الأحد، أكتوبر 16، 2011

شاليط من غزة الى اسرائيل وحماس من دمشق الى القاهرة


لم اتفاجأ ابداً بنبأ الاتفاق على صفقة تبادل الاسير الاسرائيلي شاليط بالاسرى والمعتقلين الفلسطينيين ...
ففي كل كتاباتي السابقة كنت اؤكد ان الصفقة جاهزة والمسألة ...مسألة وقت فقط وعندما بدات في كتابة هذه السلسلة من المقالات نشرت ما كتبته يوم التوقيع على المصالحة في 04/05/2011 في القاهرة وقلت ان معبر رفح سيفتح قريبا وان صفقة شاليط في طريقها للتنفيذ ...المقالة كاملة هنا
اما وان تنفيذ الصفقة على الابواب فيجب الاعتراف...
ان المجلس العسكري الاعلى في مصر هو من عجل في اتمام الصفقة وهذا يقودنا الى ما خلصت اليه من نتائج بالامس عن علاقة المجلس بالاخوان....
ان عمليّات التبادل عادة ما تتم بعد المرور في مراحل اولها التفاوض وعادة ما تفشل في البداية وبعدها اشتباكات محدودة هدفها الضغط وعادة ما تفشل والحرب المفتوحة تحت شعار تحرير الجنود الاسرائيليين كما حصل في لبنان في العام 2006 وفي غزة في العام 2009 وعادة ما تفشل الحرب في تحرير جنودهم الاسرى مما يُّهيئُ المناخ العام الاسرائيلي للموافقة على الصفقة والتي عادة ما تكون باهظة بالمفهوم الاسرائيلي اذا ما علمنا ان اسرائيل وعلى مدى عقود كانت ترفض الافراج عن فلسطينيين او لبنانيين او عربا ممن تُعرفهم بمن تلطخت اياديهم بدماء الاسرائيليين وعادة هذا المصطلح يسري على اغلبية الاسرى والمعتقلين ....وهذا ما يحصل اليوم فمن يوافق في اسرائيل على الصفقة هو من كان يهدد ويتوعد اولمرت ان وافق عليها باسقاطه واعتباره خائناً...
ان الصفقة وبكل المفاهيم تعتبر نصراً كبيراً للشعب الفلسطيني ولحركة حماس... تحقق على ايادي مقاتلي حركة حماس والمقاومة الشعبية في غزة ومهما قيل عن شروطها فهيّ انتصار بمعنى الكلمة وكان لا بد من التنازل قليلاً هنا ... وقليلاً هناك لاتمام الصفقة واهمية ذلك يرجع الى سببين اثنين...
اولهما ان كل يوم تأخير في اتمام الصفقة هو يوم معاناة طويل للكثير من الاسرى والمعتقلين واهاليهم....
ثانيهما ان الكل يدرك ان اسر جندي اسرائيلي اخر او اكثر قبل اتمام الصفقة لن يقدم اي شيء في قوائم التبادل والمفروض ان الكل تعلم من تجارب حزب الله في الاسر وفي عمايات التبادل وبالتالي ان اتمام الصفقة غداً ان شاء الله سيفتح المجال من جديد امام صفقات اخرى تنهي معاناة باقي آسرانا ومعتقلينا في السجون الاسرائيلية....
ولكن توقيت الصفقة والموافقة عليها من قبل العدو الاسرائيلي واكيد الدعم الكامل لها من قبل امريكا يؤكد ما ذهبت اليه كثيراً في مقالي الذي نشرته عن المصالحة وتحدثث عن انتهاء مرحلة محمود عباس وسلطته وباجماع امريكي اسرائيلي عربي فلسطيني ويؤكد ما ذهبت اليه في مقال اخر حين كتبت عن ذهاب ابومازن للامم المتحدة المقالة كاملة هنا وقلت انه موقف اخير وللتاريخ قبل ان يرحل الرجل ...واليوم الصفقة وتفاصيلها تؤكد ان حماس عائدة وبقوة الى الضفة خاصة وان القائمة خلت عمدا من قياديين كبار مثل مروان البرغوثي ( فتح ) واحمد سعدات (الجبهة الشعبية ) حتى لا يُّعكر صفو عودة حماس الى الضفة احد ...وحتى لا يقال ان هناك الكثيرين من قيادات حماس لن تخرج ايضا في هذه الصفقة ...اقول اكيد ولكن عدم خروجهم لن يكون عائقاً امام عودة حماس الى الضفة ومحاولة الاستفراد بها كما يحصل في غزة ....بينما خروج قياديّين مثل مروان البرغوثي و احمد سعدات كان سيبقي على حالة التوازن ان لم يعيد التوازن من جديد الى قطاع غزة...
وما يقال ان هناك شرطا من شروط الاتفاقية وهو ان تنتقل قيادة حماس الى مصر من سوريا وان تأكد هذا الخبر فلذلك معاني كثيرة كلها تصب في ما ذهبت اليه سابقاً...
فك تحالف حماس مع سوريا وعزلها ...والا كيف سنفهم ان تبقى حماس حليفة لسوريا والاخوان المسلمون يستعدون ويشاركون في برنامج سوريا الغد بعد حكم الاسد....
وبالتالي عزل سوريا وابقاء تحالفاتها محدودة بحزب الله وايران ...ولي عودة بالتفصيل للموضوع السوري
وجود قيادة حماس في مصر وبالقرب من قطاع غزة وعلى يمين المجلس الاعلى للقوات المصرية الحاكم الفعلي لمصر حاليّا ولاحقاً بالقرب من قيادة الاخوان المسلمون ونوابه في البرلمان المصري والمرشد العام...كل ذلك هو مقدمة للتعامل مع هذه القيادة على انها القيادة الشرعية والمنتخبة للشعب الفلسطيني...


