القصة التانية حصلت معي بعد 25 سنة من القصة الاولى
عمان تغيرت وكبرت واهلها الله انعم عليهم وتفضل وكل المصايب اللي حلت في المنطقة جلبت الفوائد للبلد سبحان الله مصائب قوم عند قوم فوائد وانا تخرجت من الجامعة وعملت في الخليج وربنا فتحها عليّ من اوسع ابوابه ... ما طولتش قلت يا ولد بيكفي ارجع اقعد مع ابوك وامك وتزوج وبيكفي غربة بلاش يضيع عمرك كله في الغربة... حمار بعيد عنكو طلعت الغربة الحقيقية هون وهذاك كان اغتراب فقط...برضو شو بدكو بيطول السيرة الحمد لله تزوجت وخلفت والاولاد صار لازم يروحوا مدارس ...هون بلشت العُقد تبيّن عند اخوكو لازم مدرسة خاصة للاولاد ومش اي مدرسة خاصة لازم تكون احسنهم وارتبهم...في الشكل طبعا بلاش تفهموني غلط لانه لاحقا اكتشفت انه المدارس الخاصة معظمها بلاش حدا يزعل من بره هالله هالله ومن جوا يفتح الله .
القصة صارت وعمر في الصف الثالث وعماد في الKG2 وانا مبسوط عليهم اولها السواق بيوديهم ويجيبهم على المدرسة بعدين قلت لا ...انا بوديهم وبجيبهم وبحضر معاهم الطابور الصباحي وكنت بحضر كل اجتماعات اولياء الامور وصرت بعرف الكل الادارة والمعلمين والمعلمات والاهالي... فاضي شغل رايح على المدرسة جاي من المدرسة... عينت الادارة مدير للمدارس حاصل على دكتوراة تربية وخبرة عريقة جدا ومع التوسعات في المباني وتعيين مجموعة جديدة من اجمل المدرسات واكثرهم اناقة قررت الادارة تشكيل مجلس مشترك من الادارة والمعلمين واولياء الامور يجتمع شهريا للمتابعة والتخطيط والمجلس الاول كان بالتعيين واكيد اخوكو كان على راس المعيّنين مع شويّة من عُليّة القوم من الاهالي...اللي صارو اغنياء بالطفرة...اي طفرة منهم مش مهم وبلشت الاجتماعات واخوكو قابضها جد بنظر ( من تنظير ) وبيفكر كيف ممكن لمدرسة اولادي ان تنشئهم نشئاً طيبا وصحيحاً وكنت حاسس انهم مبسوطين مني اتاريهم ميخذيني على قد عقلي .
وفي يوم من الايام اقترحت عليهم لماذا لا تخصص المدرسة العريقة مقعدا سنويا (كمنحة ) لمُعاق حركي وانا على استعداد للمشاركة في تكاليف المنحة وعلى قاعدة ان يتعرف من خلاله ابنائنا على تلك الفئة من المجتمع واحتيّاجاتها وعلى ان لا يبقى في ذهن اطفالنا ان المعاق حركياّ موجود فقط على اشارات المرور متسولاً .
كان معنا في المجلس اجنبيات من الاهالي ومن الادارة ...الفكرة لاقت عندهم ترحيبا كبيرا وبلشوا يساعدوني...مساكين هبل ... قبل ان تقطع النقاش سيّدة من عُليّة القوم وممن لها اربعة ابناء في المدرسة ولعائلتها الكبيرة الكثير من الابناء في المدرسة ...مُتعلمة وجامعيّة ومُمارسة لعملها وزوجها دكتور متخصص ومن الاشهر في البلد ويتبوأ موقعاً مهماً... قطعت الحوار بشكل مُفاجئ مما ادهشنا جميعا وجعلنا ننتظر بفارغ الصبر لكلماتها خاصة واننا ندرك اهمية موقفها من الموضوع...
