الثلاثاء، يونيو 09، 2015

مُشاهدات 2 من حملة توزيع طرود الخير

 مُشاهدات 2 من حملة توزيع طرود الخير
عدنا والعود أحمد. ..

بفضل الله ثم بفضل جهودكم تفتح آفاق العمل الخيري والتطوعي المستقل الذي يكاد يكون مفقودا في واقع تتقاسمه الأحزاب على اختلافها. 
اليوم عدنا للصغير محمد بطرد غذائي من متبرع كريم من غزة، زرنا البيت ظهرا، ووجدنا الأم في البيت، سألنا عن محمد، قالت الأم: محمد في مخيم حفظ القرآن الكريم، وهو قريب على تمام حفظ القرآن كاملا، وأكملت: أكيد أنت أستاذ أحمد؟ قلت: نعم وما أدراك؟ قالت: محمد أعطاني ثمن ربطة خبز، وخفت أن يكون جاء بها من مصدر غير معروف، وقال: صديقي أحمد وعدني أن يزورنا قبل يوم الخميس، فقالت بالتأكيد هو أنت، لأنه لم يطرق لنا باب منذ زمن، وهأنت ترى نحن بلا باب أصلا. سألتها عن حال البيت، عن الغداء؟ قالت: ما قال لك محمد بالضبط، أنظر بنفسك، غداء يومنا كأمسنا خبز مغمس في الشاي. سألت: ولما ذلك؟ قالت: الشاي بغير سكر، فلا يشرب. والخبز اليابس من بقية فتات الناس لا يؤكل، فالحال في "فت الخبز بالشاي". قدمنا الطرد على استحياء، وأعطيتها رقم هاتفي ووعدتها بعودة مرة أخرى في رمضان، بالإضافة لهدية قيمة لمحمد عند إتمامه لحفظ كتاب الله. ويشهد الله أني ودعت الأم والدمع في عينيها فرحا بما رزقت، فأحسن ما يزرع في النفس السعادة. ولا أخفيكم سرا أن أول ما جذبني لهذا الطفل سمته الطيب وحديثه اللبق، على الرغم من ثيابه الرثة البالية، وصدق الواقع ظني، وما زاد دهشتي أن محمد أول ما طلب، طلب الخبز كأنه راض به على يبسه، قنوع بما قسمه الله لبيته. أقف إجلالا له، وأتمنى له أن يكون شابا صالحا مهذبا، مجتهدا في دراسته، ومتفوقا فيها، كل هذا في ميزان حسنات المتبرع، شكرا لكل صاحب فضل في طرق باب بيت محمد، تقبل الله منا ومنكم. في كل رسالة مني إليكم، أجد عشرات علامات الاستفهام بانتظار أجوبة بين يديكم وبجهودكم. كم من أمثال محمد، وبيت محمد توجد بهذا الحال؟ ولمتى ستبقى على هذا الحال؟ وما مستقبلها؟ 

أحمد
غزة / فلسطين 
9/6/2015

هناك تعليق واحد: