كتبت صديقتي العزيزة زينة زيدان وانا لم اجد ما اضيفه على روعة ما كتبت الا سؤالي الدائم منذ اكثر من 50 عاماً
نزاعُ النومِ والأرق
زينة زيدان
نزاعُ النومِ والأرق
زينة زيدان
سؤالٌ يحيرني ويقلقُ مضجعي ، قد يبدو لي أن مشاغل الدنيا قد تنسيني
هذا الفكرُ في النهار. لكن في كل ليلة لهذا السؤال فوزعلى النوم وانتصار
في كل ليلةٍ ينسحبُ النومُ مستسلماً ويستولي على الرايةِ الأرقًُ الذي
يرفعُها عالياً مزهواً بجبروتِه . في كل ليلةٍ أجاملهُ ،أقف ُ بين يديهِ
هزيلةً وأشرحُ ضعفي أمام جحافلَه ، أتنازلُ عن كل وسائلي وأجعلها
هديته.
لكنه القوي اليوم ، والقوي لا يعتذر ولا ينحدر. جاهدةً طوال الليل
أشاغلُ الأرقَ وأغازلُ النومَ وكلما تباعد الأرق ، والنوم اقترب
يشعُ لهيب السؤال في فكري من جديد يحرق كل وسائلي ويطيح بها
في الحضيض.
بريقهُ يتبعهُ صوتٌ له دبيب ، يدب في قلبي كما الرعد الشديد
فيلملم النومُ رداءهُ ويفرُ كما اللص الذي يطاردهُ شرطيٌ عنيد ،
ويزهو الأرق بنفسهِ من جديد يختالُ بمشيته ويرمقُ النومَ بنظرةِ
استهزاء من طرف عينه اليسرى، يتبخترُ داخل عقلي يحاصرُ أفكاري
مانحاً النوم تأشيرة هجرة. كأنه يقول له :
ماذا ستفعل؟؟ هل لك أي قدرة؟؟
إن كان لك سلطانٌ أرني إياه لو مرة؟؟
تعاتبني جفوني ولهيب الحمرة في عيوني ،
يخبراني أنهما لا يهويا السهر...،
ورموشي تقترح عليَّ أن يكون لها لقاء لو ساعة
في الفترةِ ما بين الفجر والفجر.....
وذاك السؤال أينما تنظرُ عيناي تراه. ينظرُ إليَّ متحدياً
والشماتةُ تملاٌ فحواه، وكأن إضعافي ليس له هدفٌ سواه.
صوتهُ يرعبُ جوانحي يتردد طوال اليوم بليله ونهاره على
مسامعي...........
هل سأعودُ يوماً هناك حيث أحب وأنتمي؟؟؟!!!
أم سأعيش وأموت هنا حيثُ لا أنتمي ؟؟؟!!!
هل ما جرى لمن قبلي سينطبقُ عليَّ رغم النضال
وطول المشوار ؟؟؟؟؟!!!!
ما زال السؤال يؤرقٌ مضجعي ليل نهار !!!
ينقضي الليلُ رغم تطاوله وما تزال الأفكار في ذهني وقلبي
تجادل وتقاتل.
فهي تعلم انه سيأتي يوماً جديداً، وتدركُ أن الليلَ من بعد انقضائه
هو بجبروته وقوته قادم.......
وانا منذ اكثر من 50 عاما أشاركها السؤال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق