ذكريّات بغداديّة بمناسبة ذكرى الصمود
الزمان: 19-8-1972
المكان:ساحة الشورجة بغداد
وصلنا بالباص من عمان للإلتحاق في الجامعة ... انا ووالدي واخي ... والدي اصر على الذهاب معنا لانه كان يعرف بغداد ... واهلها وقد وقع بحبها قبل ان اعشقها انا لاحقا... فقد انتقل اليها بعد حرب 67 مباشرة في مهمة عسكرية... بعد تدمير القوة الجوية الاردنية في الحرب ... وافق العراق فورا على استضافة الطيارين الاردنيين مع طواقم الصيانة في قاعدة الحبانية والتي كانت تضم سربا مماثلا للطائرات الاردنية المدمرة
( الهوكر هنتر ) الانجليزيّة ....
وكان والدي واحدا منهم وقد امضى على ما اعتقد 7 اشهر
كانت كافية ليُّحدثنا ليليا عن بغداد واهلها...
ذهب والدي واخي يبحثانِ عن فندق قريب ومتواضع ونظيف... وابقوني مع الشنط في الساحة ... نظرت من حولي ابحث عن الفرن الذي يلسعني بصهده المتوهج على جسدي... واذا به محلاً للعصير البارد عرفت عندها انه جو بغداد اللاهب هو الفرن الذي كنت ابحث عنه... استسلمت للحر والعطش معاً منتظرا عودة الباحثين عن المأوى... ولما تأخروا لملمت كل شجاعتي وقررت المُخاطرة ودخلت الى محل العصير لاشرب كأسا من العصير يرد لي روحي واروي به عطشي... نظروا لي جميعهم واعيّنهم تسأل ماذا تريد ؟ قلت لهم أريد كاسة عصير ومعي مصاري اردني ممكن ترجعوا لي الباقي بالعراقي...........نظروا جميعهم الى بعض ... خيَّم الصمت قليلاً الى ان قطعه رد احدهم... دو يو سبيك انجلش ؟... هرولت مسرعا خارج المحل وبقيت على عطشي الى ان عاد والدي واخي وسردت لوالدي ماذا حصل معي؟ فدخل المحل وسمعته يقول له عيني اريد فد جلاس شربت وانطيك اردني تردلي خرده عراقيه.........عندها ادركت انني كنت اتحدث لغة اجنبية بالنسبة لهم... تمشينا قليلا مع الصهد الى الفندق... دخلنا مُنهكين تعبا بعد يوم كامل من السفر... تحممنا........نمنا ....صحونا مساءاً ... الوالد جاهز لرحلة التعريف ببغداد ... مشينا من شارع الرشيد الى شارع ابو النواس على شط دجلة الساحر ... أكلنا السمك المسكوف ... سهرنا فرحاً ...عدنا مع الفجر ليحفر هذا اليوم ذكراه في مخيلتي ... فانا قبل بغداد غير بعدها...لاكتشف بعدها اني ولدت قبل 18 عاما في موت سريري الى ان وصلت بغداد وصحوت من غيبوبتي ونفضت الغبار عني ونهضت وعلى الفور اصدروا لي شهادة ميلادٍ جديدة وغيروا اسمي الى ...... يوسف
يوسف
الزمان: 19-8-1972
المكان:ساحة الشورجة بغداد
وصلنا بالباص من عمان للإلتحاق في الجامعة ... انا ووالدي واخي ... والدي اصر على الذهاب معنا لانه كان يعرف بغداد ... واهلها وقد وقع بحبها قبل ان اعشقها انا لاحقا... فقد انتقل اليها بعد حرب 67 مباشرة في مهمة عسكرية... بعد تدمير القوة الجوية الاردنية في الحرب ... وافق العراق فورا على استضافة الطيارين الاردنيين مع طواقم الصيانة في قاعدة الحبانية والتي كانت تضم سربا مماثلا للطائرات الاردنية المدمرة
( الهوكر هنتر ) الانجليزيّة ....
وكان والدي واحدا منهم وقد امضى على ما اعتقد 7 اشهر
كانت كافية ليُّحدثنا ليليا عن بغداد واهلها...
ذهب والدي واخي يبحثانِ عن فندق قريب ومتواضع ونظيف... وابقوني مع الشنط في الساحة ... نظرت من حولي ابحث عن الفرن الذي يلسعني بصهده المتوهج على جسدي... واذا به محلاً للعصير البارد عرفت عندها انه جو بغداد اللاهب هو الفرن الذي كنت ابحث عنه... استسلمت للحر والعطش معاً منتظرا عودة الباحثين عن المأوى... ولما تأخروا لملمت كل شجاعتي وقررت المُخاطرة ودخلت الى محل العصير لاشرب كأسا من العصير يرد لي روحي واروي به عطشي... نظروا لي جميعهم واعيّنهم تسأل ماذا تريد ؟ قلت لهم أريد كاسة عصير ومعي مصاري اردني ممكن ترجعوا لي الباقي بالعراقي...........نظروا جميعهم الى بعض ... خيَّم الصمت قليلاً الى ان قطعه رد احدهم... دو يو سبيك انجلش ؟... هرولت مسرعا خارج المحل وبقيت على عطشي الى ان عاد والدي واخي وسردت لوالدي ماذا حصل معي؟ فدخل المحل وسمعته يقول له عيني اريد فد جلاس شربت وانطيك اردني تردلي خرده عراقيه.........عندها ادركت انني كنت اتحدث لغة اجنبية بالنسبة لهم... تمشينا قليلا مع الصهد الى الفندق... دخلنا مُنهكين تعبا بعد يوم كامل من السفر... تحممنا........نمنا ....صحونا مساءاً ... الوالد جاهز لرحلة التعريف ببغداد ... مشينا من شارع الرشيد الى شارع ابو النواس على شط دجلة الساحر ... أكلنا السمك المسكوف ... سهرنا فرحاً ...عدنا مع الفجر ليحفر هذا اليوم ذكراه في مخيلتي ... فانا قبل بغداد غير بعدها...لاكتشف بعدها اني ولدت قبل 18 عاما في موت سريري الى ان وصلت بغداد وصحوت من غيبوبتي ونفضت الغبار عني ونهضت وعلى الفور اصدروا لي شهادة ميلادٍ جديدة وغيروا اسمي الى ...... يوسف
يوسف
من احنا صغار وبابا بحكيلنا عن مغامراته بايام البلاد - حسب تعبيره - و بالبلد هون و بحكيلنا عن قصص جدو الله يرحمه
ردحذفوانت بتحكي عن والدك الله يرحمه و عن مغامراتك
انا عمري 34 سنه و ما عندي ذكريات مصيريه بحياتي, عندي ذكريات مؤلمه و سعيده حياتيه ولكن ما عندي ذكريات وطنيه حقيقيه
فاعذرني اذا حكيت اني بحسدكم على ذكرياتكم و طموحاتكم و مشاعركم و امانيكم اللي مهما شاركناكم فيهم ما بنرقى للمستوى الحقيقي اللي بتعيشوه
لا زال هناك الكثير بانتظارك
ردحذفوالايام حُبلى
وان شاء الله تكون ذكريّات مفيدة لكِ ولمن ستشاركيهم بها لاحقا
لا تنسي ان ال 20 سنة الماضية لم تحمل اي شيء غير الروتين والملل من نفس المواضيع
اي ان مخزون الذكريّات كله قبل ذلك
الله يرضى عليك ويسعدك
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفبغداد .. كانت بغداد الله يسهل عليكي يا بغداد ويرحم ترابك ...
ردحذفصدقاً -وبدون زعل - احسدك على زيارتك هناك واقامتك في بغداد ..
تمنيت في يوم من الايام ان ازورها ارها اعرفها .. لكن ظرفي اقوى ..
شكرا يا يوسف
ذكرتني بالعراق وجمالها :)
ردحذفكنت طفلة بعيش مع أهلي لما صدام حسين قرر يجتاح الكويت.. صار الاحتلال وانحبسنا بالكويت وانفتحت الحدود بين الكويت والعراق.. حتى العراقيين اعتبروا الكويت محافظة جديدة أو المحافظة المستردة :)
كنا ساكنين قريب جدا من الحدود العراقية بمدينة (الجهراء) بينا وبين (البصرة) بالسيارة مسافة لا تذكر.. فقرر الوالد مرة نروح زيارة عالبصرة..
هالحكي من 20 سنة بالزبط !
أول مرة أشوف شط العرب.. وما بنسى منظر التماثيل اللي بترمز لشهداء الحرب العراقية-الارانية عشرات على طول الشط وكل واحد مكتوب تحته اسمه وانجازاته.. استأجرنا مركب ولفينا جو المي واتغدينا بمنتزه قريب من الشط.. بتذكر واحنا بندور على مكان لنقعد فيه كان الوالد يسأل الناس في الشارع والكل عزمنا لنقعد عنده في بيته.. شعب لطيف وكريم..
سقالله على أيامك الحلوة وإنشاءالله بترجعيلنا عراق الإباء..
ان شاء الله ربنا يزيل الغم والهم عن بغداد
ردحذفونزورها يوما ونراها كما نتمنى ان نراها
تقف الكلمات عاجزهـ عن وصف الشعور
ردحذفعندما تكون في عز الاشتياق لاحضان امك واباك لترى من يتحدث عنهم بادق تفاصيلهما التي تولعت بها وبهذا الشكل
يجتاحك شعور بالفرح الممزوج بالاحتياج والاسى
انت فرح بان هناك من يحدثك عنهما بحب واحترام من يخبرك انهما فعلان مختلفان وانت موجوع لانك حرمت منما وانت مازلت طفلا
فالواقع انا يتميه .. امي بغداد وابي العراق
لهما قلبان نابضان ولكنهما يفتقران الى جميع ملامح الحياة .. فاصبحت انا يتميه واهلي على قيد الحياة
يوسف بوصفك للشورجه التي احمل بداخل قلبي قبل عقلي وذاكرتي منها اجمل الايام .. قضيت اياماً من طفولتي هناك بحكم عمل والدي .. لن انساها حتى الممات
بوصفك لجو بغداد الذي تصل حرارته في ايام الصيف الى اكثر من 50 درجة جعلتني ايقن بان الحب فاقد للبصر .. والحب باستطاعته ان يفقدك عقلك .. من شدة حبي لبغداد بت اكرهـ الصيف المعتدل الذي اعيشه الان
بوصفك هذا جلعتي ادمع اشتياقا واعتزازا
فشكرا .. لان الدمعه الوحيدهـ التى لا اداريها هي دمعت الحب والاشتياق للوطن الغالي
اعدكم باذن الله ان بغداد ستعود لاراكم هناك عند ابي نؤاس لنخاطب شهريار هناك عند دجلة الخير ليحكي لنا عن مسيرة نضاله منذ ان كان لونه احمر ايام هولاكو حتى جفافه ايام الاحتلال الصهيوني الامريكي
شكرا لك يوسف