هل نعود لمن نعتقد انهم جرحونا او جرحناهم .... ؟
ام نبتعد وننسى ونبدأ من جديد وكأن شيئاً لم يكن ... ؟
بدايةً علينا ان نراجع انفسنا وان نعرف بغض النظر عن حكمنا عمن ظلم الآخر .... والذي عادة ما يكون في نظرنا هو الطرف الآخر ... ان نتأكد انه لديّنا خيارات محدودة للتعامل مع الوضع
ان نواجه فوراً الطرف الآخر ونضع كل النقاط على الحروف ونكشف كل اوراقنا على الطاولة وعادة ما تنتهي هكذا مواجهات بنهايات مأساويّة وقطيعة دائمة ويصبح الجرح نافذاً الى القلب ويبقى نازفاً الى نهاية العمر ويصعب بعد ذلك إجراء اي عملية لوقف النزيف ولن تحتفظ ذاكرتنا بعد ذلك الا بلحظات النهايات العصيبة
ان نعطي لانفسنا وقتا كافيا لنسيان الجرح البسيط الذي آلمنا وخلالها ستسعيد ذاكرتنا اللحظات الحلوة والجميلة التي قضيناها مع الطرف الآخر ومع الايّام ممكن للجرح ان يشفى وللذاكرة ان تعاود نشاطها وتستذكر الايام واللحظات الحلوة التي مررنا بها وهنا ممكن ان نتمكن من محاولة تجربة اللقاء والمواجهة من جديد وعادة ما يكون اللقاء ايجابيّاً ويكون الطرفان مستعدان للبدء والحوار دون ضغوط العتاب وتحميل الاخطاء والمسؤوليّة للطرف الآخر
ان نُدرك إدراكاً جازماً ان تجربتنا فشلت فشلاً ذريعاً وان هناك خللاً رئيسيّاً من البدايّة لم نتمكن من اكتشافه اما لبراعة الطرف الآخر في التمويه او لانجذابنا وراء عاطفتنا وبشكل اعمى مما ادى الى اصابتنا بعمى مؤقت شلّ بصرنا وبصيرتنا الى ان لاحت فرصة لنكتشف مدى الخديعة التي كنا ضحيّة لها ... وهنا علينا ان نعترف بفشل تجربتنا النابع من فشلنا وبالتالي علينا ان ننسى فورا تلك التجربة وان لا نذرف دمعة واحدة عليها فهيّ لا تستحق الدموع التي تذرف عليها وان كنا نحن من يستحق تلك الدموع ان نذرفها على انفسنا وعلى غبائنا وكيف سمحنا للآخرين ان يستغلوا طيبتنا وانسانيتنا وعلينا بعد ان نذرف الدموع ان ننهض ونغسل وجوهنا من جديد ونبدأ يومنا التالي من جديد ونشطب ما حصل من ذاكرتنا والى الابد .
يوسف
31/07/2011
تحديث
على الهامش :
حين نقرر حذف تلك الصفحة من حياتنا ونسيانها فهذا لا يعني ان نلغي كل السطور التي كتبناها فهناك من السطور ما يستحق ان نحتفظ به وهنا اعني وبشكل واضح العلاقات المشتركة ما بين الطرفين بما فيها اقارب الطرف الآخر واللذين عرفناهم واحببناهم واحبونا خلال علاقتنا مع الطرف الآخر ما لم يكن لوجودهم معنا ضرر مباشر على قرارتنا التي عليهم ان يحترموها ويدركوا رغبتنا بعدم التطرق للماضي لما فيه من فتح جروج ومعاناة لنا....وعادة ما تُخلف مثل تلك العلاقات الفاشلة ....علاقات كثيرة ناجحة ومتميزة ولدت من رحم تلك العلاقة
اتفق ان لكل تجربة خصوصيتها وان كل من علق من الاصدقاء قد اضاف مشاركة واغنى الموضوع لذلك ساسمح لنفسي بنشر التعليقات على انها مشاركات وتكملة للموضوع شاكراً لكم اهتمامكم....
وكل عام وانتم بخير
التعليقات والمشاركات
التعليقات:
- أبي العزيز كل عام وانت واسرتك الكريمة بكل خير في مثل هذا الموقف الأصح أن ننسى ما جرى ونبدأ من جديد..علَّ الأيام تداوي الجرح وتستأصل الألم.... " وعلينا بعد ان نذرف الدموع ان ننهض ونغسل وجوهنا من جديد ونبدأ يومنا التالي من جديد ونشطب ما حصل من ذاكرتنا والى الابد ." بالفعل هذا ما نحن بحاجة إليه..
- مساء\صباح الخير .... الجرح صعب والمسامحه أصعب الابتعاد صعب والعوده أصعب في العلاقات الثنائيه التي لا ثالث لها يكون القرار اسهل واوضح ويعتمد على الطرفين لا غير, قد يجرحنا احدهم فيكون القرار سهل أما نتجاوزه ونبتعد ,,,أو نسامح ونكمل وذلك حسب الموقف والشخص . أما في العلاقات المتشعبه والمتداخله فيكون هناك خاطر فلان ومصلحة علان تجبرنا احيانا على المسامحه والتناسي و العوده لاجل مصلحة كافة الاطراف التي تهمنا. في العلاقات الانسانيه ليس هناك قانون واحد نطبقه على قراراتنا .... ليس هناك واحد + واحد يساوي اثنين ليس هناك خساره أو ربح لطرف واحد ....على حساب الطرف الآخر....الخساره على كل الاطراف والربح لطرف واحد فقط!!! و أخيراً...لم يفاجئني هذا الادراج ولكني كنت انتظر ادراج معايدتك لنا بالشهر الكريم.... كل عام انت و أحبتك بألف خير .
- استاذي العزيز يوسف يسعد مسائك اينما كنت انا علقت وابديت رأي هناك في مدونتي علي كلامك ولكن هنا لي اضافه وتعليق وهو عندما يكون الثلاثه معا مجتمعه ماذا سوف يحدث؟ عندما تبدأ المواجهه وكشف الاوراق ويزيد الجرح والالم وعندما بعدها الوقت يخفي الصفحات المؤلمة ولا يبقى سوا ذكريات رائعه تتذكرها وتبستم وتكن لك قدرة علي التسامح عن ما مضي (لربما تفضل ان ترجع) ومن بعد ذلك تكتشف انهم لا يستحقون تلك التسامح وتلون نفسك وتذرف الدموع وتشعر انك فشلت انك اخترت من لا يستحق منك كل هذه المعناتات فالالم هنا مضاعف ,,ليس فقط عند الجرح الاول بل هو عندما تسامح وتكتشف ان بالرغم من الجرح و المسامحه لا يستحقوا هنا لايجب ان نقترب بالنبتعد ففكلتا الحاللتين صعب جدا اذا بقينا نتعذب واذا رحلنا نعتذب بلحظات الندم وذكريات تلوح بالافق بين الحين والأخر عجبني ما كتبته نسيان عندما قالت الجرح صعب والمسامحه أصعب الابتعاد صعب والعوده أصعب رائع ما كتبتيه يمس الحقيقه بكل مصداقيه شكرا لك علي موضوعك استاذ يوسف ^_^ وكل عام والجميع بخير
- والدي العزيز كل عام وانت بخير ويجعلك من المغفور ذنبهم والرحمة تنزل عليك وتعتق من النار يارب انت وعائلتك الكريمة :) من جهة المسامحة او عدمها انا اتبعت اسلوب الابتعاد عن الشخص المؤذي ولعله انه الغربة سهلت الموضوع لكن تعلمت كمان انه من الافضل انه تخلي علاقتك مع الكل رسمية وهيك بتريح راسك من رغي الناس ومشاكلها
- أنا بأي خساره بشوف حالي أنا الغلطانه مش الطرف التاني وعلى طول إزا صحلي بعتزر و ببعد عن الطرف التاني أكبر مسافه ممكنه لإنه اللي بنجرح من شخص مره,, مش بإمكانه إيسامحه المره اللي بعدها صباحو عمو,,
- سلام وصباح الخير.. جميل جدا! سبحان الله البارحة كنت أتحدث مع إحدى الصديقات ومن ثم مع والدي عن نفس الموضوع. أنا ما بهمني مين زعل الثاني. ما يهمني هو ألا تكون آخر ذكرى لي مع أي شخص ذكرى سيئة. يعني حتى لو أنا زعلانة باجي على حالي وبراضي خصوصا لو ما راح أشوفهم مرة أخرى. المهم إني أنا في أعماقي أشعر بالارتياح والطرف الآخر إذا مرتاح بالقطيعة من بعد ذلك فهم طلقاء. لا أراها ضعفا كما يقول البعض بل على العكس أن تجد هذه اللحظة التي تكون أنت فيها أكبر من أي جرح و أكبر من كبرياءك تجعل منك شخصا أفضل.. شكرا على الموضوع
- و الله النسيان "الكلي" صعب! و الوقت لا يمحي "كل" الآثار ... برأيي --- رمضان كريم يا يوسف :)
- صباح الخير.. و كل عام والجميع بألف خير شكرا لطرحك الموضوع استاذ يوسف.. انا صراحة دائما بميل للهروب من المشاكل..دائما بتنازل و بغض النّظر عن كتير اشياء.. عشان هيك لما توصل الأمور للفراق.. بمشي و بسكّر الباب و بنسى شكرا اسيل..رأيك عجبني كتير يا صديقتي
- السلام عليكم ورحمه الله و بركاته . لنعتاد علي مسح الذكريات المؤلمه ... ولا نسترجع منها غير التجربه و نتائجها. وندع الحزن و الألم جانباً ...لتستتمر الحياه . .................... كُل عام وانتم بخير رمضان كريم . * يحيى نورالدينـ
- أبي العزيز كل عام وأنت وأمة محمد بخير .. قد نحس بوخز الضمير لو ابتعدنا وقد ينسون أو لا ما حصل معهم أو معنا ولكن المواجهة أيا كانت نتيجتها تريح كثيرا بارك الله فيك والدي العزيز على هذا الطرح الطيب
- سؤال صعب بحق ..هل نعود ..؟! ثم هل ننسى..؟! فليس النسيان مرتبطا بالعودة دائما و لا العودة تابع النسيان .. إنها فعلا سلسلة من مشاعر متشابكة لا يصفها إلا من عايش تجربته ..و لا يطلق الحكم فيها إلا صاحب القصة و المأساة.. ففي كل قصة و لكل حكاية ملابسات تختلف ..و ظروف تختلف ..و أشخاص مختلفة ! فما أقسى المواجهة ..و ما أصعب الاختباء خلف أكاذيب تسرق منا الزمن !! أعجبني جدا أستاذ يوسف تلك المكاشفات و الحقائق من سطور الحياة تحيتي