ايلول ,,,, الاسود الى الرماديّ

يُّخطئ من يعتقد ان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبعد ان تولى زعامتها الراحل ياسر عرفات في العام 1969 وبعد ان حظيّ بدعم فلسطيني وعربيّ ودوليّ توج بدعم الراحل جمال عبد الناصر قد فكرت او عملت على الانقلاب على الملك الراحل حسين او تغيير نظام الحكم بالقوة في الاردن هذا اذا ما افترضنا جدلا بقدرتها على القيّام بذلك رغم ان شعارات مثل ...تحرير القدس يمر من عمان ...كانت تملأ جدران العاصمة اينما مررت بها وهنا عليّنا ان لا ننسى ان عدد التنظيمات الفلسطينية المسلحة وصل الى حوالي ال 40 تنظيماً اذا ما استثنيّنا الفصيلين الرئيسييّن ...فتح والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين (ولاحقاً ما فرْخته من رحمها) ...اما معظم باقي التنظيمات كان تمويلها اساس برامج عملها وعمليّاتها التي تتسم بعدم وضوح الرؤيّا والاهداف علماً بان معظم تلك التنظيمات لم يكن منضويّا تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينيّة .....
ويُّخطئ من يعتقد ان الراحل الملك حسين قد فكر او عمل على انهاء والغاء وشطب منظمة التحرير الفلسطينية من الوجود هذا اذا ما افترضنا جدلا بقدرته على القيّام بذلك ...
ولكن المُتغيرات على الارض وتقاطع المصالح الى حد مسألة تمثيل الفلسطينيين في الاردن وهي القضية الحساسة بالنسبة للاردن ادى بالنهاية الى المواجهة على مرحلتين الاولى دفع التنظيمات الفلسطينية خارج المدن في ايلول 1970 الى مناطق احراش عجلون وجرش ولاحقاً الى انهاء وجودها في الاردن في يوليو 1971 وابعادها الى سوريا ولبنان وهكذا ضمن الاردن ان يبقى مواطنيه ذوي الاصول الفلسطينيّة خارج هيّمنة وسيطرة المنظمة واعادهم الى موقعهم الذي كانوا به منذ اعلان الوحدة بين الضفتين .
طبعاً عليّنا ان لن ننسى ان الثمن كان غاليّا وكلف الطرفيّن آلاف القتلى والجرحى والمشردون عدا الخسائر الماديّة الجسيمة التي لحقت بالبلد من الاقتتال الذي دام اشهراً ولا ننسى تبعات ذلك على حالة الانقسام والتشرذم والتجاذبات وحالة الشحن والتي لم تنتهي ولغايّة اليوم .
وحتى لا يقول قائل بان عملية خطف الطائرات المدنيّة الاجنبيّة الاربعة وتفجيرها لاحقاً في منطقة الازرق الاردنيّة هي سبب ما حصل في ايلول 1970 ...كل ما حصل قد يكون سبباً في تعجيل المواجهة ولكن يبقى تقاطع مصالح تمثيل الفلسطينيّين هو سبب المواجهة الرئيسي.
بعد ذلك وفي العام 1974 وفي مؤتمر القمة العربية في الرباط جرى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيّاً ووحيداً للشعب الفلسطيني ووافق الراحل الملك حسين على مضض وبضغوط عربيّة على ذلك ...
وفي العام 1988 اعلن الملك الراحل حسين قرار فك الارتباط  مع الضفة الغربيّة ... !!! تجاوباً مع الضغوط العربيّة والدوليّة...وقد اعود لاحقاً لهذا الموضوع بالتفصيل.
وفي ايلول من العام 1993 تم توقيع اتفاق اوسلو تمهيداً لاعلان السلطة الفلسطينيّة في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة .
هذا ما دفع بالاردن الى التعجيل بتوقيع اتفاقية وادي عربة للسلام مع اسرائيل في العام التالي (1994) حتى يبقى لاعباً اساسيّاً ومحوريّاً في مواضيع الحل النهائيّ وحتى لا يتم القفز عن مصالحه في المنطقة وخاصة بما يتعلق بحقوق اللاجئين المقيمين على ارضه والتي طالما حرص على ابقاء موضوعهم ورقة بيّديه .
وفي 2011/09/23 اي بعد 63 عاماً بالتمام والكمال من اعلان حكومة عموم فلسطين في 23/09/1948 يذهب محمود عباس الى مجلس الامن بطلب منح فلسطين عضوية كاملة في الامم المتحدة وعلى اساس حدود ما قبل حرب 1967 اي على اراضي الضفة الغربيّة وقطاع غزة وهو يدرك تماما انه لن يحصل على اصوات الاغلبيّة في مجلس الامن وان حصل عليها وهذا اشبه بالمستحيل فسيصطدم بالفيتو الامريكي ورغم كل ذلك اصبح الكل يُّدرك ان الاردن كان من اول معارضي هذا التوجه لما يحتويه من خطورة بما يتعلق بحقوقه التي طالما احتفظ بها وهي بما يتعلق بحقوق من يُّمثلهم من الفلسطينيين اللاجئين في الاردن رغم كونهم مواطنون اردنيّون بحكم القانون .

الخلاصة ان الاردن وان لم يُّعلنها صراحة لكنه كان دوماً مع ان تكون منظمة التحرير الفلسطينيّة ممثلا شرعيّاً للشعب الفلسطيني ولكن ليس المُمثل الوحيد وهنا بيّت القصيد وسبب كل الخلافات .


يوسف
21/09/2011

على الهامش :

من ضمن سلسلسة كتابات تحت عنوان .....
سبتمبر (ايلول) تاريخهم المزيّف وتاريخنا المنسيّ

لقراءة المقالة الثالثة.... الرجاء الضغط على الرابط

ايلول ,,,اوراق سوداء مُلطخة بالدماء

لقراءة المقالة الثانيّة ....الرجاء الضغط على الرابط

ايلول الاسود...هل يُّغيّر لونه يوماً
لقراءة المقالة الاولى ...الرجاء الضغط على الرابط

مجزرة صبرا وشاتيلا....تاريخهم المزيف وتاريخنا المنسي