في اجهزتها الامنية ومن لم ينخرط وحاول مقارعة الاحتلال تم تصفيته او اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الى ان تم محاصرة ابو عمار في المقاطعة واضعافه واضعاف قيادته وبالتالي استشهاده في العام 2004
ابو عمار رحمة الله عليه كان يدرك ان وحدة الصف الفلسطيني من اقصى يمينه الى اقصى يساره هو اساس قوته لذلك كان يصر ان يكون جورج حبش على يساره ونايف حواتمه على يمينه ولاحقا انضم الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس ليكون احد اهم القيادات التي يصر ابو عمار على التواصل معه والظهور علنا معه ليؤكد ان الشعب الفلسطيني بكل اطيافه موحد في وجه الاحتلال ... كان ابو عمار يجمع ما بين فكر المقاتل العنيد الذي اختفظ ببزته العسكرية ومسدسه على جنبه وفكر السياسي المفاوض العنيد الذي يمتلك كل الاوراق معه ....استلم من بعده ابو مازن قيادة السلطة وفتح والمنظمة ....ومهم ان نعلم جيدا نقطة مهمة هنا ان ابو مازن وان كان من الرعيل القديم في فتح الا انه لم يكن يوما مقاتلا ولم يتحمل يوما اي مسؤوليات قتالية ...اي انه سياسي يقود من المفروض ثورة .... كون الدولة الفلسطينية لم تتحقق على الواقع وبقيت حبرا على ورق
هنا ابتدأت المشكلة مع رحيل ابو عمار حيث اصبح الحمل اكبر بكثير من ان يقوده ابو مازن لوحده ...الفساد استشرى في السلطة الفلسطينية وفتح عانت الامرين من قيادة ابو مازن قبل ان تعاني باقي الفصائل منه لانه قرب منه كل من وافقه او على الاقل جامله وابعد عنه كل من عارضه او اختلف معه سواء من فتح او من باقي التنظيمات ... في الوقت الذي كان يعاود التفاوض مع اسرائيل دون سقف زمني او هدف محدد للمفاوضات كانت حماس وقوى اخرى تبني لانفسها قوة عسكرية وجماهيرية على الارض بينما هو كان يكتفي بحجم علاقاته العربية والدولية التي لا تغني ولا تسمن من جوع لوحدها في دولة محتله يحتلها مستعمر قوي متغطرس بغيض لا يفهم الا لغة واحدة للتفاوض هي لغة القوة ...كان رده الانتخابات التشريعية والبلدية والتي اظهرت تقدما واضحا لحماس والتي شاركت لاول مرة وبشكل واضح ومعلن لتصبح هي القوة الاكبر على صعيد المجلس التشريعي والمجالس البلدية المنتخبة ... طبعا هذا ضايق السلطة وقيادتها التي يغلب عليها قيادات من فتح والتي لجأت الى التضييق على حماس في الضفة وغزة واصبحت حماس هدفا مشتركا للسلطة ولاسرائيل التي ناصبتها العداء بعد ان اكتشفت ان اضعاف فتح وتقوية حماس لم يخدم الفكرة الاساسية التي على اساسها صمتت عن التمدد الحمساوي في الضفة والقطاع ....
في الضفة كان التضييق على حماس ممكن بوجود القوى الامنية الكثيرة والمتعددة المهام التابعة للسلطة والقدرة الاسرائيلية على الحركة في كل مناطق الضفة حين الضرورة والحاجة ولكن كان هذا غير ممكن في القطاع حيث محدودية القوات الامنية الفلسطينية امام القدرات العسكرية الكبيرة لحماس رغم وجود ارضية جماهيرية كبيرة لفتح في القطاع تضررت وتشرذمت بفعل الاختلاف بين قيادات فتح قبل ما عرف بالانقلاب عام 2007 وبعده ( دحلان ورشيد ابو شباك وغيرهم الكثيرين ) لذلك ردت حماس على فتح واستولت على السلطة في القطاع تماما كما انفرد ابو عباس والقيادات التابعة له من فتح على السلطة في الضفة واصبحت الامور تفهم على انها واحدة بواحدة ...وهنا كان منعطف تاريخي اسودافي تاريخ القضية الفلسطينية سطرته قيادة السلطة ومن والاها من جهة وقيادة حماس ومن والاها من جهة اخرى
بعد ذلك انعدمت الثقة بين الجانبين ولا يوجد فكر حقيقي للمصالحة وكل التفاهمات والمصالحات التي تمت بقيت حبرا على ورق لان كل طرف يدرك ان الطرف الاخر سيكتب نهايته حين يسلم اوراقه للطرف الاخر ....لا المشكلة مشكلة الصواريخ العبثية التي اثبتت ان لها قدرة كبيرة على مقارعة اسرائيل ووضعت الصهاينة في وضع لم يعيشوه من عقود ولا المشكلة في حكومة الوفاق الوطني ....المشكلة ان فتح لن تقبل بعودة حماس الى الضفة باي شكل وهي بالمناسبة تضيّق عليها بنفس الطريقة ان لم تكن بطريقة اكثر صرامة مما تضيّقه حماس على فتح والتي لن تقبل ان تعود السلطة واجهزتها الامنية الى القطاع لتمارس نفس الدور الذي مارسته قبل 2007 او الذي تمارسه في الضفة حاليا ...
