الأحد، يونيو 07، 2015

طرودكم الخيّرة تدق ابواب المحتاجبن من اهلنا في غزة



رسالتي لأصدقاء التدوين في الأردن وفلسطين. ....
مضى اليوم بحلوه ومره، بمرارته أولا، بمرارة المشهد الذي رأيناه، لم أتخيل يوما وأنا أعيش في غزة أن أرى ما وجدت اليوم، بيوت تسترها جدران أربع فقط، ويستر عفتها جلد رقيق يخفي لظى الجوع. صحيح أني خرجت مسبقا برفقة أعضاء الفريق هنا في غزة، في رحلة استكشافية للبيوت المعدمة والمحتاجة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن اليوم كان أشد على قلبي، فلم أتخيل يوما أن أجد فتاة شابة في ربيع عمرها، تلد من أربع أيام فقط، ولم تذق من الطعام إلا ما يقيم الصلب، وحتى لا يلتبس الأمر عليكم أصدقائي، معنى بيت هنا، يعني غرفة ضيقة وممر أضيق وحمام الصغير. سأذهب لها غدا كما ذهبت لأختي التي ولدت منذ شهور بطعام طيب يقيم الصلب ويسد الجوع، ويعين على ألم الولادة. كان هذا أدمى مشهد رأيت، ثم حدث وأبك ما شئت، على ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن قصف بيته ولا يجد قوت يومه، وغيرهم وغيرهم. انتهينا من توزيع 20 طرد بعد جهد يستحق الشكر من أعضاء الفريق، بين تجهيز الطرود والتوثيق وتوفير السيارة، ومعرفة البيوت المحتاجة، انتهينا نحن ولم ينته جوع الجائع، وألم المريض، انتهينا ولم تنته الحالات المحتاجة في ظل ما تجد غزة، ولفظ غزة غني عن التعبير. أما حلوها، فكنا نخرج وخلفنا البيوت على غير ذي حال، البسمة على الوجوه، والدعوات تنفذ السموات السبع لنا وللمتبرعين، أقل ما يقال، كأن اليوم عندهم عيد، على قلة ما قدمنا. أما حلوها ومرها في آن واحد، أن ما ذهبنا به هو الطرود والطرود فقط، وجدنا حالة لرجل متوقفة عمليته الجراحية على 40 دينار، فورا ساهم أخ كريم مشكور على التكفل بها، وترك الفريق ذاهبا بالرجل للمشفى سدد المبلغ وحجز موعدا للعملية الجراحية، أما على صعيدي الشخصي وأحسب بقية أعضاء الفريق كذلك، ذهبت باليسير في جيبي من المال، وما رجعت بشيء، ولو كان معي مداد البحر مالا والله ما رجعت بشيء منه. في بيتين آخريين، وجدنا البيت بلا غاز أو أنبوبة، بادر أخ كريم بإجراء اتصالاته، ويسر الله لنا ذلك، وزودنا البيتين بما يحتاجه كل بيت من غاز وأنبوبة، كنتم يا أصدقاء التدوين مفتاح خير ومجمع للجهود المتناثرة. أخيرا وليس باخر، حين انتهينا، لحق بنا طفل صغير ظهرت كل ملامح البراءة على وجهه واللباقة في الحديث في آن واحد، توقفت له، قال: أقسم بالله أبي في المشفى وليس في بيتنا خبز، وتعال معي أنظر بنفسك، ذهبت وما وجدت في بيتهم غير الجدران، قبلت رأسه وبكيت حتى سال دمعي، ووالله ما كان في جيبي إلا ثمن ربطة خبز، أعطيته ووعدته أن أرجع له بطرد غذائي قبل نهاية الأسبوع، وحفظت منه اسمه، اسمه "محمد صلاح " "سميحة" التي ولدت ولم تجد طعاما هي أختك وابنتك، و"محمد" هو ابنك وأخيك" لست وحدي بانتظارك، وانتظار جهودكم، حبيبي الصغير "محمد" بانتظاركم وغيره كثر. هذا ما ظهر لنا، وما خفي أعظم

أحمد
هذه رسالة الاخ والصديق احمد بعد انجاز توزيع الارسالية الاولى اليوم

هناك تعليقان (2):