التسميات

الأحد، فبراير 23، 2014

من الشارقة الى فارنا



تقع الشارقة على الخليج العربي وهي إحدى الامارات السبع التي شكلت قبل اكثر من اربعة عقود دولة الامارات العربية المتحدة...

وتقع فارنا على البحر الاسود وهيّ العاصمة الصيفية لدولة بلغاريا ....



كنت وصلت الى الامارات وتحديدا الى الشارقة في العام 1977 بعد تخرجي من الجامعة مباشرة للعمل فيها ...

مكثتُ ثلاث سنوات مُتتاليّة في دولة الامارات دون الخروج منها لاسباب كثيرة اهمها المُلاحقات الامنيّة في وقتها وعدم القدرة على السفر الى الاردن وزيارة اهلي هنا لدواعٍ تتعلق بالاوضاع السياسية والامنية التي كانت تمنعني من العودة ...

في صيف العام 1980 عقدتُ العزم على تمضية إجازتي الصيفيّة خارج الإمارات وبرمجتُ رحلة بريّة مع إخوة لي تنطلق من الشارقة مرورا بقطر الى السعوديّة والكويت والتوقف في بغداد وإستعادة بعض من الذكريّات فيها من ايام الدراسة الجامعيّة وتكملة الرحلة لاحقا الى سوريا للإلتقاء مع الاهل هناك وبعدها الى تركيا لزيارة اهم معالمها واخيراً الى المصيّف الاجمل في اوروبا الشرقية وقتها ....فارنا على ساحل البحر الاسود في بلغاريا ...

رحلة بريّة وعلى مدى شهريّن كامليّن تخللها الكثير من المُفارقات والمُشاهدات التي تستحق التوقف عندها والكتابة عنها ....

طبعاً لن تكفي تدوينة واحدة للكتابة حول تلك الرحلة ...
لذا سأبدأ ان شاء الله مع سلسلة من التدوينات 
تحت عنوان ...
من الشارقة الى فارنا ...

يوسف
23/2/2014
 
 

السبت، فبراير 15، 2014

قيد فراشة ....شيرين سامي


 

مصر الغالية ام الدنيا ..بعطاءها وصبرها وحنيّتها وحبها وإحساسها ومشاعرها وغضبها وشغبها وشقاوتها وقساوتها اورثت إبنتها الغالية شيرين سامي كل تلك الصفات التي جسدتها وجمعتها كلها في روايتها الاولى قيد فراشة ...
لست ناقداً ادبيّاً ولا اديباً وسأُعلق هنا كقارئ فقط ومُتابع للشأن المصري والكل يذكر انني كتبت في الشأن المصري ما يوازي ما كتبته في الشأن الفلسطيني ...

من قرائتي للرواية يتضح حجم العمل الكبير الذي قامت به المؤلفة والذي يضع الرواية في مكانة من الصعب جدا ان يفيها احد حقها مهما نالت من إعجاب وتقدير وتقييم ...
لاننا تعودنا ان نصب تقديرنا وإعجابنا للكتاب والادباء المعروفين والمشهورين بغض النظر عن مستوى العمل ....لذلك اعتقد انه لا زال مطلوبا من الكاتبة ومن قرائها حجم عمل هائل لكي يتم تقيّيم العمل بالمستوى الذي يليق به وبمن كتبته ...

الرواية ان دلت على شيء فانما تدل اولا على فهم واسع للكاتبة للوضع في مصر من مرحلة ما قبل الثورة وخلال الثورة ولغاية ما قبل 30 يونيو 2013 ....
تمكنت من خلال الشخصيات ان ترسم بوضوح حركة الشارع المصري وتناقضاته الهائلة وكل شخصية في الرواية كانت تمثل شريحة من شرائح المجتمع المصري...

عرفت كيف تمزج ما بين الحب والعشق من جهة والعبث واللهو من جهة اخرى ...اهم ما ميّز الشارع المصري في السنتين الاولى من عمر الثورة ....
عرفت كيف تمزج ما بين الحرية والعبودية ...اهم مشاكل المصريّين وعلى مدى عقودٍ خلت ...
عرفت كيف تمزج ما بين فهمنا للدين وللعادات والتقاليد الموروثة والخلط بينهما

والاهم من ذلك انها غاصت في اعماق الشباب ومشاكلهم وخاصة العاطفية منها واثرها على حياتهم ومستقبلهم ...

اعتقد ان قيد فراشة هي مقدمة لرواية ثانيّة لان الحدوتة المصريّة لم تنتهي بسفر عالية ولا بعودة محمود ....

واتمنى بصدق ان يكون حدسي في محله وان تكون الطبعة الثانية من الرواية قريبة جدا بعدما تنفذ الطبعة الاولى ...

اخيراً أدركُ ان هناك الكثير مما يعتبره البعض خروجاً عن النص او عن المألوف في وصف المشاعر الحميميّة خلال الرواية ولكن اعتقد ان الكاتبة وازنت تماما ما بين الخوض في تفاصيل تلك المشاعر والتوقف امام إلتزامنا الديني الذي ينتفض قبل الجموح نحو المجهول او اللاعودة ..

وهنا لا بد لي من الإشارة ان هنالك فرق ما بين وصف تلك المشاعر والتي بنظري لا تخدش الحياء العام وبين ترديد واستعمال بعض الكلمات النابيّة وإن كنت اعتقد ان الواقع يقول ان جيلا باكمله يستعمل تلك المفردات يوميا وعلى مسمع الجميع وكنت اتمنى على ابنتي العزيزة شيرين ان لا تستعملها حتى لو كانت نقلاً عن لسان حسن وهو يحدد موقفه من المرشحين لانتخابات الرئاسة...

بقيّ ان اقول ان شيرين سامي لم ترمي بوجهنا الحقيقة التي نعرفها ونعيشها ولكنها ازالت القشة التي نحاول دائما ان نُغطي بها عيوبنا وعيوننا....

ابنتي العزيزة والغالية بغلاوة مصر على قلوبنا
الله يعطيكِ الصحة والعافية ويرضى عليّكِ ويسعدك