الأربعاء، يناير 04، 2012

كوكتيل ,,, كاسك يا وطن



                                                                      

عندما كتبتُ بالامس ان ما حصل كان عبارة عن اتفاقٍ غير معلن وبشكل غير مباشر بين القوى الثلاث والتي تحالفت لاسقاط الانظمة والطغاة ... لم أُخوْن ايٍ منها ولكنني احببت ان اؤكد بدايّةً انه لا يّجوز لطرفٍ واحدٍ منها ان يّدعي بان له الفضل وحده في اسقاط النظام وبالتالي كان على شباب الثورة ان يّدركوا انهم دون دعم العسكر لن يّتمكنوا من اسقاط النظام لوحدهم كما ان العسكر لن يكون في مقدورهم اعادة تجربة انقلاب 1952 على الملك والاطاحة بالشرعيّة ..!!! حتى لو كان مشكوك فيها ... الشعب والغرب لن يقبل بذلك في هذا الزمن وما ينطبق على شباب الثورة والجيش ينطبق على حملة الاجندات المحلية والاقليميّة والدوليّة وكما اسلفت فهم كثر ويتخفون تحت مسميّات عديدة تلهب مشاعر الناس ...منظمات تعنى بحقوق الانسان والديمقراطيّة والشباب واحيّاناً تحت ستار الدين.....الخ.

الآن اذا سلمنا ان الاطراف الثلاثة مجتمعين هم من اطاحوا بالنظام السابق ... يّصبح واجباً ولزاماً على اطراف المُعادلة الجديدة عدم الغاء الاخر ومحاولة اعادة انتاج نظام مؤقت يكون قادراً على انجاز مرحلة انتقاليّة .
وهذا ليس بجديد فهذا ما حصل قبل 20 عاماً حين انهار الاتحاد السوفيّاتي وتفتت جمهوريّاته وواجهت الكثير منها مصاعب الانتقال الى حكم مدني ديمقراطي حديث .
وهذا ما واجهته تركيّا والتي هيّ اقرب الامثلة الى واقعنا فلقد كانت تركيا في اوائل ثمانينات القرن الماضي اقرب ما تكون الى الحالة المصريّة قبل 25 يّنايّر 2011 وكان الاتراك يعيشون في فقر مدقع وتحت نظام حكم بوليسيّ قمعيّ ناتج عن تحالف العسكر مع قوى اليّمين المحافظة قبل ان يستلم السلطة توركوت اوزال وهو بانيّ تركيّا الجديدة ولم يّكن من قيّادات الاحزاب الاسلاميّة التي لم تكن موجودة اصلاً وغير مصرح لها بالعمل والتي تتبوأ السلطة الآن في تركيّا وتمكن في خلال فترة قصيرة من تحسين الاوضاع السيّاسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة للاتراك واشاعة بدايّةً الاجواء الديمقراطية وان بقي الجيش هو صاحب الكلمة الاقوى والمتحكم في الامور ومع الايّام ومع اشاعة مزيد من الاجواء الديمقراطيّة وتحسن الاوضاع المعيشيّة للاتراك وصل الاسلاميّون للحكم وتمكنوا بدايّة من التعايّش مع قيادات الجيش المهيّمنة الى ان تمكنوا من تحيّيدها بعد ان اصبحت الاغلبيّة لهم وتمكنوا من تعديل الدستور والذي لم يكن ليتحقق الا بعد ان شعر المواطن التركي بالفائدة العظيمة التي جناها من وجود امثال اردوجان حيث ارتفع معدل دخل المواطن هناك من 300 دولار بالشهر في العام 2002 الى 800 دولار في الشهر في العام 2010 واصبح اقتصاد تركيا من افضل واقوى 10 اقتصاديّات في العالم والاقتصاد الوحيد الذي سجل في الاعوام الماضيّة نمواً بنسبة %10 وهو ما يعادل نمو الاقتصاد الصينيّ الاقوى عالميّاً اليّوم في وقت تسجل معظم اقتصاديّات دول اوروبا وامريكا نمواً بنسبٍ سالبة او تحت %3 سنويّاً في سنوات الركود والتراجع الثلاث الاخيرة.
ليس المطلوب من الجيش ان يعود الى ثكناته فهم لم يغادروها اصلاً بالمعنى الحقيقي ولكن المطلوب ان تضع القوى الموجودة على الساحة يدها بيد العسكر لانجاز المرحلة الانتقاليّة ولن يمكن انجازها الا بتعاون الجميع ...
اما الاصوات  التي تعتقد انه ممكن لمصر ان تنتقل من مرحلة حكم مبارك الى مرحلة الدولة المدنيّة الحديثة عبر مليّونيّات اسبوعيّة تهتف برحيل المجلس الاعلى تارةً والحكومة تارة اخرى وتحاول تعطيل الانتخابات البرلمانيّة ونتائجها فلن يّكون في مقدورها الا التسليم بانها في نهايّة المطاف ستكون خارج معادلة المُشاركين في برنامج التغيّير.

يوسف
04/01/2012

 وللموضوع بقيّة

موضوع الامس 

هناك 6 تعليقات:

  1. في انتظار التتمة اتمنى ان يكون على لسان قلمك حل للخروج من الازمة متابعه

    ردحذف
  2. مسا الخير اخي يوسف وكل عام وانت بخير
    بداية لايسعني ان اقول --- ان الشعوب اذا هبت حتما ستنتصر والحمد لله شعبنا العربي الواحد لا زال في خلاياه بضع من الحياة
    نعم لقد كنا مهزومين من الداخل والهزيمة تعود للمهزوم وحدة وهو القادر على التخلص منها با الارادة الصادقة
    واثمن على ما قلت ان لا احد يستطيع الغاء الطرف الاخر
    فا الكل شركاء سواء من ناحية وطنية او مصالح مشتركة
    كل الحب والاحترام سيدي وان شاء الله نكمل تعليقاتنا بعد اكمال الموضوع
    نضال النوباني

    ردحذف
  3. كلامك يا يوسف كان نفسى اقوله واردده بان المطلوب ان تضع القوى الموجودة يدها بيد العسكر لانجاز المرحلة الانتقالية
    اننى اشعر بكل كلمة تقولها كما لو كنت تعيش معنا وبنا
    شكر

    ردحذف
  4. كلام حضرتك صحيح لكن المعادله تكتمل فعلا بشكل سليم وصحيح اذا كانت كل الاطراف على وعى كامل وقلبها على مصالح البلد فعلا

    لكن ما يحدث ان كل طرف فيه جزء لا يسعى للمصلحة العامه ودى المشكله اللى بتقوم بسببها المليونيات المستمرة

    فيه فلول وفيه اجندات وفيه ناس تسعى لمصالحها الشخصية

    ربنا يكتب لبلدنا الخير وتكون السنادى سنة خير علينا كلنا يارب

    ربنا يولى الاصلح والاتقى

    ردحذف
  5. الاغنية جميله اوى اول مرة اسمعها :)

    ربى يعلم ما فى قلوبنا من حب لا يضاهيه حب لبلادنا وهو القادر على جعلها كما نريدها ان تكون

    ردحذف
  6. سياسة التخوين مرفوضة جدا جدا لانها لان تؤدى لشئ سوى الخراب

    ومتفقه معاك ان الكل لازم يفهم ان الثورة نجحت بالكل وليس بفصيل واحد

    وزى ما قلت قبل كده وبكرر لازم نتفق ونتفاهم
    نتفاهم حتى نعبر ببلدنا لبر امان وليس للدفاع عن قناعاتنا

    ردحذف