الحل يكمن في تغيير نمط التفكير والقيادات التي لا يهمها الا مواقعها حيث ان الكثير منها متنفع ومستفيد من حالة الانقسام وهذا واضح في قيادات السلطة اكثر بكثير منه في قيادات حماس وان كان موجودا ...ولا بد من برنامج مرحلي جديد يتشارك الجميع من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والمستقلين وفلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات علي صياغته ينتج عنه مرجعية وقيادة جديدة منتخبة اهل للثقة قادرة على تنفيذ هذا البرنامج والا سنبقى نراوح ما بين اتفاقٍ واختلافٍ وانقسام .
منظمة التحرير تأسست عبر قرار الجامعة العربية في العام 1964 وفتح وحركة القوميين العرب بدأوا عملياته العسكرية المحدودة جدا في العام 1965 وبعد النكسة في العام 1967 بدأت العمليات تتكثف وتصبح عملا يوميا لمقارعة الاحتلال وكانت فتح والجبهة الشعبية هم الرائدتان في تلك العمليات ....فتح كانت تمثل كل المستقلين واصحاب التوجه الاسلامي خاصة وان الجبهة الشعبية كانت تمثل اليسار الملتزم بالفكر الماركسي اللينيني الذي لا يقبل به الاسلاميون ...اي ان من يرغب من الاخوان المسلمون بالعمل العسكري والتنظيمي كان ينضوي تحت لواء فتح ...في العام 1968 كانت فتح تقود العمليات العسكرية واصبحت التنظيم الاكثر عددا وعدة ومع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني استقال احمد الشقيري وتم انتخاب ابو عمار رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والتي تم تمثيل كل القوى المستقلة والتنظيمات التي انشقت عن الجبهة الشعبية او التي تأسست بعد ذلك مثل الجبهة العربية ( حزب البعث الجناح العراقي ) والصاعقة ( حزب البعث الجناح السوري )....الخ هذه نبذة تاريخية قد تفيدنا عندما نتحدث عن الواقع اليوم
بقيت الامور تسير بنجاحات خارقة تارة وبانتكاسات كبيرة تارة اخرى ...في العام 1970 تعرضت المقاومة لانتكاسة كبيرة بخروجها من الاردن بعد حرب مع النظام وانتقلت الى لبنان حيث نشطت وازدادت قوة الى ان اصبحت رقما صعبا في المنطقة وكان من نتئجها الاعتراف العالمي بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم وكلنا يتذكر خطاب الراحل ابوعمار في العام 1974 في الامم المتحدة ...امام تلك الانجازات كان لا بد على اسرائيل ان تخوض الحرب في العام 1982 وتدخل الى بيروت ولاحقا محاصرة المقاومة الى ان تم الاتفاق عبر الوسيط الامريكي فيليب حبيب بخروج المقاومة مع اسلحتها وكوادرها ومقاتليها من لبنان وذهب الجزء الاكبر الى تونس والباقي توزعوا على بعض الدول العربية اهمها اليمن ...عاودت منظمة التحرير العمل من تونس وخاضت معارك قتالية على الارض داخل فلسطين وسياسية الى ان ابتدأت الانتفاضة الاولى في العام 1989 وبحكم الجفرافيا وبعد القيادة عن الارض بدأت حماس تعمل بمعزل عن منظمة التحرير وبدعم من كل من له مصلحة باضعاف منظمة التحرير وقيادة الراحل ابو عمار
فلسطينيا لم يقف احد بوجه حماس لان الجميع اعتبرها قوة اضافية الى القوى الفلسطينية المتعددة وما اكثرها على الارض وبالتالي فان اي جهد اضافي سيكون الى صالح المقاومة ...عربيا اصبحت التدخلات اقل تأثيرا مع انشغال الانظمة العربية بمشاكلها الخاصة ومحاولاتها للابقاء على وجودها فكان وجود المظمات التابعة لها ليس اكثر من تمثيلا لها داخل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وبقي وجودها على الارض محدود جدا ...نقطة التحول في القضية الفلسطينية هو اتفاق اوسلو في العام 1993/1994