هل هذا كان من الممكن ان يتم .........
لولا وجود موافقة ضمنيّة امريكيّة .....؟؟؟

يوسف
16/10/2011

هناك 3 تعليقات:

  1. مش عارفة بصراحة انا فعلا اكتشفت اني جاهلة بالسياسة
    ومش اهتمت بها الإ تقريبا بعدالثورة يعني فيه حاجات كثيرة وقعت مني في النص
    ع العموم بجد فرحانة اووي للفلسطنين وكان مفروض يطلبوا كثير اووي دا ظفر الفلسطيني اطهر من الكيان الصهيوني كله...

    ردحذف
  2. أستاذي العزيز
    تحليلات حضرتك تدعو للتفكير و الربط بين حماس و المجلس العسكري و عملية التبادل صعب و أرهقني فهمه قليلاً...خاصة عندما ذكرت أن حماس تنوي أن تنقل مقرها لمصر...بصراحة خفت...لأن مصر الآن على صفيح ساخن و للأسف تكاثرت السكاكين التي تريد أن تنهش في أغلى شئ عند المصريين و هو ترابطهم.

    على الهامش...في تعليقك على الغلاف تمنيت أن تكون الفتاة سمراء..لماذا سيدي...مصر فيها شقروات كتير على فكرة :)

    مقال مهم و سرد رائع كالعاده
    تحياتي الخالصه لك

    شيرين سامي

    ردحذف
  3. سأختلف معك قليلاً هنا ، الصفقة ستكون مع الإخوان في الأردن ، حماس ستعود إلى عمان ضمن صفقة تلبية مطالب الإخوان المسلمين ومنها عودة حماس لعمان ، دخول الحركة إلى البرلمان البلديات ، ومن ثم اخراجهم من المطالبة و ترك حراك الشارع ، عملية إلتفاف على الحراك الوطني ، وهذا دليل أخر على إنتهازية الاخوان ، و القادم أعظم

    ردحذف