التسميات

الثلاثاء، يناير 31، 2012

حماس ... هل تتقن لعب الثلاث ورقات


ايام الراحل ياسر عرفات كان يشهد له الجميع قدرته على المناورة واللعب بالثلاث ورقات في عالم السيّاسة وكانت حماس تُعيب عليه ذلك...
بعد ان غاب ابو عمار وخلفه ابو مازن تمسك بورقة واحدة للعب بها وهيّ ورقة المفاوضات وتمسكت حماس بورقة واحدة وهيّ ورقة المقاومة المسلحة ... ودفعنا نحن ثمناً باهظاً لعدم وجود من يمسك بالاوراق الثلاثة معاً...
خالد مشعل يغادر دمشق الى الدوحة ليرافق وليّ عهدها في زيارة الى عمان هي الاولى على الصعيد الرسمي منذ ابعد منها قبل اكثر من عشر سنوات ...
زيّارة اعلن عنها منذ فترة وتأخرت لاكثر من مرة تحت حجج واهيّة ....
الاردن هو من حدد اخيراً موعد الزيارة فهو من يريدها الآن وبعد ان انهارت المفاوضات الثنائية بين السلطة واسرائيل برعايّة اردنيّة في عمان حتى يبعث برسالة واضحة الى اسرائيل ان الخيّارات مفتوحة امام الاردن باللعب بالاوراق الفلسطينيّة اذا لم تستجب اسرائيل للضغوط العربية والدولية في تحريك مسار التفاوض مع السلطة ووقف الاستيطان...
حماس تريد الزيّارة لمحاولة استعادة مكانتها ومكاتبها في الاردن استعداداً لمرحلة ما بعد الاسد في سوريا ولمرحلة ما بعد الربيع العربيّ....
النتيجة زيارة بروتوكوليّة ليس في نتائجها اكثر من التقاط الصور التذكاريّة وبثها خلال الفضائيّات لتكون رسائل موجهة والمُستفيد الوحيد هو الاردن والخاسر هيّ حماس فلن تقطف من ثمار الزيّارة الا التشكيك في مواقفها المقاومة للاحتلال
حماس ادركت ذلك فوراً فكان ان غادر هنيّة فوراً غزة مروراً بمصر الى الدوحة ومنها الى ايران محاولة منها في نسيّان زيارة مشعل الى عمان والتركيز على زيارة هنيّة الى ايران

ان فن اتقان اللعب بالثلاث ورقات لم يكن يوماً من ثقافة حماس ولن تقدر عليّه ...
لذلك عليّها ان تُدرك ان خيّاراتها الآن صعبة جداً 
فلن تقدر ان تمسك العصى من المنتصف في سوريّا
ولن تكون بذكاء ودهاء السيّاسة الاردنيّة
وعليّها ان تقترب اكثر من مصر 
وان تبتعد كثيراً عن قطر 

يوسف
31/01/2012

الأحد، يناير 29، 2012

أَن تـكــونَ عـاشقـاً .. وعـاقـلآً

 
مِـنَ الصـعـب أَن تـكــونَ عـاشقـاً .. 
وعـاقـلآً فــي وقــتٍ وَاحِــد

لذلك قضيّنا عُمرنا كله مُتهمين بالجنون ....

واحياناً كثيرة مُدانين ومحكومٌ عليّنا
النفيّ والإبعاد والسجن ....
او الموت قي قضيّة تُسجل ضد مجهول

السبت، يناير 28، 2012

لوغاريتمات تائهة ( 10 )

لوغاريتمات تائهة ( 10 )

شكل من الحروف الستة كلمة

أ ب ر ع ل ي

العربي
الربيع
العبير
البعير

ضع كل كلمتين متشابهتين معا

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الأربعاء، يناير 25، 2012

مصر الثورة ...سنة اولى نجاح



اين وصلت الامور بعد سنة كاملة من عمر الثورة المصريّة

لا زالت معظم قوى الشباب المصري دون برنامج واضح للمرحلة الانتقالية ولا زالت شعاراتهم عبارة عن مبادئ عامة علماً بان المرحلة الانتقاليّة تتطلب رؤيّة واضحة واهداف قصيرة المدى واضحة المعالم وخطط قابلة للتطبيق على ارض الواقع وهذا يتطلب مراجعة حقيقيّة ونقديّة لما وصلت اليه الامور...

القصاص من القتلة و / او من حرضهم على القتل
وهذا يتطلب بذل جهد اكبر في تغيير مسار محاكمة المخلوع ونظامه وهنا لا بد من الاشارة ان الشباب تقاعسوا عن دورهم في المشاركة في الضغط من خلال محاصرة قاعة المحاكمة واسماع صوتهم المدوي للمخلوع واركان نظامه والمطالبة بالقصاص منهم ...

المشاركة بالحياة السياسية للنظام الجديد من خلال محاولة رص الصفوف وعبر كل المؤسسات العامة بما فيها البرلمان ومجلس الشورى ومجلس الوزراء وهنا ايضا لا بد من الاشارة الى ان الشباب لم يبذلوا جهداً في المشاركة وتركوا الساحة السياسية للقوى السياسية التقليدية واعتبروا انفسهم اكبر من كل تلك  المؤسسات وفوقها وهذا خطأ كبير...

الاعتراف بما تم انجازه على ارض الواقع بانه حقيقة حتى ولو كانت تلك الحقيقة مرة وموجعة لهم ففوز الحركات الاسلامية بواقع 70% من اجمالي الاصوات التي شاركت في الانتخابات والذي يشكل 70% من اجمالي الاصوات التي يحق لها التصويت يعني ان 50% من اصوات من يحق لهم الانتخاب قد ذهبت للحركات الاسلامية وبالمختصر فان مصريّا من كل إثنيّن ممن يحق له التصويت قد صوت لصالح الحركات الاسلامية ... وهذا طبيعي جدا في اول انتخابات بعد سقوط نظام حكم دكتاتوري استمر لاكثر من 30 عاماً وفي اول انتخابات حقيقيّة منذ اكثر من 60 عاماً....

المشير والجيش سيغادران المشهد السيّاسي ليس بالهتافات التي تملأ الميدان ولكن برغبة الشعب المصري الذي لا يُّريد ان يرى حاكماً عسكريّاً جديداً في مصر وهذه حقيقة مؤكدة ....

الوضع الاقتصاديّ لن يتحسن بين ليلة وضحاها وعلى الجميع ان يدرك ان خلع النظام السابق يتطلب الكثير من التضحيات قبل قطف ثمار اسقاط نظام المخلوع ...

ما تم انجازه على الارض خلال عام واحد من عمر الثورة اكبر بكثير من كل الاحلام والتضحيّات واكبر دليل على ذلك ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن ... التي وبعد عامٍ كامل من بدايّة ثورتهم لا زالت تناضل من اجل تحقيق المطلب الاول للثورة وهو القضاء على النظام السابق وتأمين الاستقرار للانطلاق نحو المرحلة الانتقاليّة....

مصر الجديدة قادمة بقوة وتحمل معها كل الخير للمصريّين والعرب ....
والمطلوب من الجميع ...العمل الدؤوب والصبر 
وان يبقى شعار ... مصر فوق الجميع
هو شعار كل المصريّين


الرحمة والمجد والخلود لشهداء الثورة 
كل عامِ والشعب المصري بالف خير
كل عامٍ ومصر ما بعد الثورة 
تتقدم الى الامام...


يوسف
25/01/2012

على الهامش
اعتذر عن تكملة موضوع التدوينات السابقة لليوم فقط وسأُكمل لاحقاً ان شاء الله
ليس من الممكن ان تمر ذكرى ثورة مصر مرور الكرام

الثلاثاء، يناير 24، 2012

على ابوابكم دقيّت


تكملةً للتدوينة السابقة 
وانا مارق مريّت

ثلاثة ايّام كانت كافيّة لان يّمارس الكل ضغوطاته ومحاولة اقناع والد زوجتي انني مارستُ قناعاتي والتزمتُ بمبادئي وحاولتُ ان ابدأ حياتي الزوجيّة بصدق ....
ابدى الرجل بعض المرونة ووافق على استقبالي مرة ثانيّة
وهذا ما كان...
إبتدأ اللقاء الثانيّ بروح ايجابيّة ولو انه ابدى عتبه على إجابتي الاولى ولمح الى انه كان يعرف الجواب مسبقاً من إبنته ولكنه حاول مُساعدتي من خلال إيجاد مهرب لي يُّريحني من الاحراج وبررتُ له جوابيّ السابق بانه كان عليّ من الصعب ان اوافقه لان ذلك سيضعني لاحقاً في وضع مُحرج امامه 

تحدثنا في مواضيع كثيرة منها حرصه على ان يطمئن على حالة ابنته بعد الزواج خاصةً وانني كنتُ بنيّتُ بيّتاً من طابقيّن خلال عملي في الخليج وكان الطابق الارضيّ من نصيب اهلي ( غيّر الموافقين على زواجيّ ) على ان اسكن انا في الطابق الاول اي اننا سنُقضي عمرنا بعد الزواج انا واهليّ في بيتٍ مُشترك
اوضحتُ له ان ذلك يُّحسبُ لي وليّس عليّ ان اكرمتُ اهلي وخاصةً والدي ووالدتي وامنتُ لهم سكنا مُلكاً ( والملك لله ) ويليقُ بهم وبتعبهم وشقاهم من اجل تربيّتنا نحن الثمانيّة...
تفهم الامر وادرك ان من يُّعامل والديّه واخوته بتلك الطريقة لن يُّعامل زوجته الا بالحُسنى ولن يظلمها...

انتقل الى موضوع المهر وسألني 
ممكن اعرف بماذا تُفكر بالمُقدم والمؤخر ؟

كان من المُتعارف عليّه هنا ان المُقدم ليّس مهماً ما يُّدون على وثيقة الزواج فالمهم ما يّتفق عليّه صاحبا العلاقة المُباشرة وجرت العادة ان يُّكتب على الوثيقة دينار واحد كمُقدم اما المؤخر فكان مُهماً جداً عند اهل العروس وعادة ما كان يّتفق على ان يكون بين ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف دينار...

جاوبته دينار مُقدمها وعشرة مؤخرها

 قال لي ...
المُقدم لا يّهم ...  فهذا تتفقُ انت معها على ما تُقدمه لها من ذهبٍ ولبس والحفلة ومكانها ....الخ وانا لن اعارض طالما هيّ توافق ولا تنسى انك تُقدم بقيمتك ومقدارك..
والمؤخر ... ايضاً عشرة آلاف دينار ... هذا يؤكد على انك ( شاري ) حيثُ انني كنتُ ساكتفي بخمسة آلاف دينار مؤخراً لها


اجبته ...
انتَ فهمتني خطأ يا عمي
انا قلت مقدمها دينار ومؤخرها عشرة ...
وكنتُ اقصد عشرة دنانير اردنيّة فقط لا غير


نهض من مكانه غاضباً
وقال لي ...
انا قلت لك من الاول
ما فيش عندي بنات للزواج


لملمتُ اشيائي
وغادرتُ كما المرة الاولى 
وانا أتمتم
اللي كاتبه ربك بدو يصير


وللحديث بقيّة


يوسف
24/01/2012


الأحد، يناير 22، 2012

وانا مارق مريّت


كنت قد التقيّت زوجتي وتعرفتُ عليها في بلاد الغُربة واتفقنا على انهاء غُربتنا والعودة وتأسيس بيّتاً يجمعُنا ...
والدتي رفضت الفكرة من حيث المبدأ ولها اسبابها الخاصة رغم انني كنت جاهزاً ومستقلاً وابلغ من العمر 32 عاماً وكنت الاكثر مُساعدة ودعماً لبيت اهلي لقناعاتي اولاً ولظروفي الماليّة الجيّدة ثانيّاً 
ولم تكتفي بالرفض بل بدأت بالتحشيد لموقفها وكان لها ذلك
والدي رحمة الله عليّه كان مُحايّداً ومؤمناً ان الموضوع ليس بيّدي ولا بيديّه انما بارادة الله

نائيّاً بنفسي عن احراجه ...
ذهبتُ وحيداً الى بيت اهل زوجتي للتعرف عليهم وطلب يد ابنتهم للزواج مني بعد ان مهدت هيّ الطريق لذلك

بعد الانتهاء من المُجاملات التقليديّة والتعارف مع باقي افراد العائلة التي كنت اعرف معظمهم قال لي والدها رحمة الله عليّه
واضح ان والدك ووالدتك صحتهم لم تُساعدهم في الحضور معك 

لم أُفكر كثيراً ... وجاوبته
لا ... يا عمي 
ولكنهم غير موافقين على زواجي 

لم يُفكر كثيراً بعد ان صدمته اجابتي  وقال لي 
ما عندناش بنات للزواج

لملمتُ اشيّائي وقلت له
أدرك انه من السهل كان ان اوافقك واقول لك 
نعم ... صحتهم لا تُساعدهم
ولكن كان من الصعب عليّ ان اكذب ولا اقول الحقيقة
حتى لو كانت مُرة ولا تُناسبك

حملتُ اشيّائي وغادرت وانا أُتمتم
اللي كاتبه ربك بدو يصير


وللموضوع بقيّة

يوسف
22/01/2012

السبت، يناير 21، 2012

اللغة المطاطيّة


المواطن العربيّ  حين يغضب يبدأ بتحميل مسؤوليّة كل ما آل اليه وضع البلد الى زوجة الحاكم واولاده واخوال وخالات اولاده وابناء وبنات اخوال وخالات اولاده واقرباء زوجته حتى الدرجة العاشرة وبعد ذلك رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين وزوجاتهم واقرباء زوجاتهم حتى الدرجة العاشرة...


هل هيّ ازمة لُغة ام ثقافة ....
اللي ما بيقدر على الجمل بدُق بالبُردعة


ام ان الحاكم هو
من فشل في إختيّار زوجته وفشل في تربيّة اولاده
ورضيّ بان يطلعوا لاخوالهم.... !!!


تُرى هل يكون الحل يوماً
بان يطلب الحاكم موافقة شعبه على من يُّريد الزواج منها من خلال استفتاء شعبيّ لكيّ يُّريحها هي واهلها لاحقاً من موجات النقد والسب والشتم وخوفاً من ان يُّطالبوا يوماً ومن خلال مليّونيّة حاشدة بان يُّطلقها بالثلاثة .

يوسف
21/01/2011

الخميس، يناير 19، 2012

ارنب سعيد ولا اسد حزين


كنت قد بدأت قبل اكثر من اسبوع كتابة سلسلة من التدوينات تحت عنوان ( الاردن شجون وهموم )....

وصلتُ الى نتيجة بعد ان نشرت الجزئيّن الاول والثاني ان الحديث حول الاوضاع في الاردن هو خط احمر وهذا الخط الاحمر هو خط وهمي نحن من رسمناه واوجدنا له الكثير من الاسباب والمبررات.....

خلال نشري للجزئين الاول والثاني قام مواطنيّين اردنيّين بحرق نفسيّهما حتى الموت ... ومرت الحادثتيّن وما بعدهما من حوادث مُشابهة مرور الكرام وكأن تلك الحوادث هيّ حوادثٌ عاديّة من التي تحصل كل يوم... علماً ان لو حادثاً واحداً منهما حصل في سوريّا المُجاورة لأمتلأت الجرائد والمواقع الالكترونيّة والمدونات ولن أبالغ اذا قلت ان اغلب ما سيّكتب حينها سيّكتب باقلام اردنيّة...!!!

كان عليّ ان اتوقف قليلاً وان أراجع نفسي واكملتُ بعد ان غيّرت المسار قليلاً وتحدثتُ عن ابني عليّ وما كان يجري معنا في المستشفيّات لكيّ اخلص الى النتائج التاليّة :

الاردن وعلى مدى سنين طويلة لم يّراكم اي انجازات ايجابية للمسؤولين هنا ورغم تغيّرهم السريع كان كل منهم بيدأ مشواره بهدم كل ما بناه غيّره ( اذا افترضنا ان هناك من بنى شيئا ) وبالتالي تراكمت السلبيّات حد ان فاضت وطفت على السطح

الاردنيّين بمعظمهم ينتظروا التغيّير من السماء وغير قادرين او مُقتنعين بان يكونوا عناصر مُساعدة ودعم للتغيّير وهنا ايضاً لهم اسبابهم ومبرراتهم التي اقنعوا انفسهم بها...

لا ادري ان كان المثل القائل ( ارنب سعيد ولا اسد حزين ) هو مثل شعبي اردني ام لا ولكن الحقيقة ان الغالبيّة هنا لا تُفكر بان تكون اسوداً تحمل هموماً وتدفع ثمناً ... لان التجربة الطويلة اثبتت ان من يحمل هماً وطنيّا هنا لن يعيش يومه سعيداً ابداً

لذلك ارى ان اكثر الامثال تداولاً هنا هو الاقرب الى الواقع الذي نعيشه وهو .....


حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس ....

ورغم ذلك فاكاد اجزم ان العام 2012 سيحمل بين ثنايّاه تغيّيرات هامة هنا ... ادعو الله ان تكون ايجابيّة وتُحقق مطالب الكثيرين وتُحسن مستوى معيشة طبقة كبيرة من المواطنين تُعاني من البطالة وغلاء المعيشة والعيّش تحت مستوى خط الفقر
... دون ان تتحمل البلاد والعباد ثمناً باهظا ومُكلفاً.


ونحنُ على ابواب عام التغيّير ادعو ربي واقول...
ربي لُطفك بنا وباهلنا وببلدنا

يوسف
19/01/2012

الثلاثاء، يناير 17، 2012

القرد بعين أُمه غزال



على الهامش :
والدتي اطال الله في عمرها زوْجت ابنائها وبناتها الثمانيّة منذ سنين ولها من الاحفاد 24 حفيداً ... تزوج احدهم ورُزق ببنتاً والباقين على الطريق قريباً ان شاء الله ...
والدتي عندما يجتمع بعضنا وتأتي سيرة احد ابنائها ...تقطع الحديث بجملتها المشهورة الاولى ...
والله انا اولادي ما شاء الله عليهم وما في منهم في العالم بس هم حظهم ناقص في نسوانهم وهن سبب كل مشاكلهم في الدنيّا ومع الآخرين.....
وعندما يتغيّر الموضوع وتأتي سيرة إحدى بناتها تقطع الحديث بجملتها المشهورة الثانيّة ...
والله انا بناتي ما شاء الله عليهن وما في منهن في العالم بس هو حظهن الناقص في ازواجهن وهم سبب كل مشاكلهن في الدنيّا ومع الآخرين...

نرجع لموضوع الحمار والحصان
تكملةً لما كتبته في اليّوميّين الماضيّين

دكتورنا ما غيره صاحب الالقاب الكبيرة والكثيرة من ضمنها شهادة البروفيسور الانجليزي الذي عايّن وعالج ابني في لندن به حيث اصبح مرجعنا في حالة عليّ واصبح عليّنا لزاما مراجعته كل 3 شهور ...
لاخذ الموعد عليّنا الاتصال بالمقسم ومن ثم وبعد طول انتظار ومحاولات عدة يتم تحويلنا الى عيّادة اعصاب ودماغ الاطفال وبعد طول انتظار ومحاولات عدة ترد عليّنا سكرتيرة القسم وتُعطينا موعداً بعد اسبوع ما بين الساعة الثانيّة ظهراً والخامسة مساءاً ...
على الموعد نذهب الى المٌستشفى بصحبة ابني عليّ المُتعدد الاعاقات وكرسيّه وعلى البوابة يقف الحرس مُمانعين دخولنا الا عبر الموقف البعيد ومع محاولات شد وجذبٍ يقتنع الباشا بان معنا مُعاق عليّنا تنزيله اولاً امام العيّادات هو وامه وبعدها ساذهب بسيّارتي الى الموقف ... في بهو العيّادة عشراتٍ من المراجعين واطفالهم وكلهم حصلوا على نفس الموعد بين 2 - 5 ... غرفة انتظار كراسيها كمقاعد السينما لا تتسع لنصف الموجودين والباقي وقوف ...
السكرتارية تقوم بتجهيز واحضار الملفات وترتيبها حسب اقدميّة الحضور ... ثم تبدأ الاستعدادات بالنداء على اول عشرة من القادمين ويتم ادخالهم دفعة واحدة الى عشر غرف متجاورة للفحص في كل منها طبيب او طبيبة مُقيمة لا دور له الا إشغال المريض وعائلته ببعض الاسئلة التقليديّة انتظاراً لقدوم كبير الاطباء وعندما تكتمل الغرف العشرة بزائريها ينزل سعادته من مكتبه في الطابق العلوي برفقة عدد من طلابه او بالاصح طالباته الجميلات من خلفه ويبدأ بالمرور على الغرف ... غرفة - غرفة ...
يقوم الطبيب او الطبيبة المقيمة بشرح الحالة حسب ما هو في الملف وبتذكير الدكتور بمعلومات الملف ...
يسأل اهله عن حالته ... ثم يقول لهم سلامته 
ويطلب من الطبيب المقيم تجديد الدواء او تغيّير الجرعة وتحديد موعد جديد بعد 3 اشهر ويُغادر الغرفة مودعاً ومعه ركبه العظيم الى الغرفة المجاورة ...
ومع كل غرفة تُنهي دورها يتم إدخال مريض جديد
سألت مرة عن عدد المراجعين الذي يتم الكشف عليهم بين الساعة 2 والساعة 5 فاجابوني حوالي 100 مُراجع
اي بمعدل 30 حالة في كل ساعة وبمعدل دقيقتين لكل مريض وهذا ما كان علي يحصل عليه كل 3 اشهر
بالمناسبة المؤمنين صحيّاً وغير المؤمنين صحيّا يدفعوا كشفيّة للمستشفى بمعدل 10 الى 15 دنانير كل زيارة
الانكى والاهم ان المستشفى عليّه ديّون باكثر من 24 مليّون دينار اردني وهُدد اكثر من مرة بالحجز عليّه او الامتناع عن تقديم الادويّة والمستلزمات الطبيّة من الشركات الموردة ...وطبعاً هو ليّس مستشفى خاص ولا مُستشفى عام تابع لوزارة الصحة .