مع اتفاق اوسلو عادت القيادة والكوادر الى الداخل واستلم الراحل ابو عمار قيادة السلطة بالاضافة الى قيادة فتح وقيادة منظمة التحرير وشاركت جميع القوى الفلسطينية في السلطة او ابقت على مشاركتها في المنظمة برغم تحفظاتها على اتفاق اوسلو الا حماس في ذلك الوقت التي فضلت ان تبقى خارج جميع الاطر الفلسطينية ...الراحل ابو عمار لم يجد في ذلك اي مشكلة لانه كان مؤمنا بالعمل الجماعي وكان لا يضره ولا يضيره وجود حماس بل على العكس استفاد من وجودها لتقوية موقعه التفاوضي والنضالي وهنا لا بد من الاشارة الى ان قيادة حماس في ذلك الوقت كانت اكثر وعيا وفهما وادراكا لمتطلبات المرحلة وكانت تقف الى جانب ابو عمار حتى عندما تختلف معه في الموقف السياسي مع الاشارة هنا الى ان الجميع كان يُّراهن على ان اقامة الدولة الفلسطينية اصبح قاب قوسين او ادنى ....بعدها متغيرات كثيرة حصلت على الوضع الداخلي الاسرائيلي بعد مقتل رابين على ايدي المتطرفين الصهاينة ولاحقا عدم الوصول الى اي نتائج من المفاوضات تبشر بان هناك املا في قيام الدولة الفلسطينية الموعودة ...
مع ازدياد التطرف والتعنت الاسرائيلي ووجود شارون على قمة الهرم السياسي والعسكري ووصول جورش بوش الابن الى قمة الهرم في الادارة الامريكية وضعف السلطة الفلسطينية بعد الانتفاضة الثانية ومحاصرة ابو عمار واعتباره العدو الاساسي امام عملية السلام بدأ نجم حماس يلمع اكثر في الداخل خاصة وانها كانت تمتلك ادوات الرد على التطرف الاسرائيلي بعمليات مؤلمة في داخل العمق ولاقت دعما جماهيريا على اعتبار ان المفاوضات انتهت والسلطة وفتح التي تحملت مسؤولية المفاوضات تحملت نتائجها المخيبة للآمال كما وان معظم عناصر وكوادر فتح انضموا للسلطة واصبحوا اعضاءا في اجهزتها الامنية ومن لم ينخرط وحاول مقارعة الاحتلال تم تصفيته او اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الى ان تم محاصرة ابو عمار في المقاطعة واضعافه واضعاف قيادته وبالتالي استشهاده في العام 2004
ابو عمار رحمة الله عليه كان يدرك ان وحدة الصف الفلسطيني من اقصى يمينه الى اقصى يساره هو اساس قوته لذلك كان يصر ان يكون جورج حبش على يساره ونايف حواتمه على يمينه ولاحقا انضم الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس ليكون احد اهم القيادات التي يصر ابو عمار على التواصل معه والظهور علنا معه ليؤكد ان الشعب الفلسطيني بكل اطيافه موحد في وجه الاحتلال ... كان ابو عمار يجمع ما بين فكر المقاتل العنيد الذي اختفظ ببزته العسكرية ومسدسه على جنبه وفكر السياسي المفاوض العنيد الذي يمتلك كل الاوراق معه ....استلم من بعده ابو مازن قيادة السلطة وفتح والمنظمة ....ومهم ان نعلم جيدا نقطة مهمة هنا ان ابو مازن وان كان من الرعيل القديم في فتح الا انه لم يكن يوما مقاتلا ولم يتحمل يوما اي مسؤوليات قتالية ...اي انه سياسي يقود من المفروض ثورة .... كون الدولة الفلسطينية لم تتحقق على الواقع وبقيت حبرا على ورق
هنا ابتدأت المشكلة مع رحيل ابو عمار حيث اصبح الحمل اكبر بكثير من ان يقوده ابو مازن لوحده ...الفساد استشرى في السلطة الفلسطينية وفتح عانت الامرين من قيادة ابو مازن قبل ان تعاني باقي الفصائل منه لانه قرب منه كل من وافقه او على الاقل جامله وابعد عنه كل من عارضه او اختلف معه سواء من فتح او من باقي التنظيمات ... في الوقت الذي كان يعاود التفاوض مع اسرائيل دون سقف زمني او هدف محدد للمفاوضات كانت حماس وقوى اخرى تبني لانفسها قوة عسكرية وجماهيرية على الارض بينما هو كان يكتفي بحجم علاقاته العربية والدولية التي لا تغني ولا تسمن من جوع لوحدها في دولة محتله يحتلها مستعمر قوي متغطرس بغيض لا يفهم الا لغة واحدة للتفاوض هي لغة القوة ...كان رده الانتخابات التشريعية والبلدية والتي اظهرت تقدما واضحا لحماس والتي شاركت لاول مرة وبشكل واضح ومعلن لتصبح هي القوة الاكبر على صعيد المجلس التشريعي والمجالس البلدية المنتخبة ... طبعا هذا ضايق السلطة وقيادتها التي يغلب عليها قيادات من فتح والتي لجأت الى التضييق على حماس في الضفة وغزة واصبحت حماس هدفا مشتركا للسلطة ولاسرائيل التي ناصبتها العداء بعد ان اكتشفت ان اضعاف فتح وتقوية حماس لم يخدم الفكرة الاساسية التي على اساسها صمتت عن التمدد الحمساوي في الضفة والقطاع ....