قالت بنبرة حادة لا تخلو من الغضب موجهة كلامها للجميع :
وانا شو ذنبي اولادي يكونوا في مدرسة فيها مُعاقين
انا بدفع كل هالمصاري علشان احطهم في احسن المدارس
مش علشان احسسهم انهم في ملجأ او مدرسة حكومة
لحظات صمت انهاها المدير بتأجيل الموضوع للدراسة لاحقاً
في اليوم التالي اتصلت معي مديرة الروضة وهي اجنبية متزوجة من ابن بلد وقالت لي لا تزعل وحياتك رح اعملك اللي يريّحك ويبسطك ولما تيجي توخذ عماد من الروضة بحكيلك شو اللي براسي وبإيش بفكر........
وفعلا تم ترتيب زيارة لكل اطفال الروضة وانا واولادي رافقناهم الى جمعيّة الاراضي المقدسة للصم والبكم في السلط ...المعروفة باسم بروذر اندرو... وكانت زيارة ناجحة بكل المقاييس للطرفين اولادنا واولاد الجمعية ...وهاي قصة ثانيّة وبدها حكاية طويلة ........قديش تغيّرنا وتغيّرت نفسيّاتنا وإستبدلنا اغلى ما نملك إنسانيّتنا مقابل حُفنة من الليرات اللي فقدت قيمتها هيّ الاخرى مع الزمن لنخسر كل شيء.
يوسف
26/04/2011
القصتيّن معا والتعليقات تجدوهما ...هنا
"سيده" من علية القوم مالاً ....من أسفلهم أخلاقاً ومشاعر.
ردحذفتشفق على ابناءها من التعامل مع المعاقين حركياً...وأشفق انا على اطفالها من تربيةام معاقه نفسياً.
بغض النظر انك بتقول انها متعلمة وجامعية و.. و... إلا انه واضح انها غير مثقفة وسطحية!! بس انشالله ما يطلعوا ولادها الأربعه زيها
ردحذفبستنى باقية القصة على شوق
دمت بخير
الثقافه لا تقاص بدرجات تعليميه وثراء الثقافه الحقيقيه هي الثقافه التي تحدث تغييرا ايجابيا وانا بنظري هذه المرأة كانت اقل الحضور علما وثقافه ولم ترتقي الصفات التي وصفتها اياها !!
ردحذفصباح الخير سوزان
ردحذفهيّ خقيقي كما ذكرتها
قبل ان تقطع النقاش سيّدة من عُليّة القوم وممن لها اربعة ابناء في المدرسة ولعائلتها الكبيرة الكثير من الابناء في المدرسة ...مُتعلمة وجامعيّة ومُمارسة لعملها وزوجها دكتور متخصص ومن الاشهر في البلد ويتبوأ موقعاً مهماً
من عليّة القوم بالمفهوم المحلي من المجتمع المخملي...سيارة ولبس,,,,ومظاهر خداعة كلها موجودة او متوفرة لها
متعلمة وجامعية وتعمل......اكيد وعادي جدا ان تكون كذلك....وزوجها ايضا
مثقفة واعية انسانة ...
اكيد لا وانا لم اقل ذلك ولم اعطيها اي صفة لها علاقة بالانسان او الانسانية
شكرا لمشاركتك ودمتِ بخير
هناء
ردحذفصباح الخير
نعم رغم انها حاصلة على كثير من الاشياء
الا انها تفتقد اهم شيء
وهو انتماؤها للانسانية
دمتِ بخير
نيسان
ردحذفصباح الخير
اختصرتٍ كل ما اريد قوله في جملتيّن
فيهما كل المعاني
الله يرضى عليكِ ويسعدك
دمتِ بخيّر
قصة جميلة أخي يوسف جزاك الله كل خير عليها ...
ردحذفليست فقط المدارس الخاصة ما تبرق من الخارج وتعج بالعفن من الداخل ... الكثير من الأشخاص كذلك يا صديقي ... وعلى رأسهم هذه السيدة ....
سبحان الله ... كلما ابتعدنا عن ديننا ابتعدنا عن إنسانيتنا ... وفي النهاية نتحول لوحوش لا ترحم ...
صباح الخير
ردحذفوجمعة مباركة
اكيد الموضوع اكبر من المدارس الخاصة
موضوع مجتمع بمعظمه في وقت من الاوقات اصبح مجتمع مظاهر خداع ونفاق احتماعي وابتعدنا عن ديننا وقيمنا وعاداتنا واخلاقنا
دمت بخبر