بقيّ ان اذكر انه في احدى المرات ذهبنا الى الموعد وانتظرنا حتى الساعة الثالثة ... وعندها اخبرونا ان الدكتور مشغول ولن يحضر اليوم وعليّنا الحصول على مواعيد جديدة وحين سألت تأكدت ان السبب وراء عدم نزوله هو ان المراجعين اللذين كانوا في صالة الانتظار هم فقط عشرة مراجعين ولم يحضر الباقين لان الجو كان بارداً ومُمطراً وعاصفاً فتم عقابنا نحن من حضرنا في تلك الظروف بإلغاء مواعيدنا وتأجيلها الى موعد اخر...


يوسف
17/01/2012


وللحديث خُلاصة وتتمة اخيرة

الاثنين، يناير 16، 2012

حصان اصيل


تكملة لموضوع الامس ... انا والحمار

الصيدلانيّة المُجربة اعطتنا إسميّن لاشهر اخصائيّين اعصاب ودماغ اطفال في العالم وهما انجليزيّين ... وطلبتُ من اختي المُقيمة هناك ان تحدد موعداً سريعاً مع احديّهما او كليّهما وهذا ما كان...

اقل من اسبوع كنت في لندن انا وعائلتي ....لندن التي احبها واحب ان اقضي نهاري كاملاً اتمشى في شوارعها وحدائقها

على الموعد كنا في مستشفى الاطفال في ضاحيّة لندن الغربيّة حيث عيادة الدكتور برت ...في مستشفى مخصص للاطفال المرضى مهما كانت حالتهم المرضيّة ...كل ما في المستشفى يشعرك بالراحة والهدوء...مساحات واسعة خضراء....العاب داخليّة ...ممرضات مؤهلات للتعامل مع الاطفال واهلهم ....الخ
سألت عن عيادة الدكتور الاشهر عالميّاً ....رافقتني الممرضة الى غرفة الانتظار في عيّادته ... لم اجد احداً غيّرنا ... فالمواعيد محترمة ...ولكل مريض ساعة كاملة عادة ما يستغل الطبيب 45 دقيقة مع المريض ويرتاح بعدها 15 دقيقة بانتظار المريض التالي ....
كان باقٍ على موعدنا عشر دقائق امضيّناها بمراجعة تقارير عليّ الى ان دقت ( بيج بن ) معلنة تمام الساعة الثانيّة ظهراً ...فُتح باب المكتب وخرج منه الدكتور برت ببدلته الرسميّة وربطة عنقه الانيقة وشعره الاشيّب المسرح وابتسامته العريضة ومد يّده وصافحني قائلاً اهلا وسهلاً بك مستر يوسف ..وعرفني على نفسه وعرفته على ام عمر ...وقبل ان انبس ببنت شفة ...حمل ابني عليّ وهو يبتسم وبدء باللعب معه واخذه بين يّديه ودخل به الى غرفته وكم كانت مفاجأتي كبيرة حيث ان علي وبعد معاناته مع الاطباء اصبح يخشاهم ولا يحبهم ويبكي من مجرد رؤيتهم بلبساسهم الابيّض الذي اصبح لا يعني له الا مزيداً من المعاناة والآلم...ولكن هذا يختلف فهو يرتدي بدلة انيقة وله ابتسامة عريضة وملامح جدٍ وابٍ حنون ....
دخلنا خلفه الى العيّادة ...لا مُمرضه معه ولا طلاب كليّة الطب ...هو وحده اشهر طبيب اعصاب ودماغ اطفال في العالم في السبعين من عمره يّلاعب علي ويفحصه في نفس الوقت وعندما همت ام عمر بمحاولة مساعدته في نزع ملابس علي ...طلب منها ان ترتاح وتتركه يقوم بنفسه في ذلك ...فهذا جزء من عمله وضروري لكي يُّزيل حاجز الخوف بينه وبين علي