في الضفة كان التضييق على حماس ممكن بوجود القوى الامنية الكثيرة والمتعددة المهام التابعة للسلطة والقدرة الاسرائيلية على الحركة في كل مناطق الضفة حين الضرورة والحاجة ولكن كان هذا غير ممكن في القطاع حيث محدودية القوات الامنية الفلسطينية امام القدرات العسكرية الكبيرة لحماس رغم وجود ارضية جماهيرية كبيرة لفتح في القطاع تضررت وتشرذمت بفعل الاختلاف بين قيادات فتح قبل ما عرف بالانقلاب عام 2007 وبعده ( دحلان ورشيد ابو شباك وغيرهم الكثيرين ) لذلك ردت حماس على فتح واستولت على السلطة في القطاع تماما كما انفرد ابو عباس والقيادات التابعة له من فتح على السلطة في الضفة واصبحت الامور تفهم على انها واحدة بواحدة ...وهنا كان منعطف تاريخي اسودافي تاريخ القضية الفلسطينية سطرته قيادة السلطة ومن والاها من جهة وقيادة حماس ومن والاها من جهة اخرى
بعد ذلك انعدمت الثقة بين الجانبين ولا يوجد فكر حقيقي للمصالحة وكل التفاهمات والمصالحات التي تمت بقيت حبرا على ورق لان كل طرف يدرك ان الطرف الاخر سيكتب نهايته حين يسلم اوراقه للطرف الاخر ....لا المشكلة مشكلة الصواريخ العبثية التي اثبتت ان لها قدرة كبيرة على مقارعة اسرائيل ووضعت الصهاينة في وضع لم يعيشوه من عقود ولا المشكلة في حكومة الوفاق الوطني ....المشكلة ان فتح لن تقبل بعودة حماس الى الضفة باي شكل وهي بالمناسبة تضيّق عليها بنفس الطريقة ان لم تكن بطريقة اكثر صرامة مما تضيّقه حماس على فتح والتي لن تقبل ان تعود السلطة واجهزتها الامنية الى القطاع لتمارس نفس الدور الذي مارسته قبل 2007 او الذي تمارسه في الضفة حاليا ...
الحل يكمن في تغيير نمط التفكير والقيادات التي لا يهمها الا مواقعها حيث ان الكثير منها متنفع ومستفيد من حالة الانقسام وهذا واضح في قيادات السلطة اكثر بكثير منه في قيادات حماس وان كان موجودا ...ولا بد من برنامج مرحلي جديد يتشارك الجميع من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والمستقلين وفلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات علي صياغته ينتج عنه مرجعية وقيادة جديدة منتخبة اهل للثقة قادرة على تنفيذ هذا البرنامج والا سنبقى نراوح ما بين اتفاقٍ واختلافٍ وانقسام .
I think you/we know what the
ردحذفماذا بعد
shall look like!
I don't mean to be pessimistic but if we manage to kick out the zionist OR have the what-so-called the two-state solution
would the situation in our part of the land -the whole land is ours though, that is for sure- be that much different than ANY other Arab nation of nowadays?
If there is one unified government of some sort, will it be uncorrupt, unjust, and impartial?
I just wonder about such scenario sometimes
أفضل مكان لعلاج أورام الكبد بالإسكندرية
ردحذف