انهى الفحص السريريّ وبدء بقراءة التقارير ومراجعة تخطيطات الدماغ الثلاثة التي اخذناها معنا والادويّة التي وصفت لعلي من الاطباء الثلاثة هنا ... وما ان اكملها حتى توجه لنا بالكلام طالباً بان نسمح له بعمل تخطيط اخر جديد للدماغ في نفس المستشفى ....طبعاً انا رددت عليّه بموافقتي وباني اعرف البروسيجر...البرنامج ...ضرورة ان نبقي علي الليلة القادمة صاحيّاً وان نأتي به في النهار التالي حتى ينام خلال التخطيط ...كما كنت متعوداً هنا .... ضحك كثيراً وقال لي ...لا ضرورة لكل ذلك .. الآن ساطلب ممرضة وهي سترافقكم الى قسم تخطيط الدماغ وستقوم باجراء اللازم ...وفعلاً حضرت الممرضة بينما كنت افكر بانهم سيعطونه منوماً فعالاً بديلاً عن معاناة ليّلة دون نوم لنا جميعاً ...
وصلنا الى قسم تخطيط الدماغ ....لا منوم بل عالم آخر غير ما تعودت عليّه هنا.... اشبه ما يكون بصالة ديسكو وال ( دي جي ) هم اخصائيوا التخطيط ونحن نجلس مع عليّ على كنبة كبيرة فخمة بعد ان ربطوا كل الاسلاك اللازمة برأس علي 
هم خلف الكاونتر امام اجهزتهم ونحن تحت كل المؤثرات الصوتية والضوئيّة والحركيّة تباعاً واجهزتهم تسجل رد فعل علي ودماغه لكل ما يحصل ....
صحبتنا الممرضة والتقرير مرة اخرى للدكتور وبعد ان درسها وعايّنها كانت المُفاجأة الاكبر....
دكتوركم الاخير في عمان ما شاء الله عليّه ...تشخيصه صحيح 100% والدواء المقترح صحيح 100% والجرعات صحيحة 100%.....يعني ما فيش سلة مهملات وما فيش مين الحمار اللي اعطاكم الدواء ....الخ ....بل على العكس تماماً ...مديح واشادة بجهود الدكتور وبقدرته على علاج علي ...
طبعاً انا سألته عن موضوع المراجعة ...وقلت له اننا سنكون موجودين في لندن لشهر كامل ...حيث كنت رتبت برنامجي على ذلك معتقدا بان الشهر لن يكفي ...واننا على استعداد للعودة متى ما يرغب للمراجعة  حتى بعد عودتنا الى عمان ...
اجابني...لا داعي ابداً ...كل ما عليّكم ان تعطوه الدواء بانتظام لسنتيّن كاملتين خلالها ستتوقف التشنجات وبعدها ستسمروا في اعطائه الدواء لسنتين اخريّين دون اي تشنجات تذكر وبعدها ستُخفض الجرعات تدريجيّا وعلى مدى سنتين اخريين وطلب منا متابعة ذلك مع دكتورنا في عمان تسهيلاً عليّنا بدلاً من العودة الى لندن ثانيّة وارهاقنا ماليّاً وجسديّاً.

كان ذلك قبل 18 عاماً والحمد لله انتهت الحالة تماماً حسب ما وصفه لنا الدكتور الانسان برت .


للذي يعتقد انني أبالغ عليّه زيارة قسم اعصاب ودماغ الاطفال في مستشفى الجامعة الاردنيّة والذي يُشرف عليه عميد كلية الطب الاسبق ورئيس مستشفى الجامعة الاردنية الاسبق و....و....و..... وهناك سيعرف الفرق ...

يوسف
16/01/2012


وللحديث بقية
فالموضوع لا يتعلق بالطب والمرض بقدر ما يتعلق فينا كيف نتعامل مع الامور ولماذا نرجع الى الوراء ...؟؟؟

الأحد، يناير 15، 2012

انا والحمار


ابني عليّ صاحب القصة المعروفة هنا من خلال التدوينة


بعد مرور سنتيّن على ولادته ... بدأ يُعاني من تشنجاتٍ بسيطة اضطرتنا فوراً للسؤال عن افضل الاطباء الاختصاصيّين بمرض الشلل الدماغيّ والاعصاب في البلد ... اولهم وبعد ان قام باجراء الفحص اللازم وعمل تخطيطاً للدماغ شخص الحالة على انها نوبة من نوبات الصرع الخفيفة ( شحنات كهربائيّة غير عاديّة ) في منطقة الدماغ تؤدي الى النوبات المُتلاحقة ....طبعاً لا خلاف على التشخيص فقد كنت عرفتُ ذلك من الكثيرين ...واعطانا دواءاً وطلب منا الالتزام بالمواعيد والجرعات كما طلب .
من خلال تجربتي السابقة مع عليّ كنت لا اكتفي بتشخيصٍ واحد فما كان مني الا ان اخذتُ موعداً مع طبيبٍ اخر والذي طلب منا ان نُبقي علي مُستيقظاً طول الليّل حتى ينام في النهار التالي عند التشخيص والتخطيط ...وفعلاً امضيّنا الليّل انا ووالدته نحمله تباعاً ونُلعبه حتى لا ينام ...وذهبنا في اليوم التالي وبعد ساعات في الانتظار حيث ان الطبيب كان برفقته طلاباً للطب في سنتهم الخامسة وهو يشرح لهم عمليّاً حالة كل مريضٍ يقابله ...
وما ان جاء دورنا وادخلنا الى عيّادته وجدت المُفاجأة الاولى حواليّ 15 طالباً من طلابه يحتلون العيّادة وكراسي المرضى ومُرافقيهم ولم يُبادر اي منهم بالوقوف لاجلس انا وكنت احمل ولدي عليّ او يُّجلس امه ...وبعد ان انهى شرح الحالة السابقة التي كان بُشخصها قبلنا ونحن واقفين بالانتظار
بادرني بالسؤال ...لماذا ابنك يتكأ برأسه على كتفك؟
اجبته ... يا دكتور ابني لم ينام ليلة الامس ابداً ...
وقبل ان أُكمل قاطعني وبصوت عاليّ 
لم اسألك ان ابنك نام ليلة امس ام لا ....
وهنا انا لم اتمالك نفسي وقاطعته قائلاً
انا لستُ احد طلابك وانا سأُجيبُ عن سؤالك بطريقتي وليس كما تُريد وانفعلتُ وقلت له .... شكراً وغادرتُ غرفته
لحق بي بعض الطلاب والممرضين وهدأوني واعادوني الى غرفة الطبيب ...
لم يعتذر وحولني الى قسم التخطيط بعد ان رأى التخطيط الاول وهناك علمت ان التخطيط يتطلب ان ينام عليّ خلاله وهذا ما حصل ...خلال التخطيط وكنت اتابع المؤشرات دخلت احدى المُمرضات الى غرفة التخطيط ضاربةً الباب بقدمها مما افزعني وافزع ابني النائم علي وايّقظه ورأيّت المؤشرات تصعد وتهبط بشكل مُفاجئ ...
اخذت المُمرضة التخطيط ونحن معها الى الطبيب وبعد تمحص رسم دائرة باللون الاحمر على الصعود والهبوط المُفاجئ على انه الدليل على اضطراب الدماغ وشرح لطلبته عنه مُسهباً وبعدها سألني عن الدواء الذي اعطانا إيّاه الطبيب السابق فقدمتُ علبة منه له ....وبعد ان تأملها قليلاً قال وهو يُوجه كلامه الى طلابه ...مين الحمار اللي وصفلكم هذا الدواء ورمى به الى سلة المُهملات تحت مكتبه ...
واخذ ورقة وصفة طبيّة وكتب عليّها اسم دواء جديد والجرعة اللازمة ...
دفعت ما ترتب عليّ الى قسم المُحاسبة فابني علي ليس مؤمن صحيّا كما انا وعائلتي...
بعد ان اوصلت علي وامه الى البيت ذهبت الى مكتبي واتصلت مع صديق لي ( طبيب ) واخبرته بما حصل ...نصحني باستشارة ثالثة ورشح لي اختصاصيٌ نادر هو الوحيد في تلك الفترة كان اخصائي اعصاب ودماغ اطفال وحين اتصلتُ لطلب موعد عنده من سكرتاريّته اعلموني ان اول موعدٍ بعد شهر
اتصلتُ بصديق لي يكون ابن عم الاخصائيّ وقلت له حلها اريد موعد سريع فالوضع لا يحتمل الانتظار ...بعد نصف ساعة اتصل معي وقال لي ان لك موعداً غدا الساعة الثانيّة ظهراً
شكرته وابلغت ام عمر بالموعد الجديد وطلبت منها ان لا تعطي علي من الدواء الجديد للغد
عند الثانيّة من اليوم التالي كنا في عيّادة الاخصائيّ وبعد ان اجرى الفحص اللازم وعايّن التخطيطيّن السابقيّن والتقارير المرفقة ... طلب منا تخطيط دماغ جديد على ان نقوم به في اليوم التالي وبعدها بيوم نحضره له
في الزيارة الثانيّة له وبعد ان عايّن تخطيط الدماغ الثالث سألني عن الدواء الذي نُعطيه لعلي ...قفلت له ...هذا هو الدواء ولكن لم اعطي لعلي منه انتظاراً لتشخيصك 
تأمل الدواء قليلاً ثم قال لي 
مين الحمار اللي اعطاكو إياه ورمى به الى سلة المُهملات
وكتب لنا اسم دواء جديد وشرح لنا كيف عليّنا ان نحتفظ بكمية تكفي لثلاثة اشهر وان عليّنا مراجعته بعد شهر لعمل تخطيط للدماغ واجراء فحص على عليّ بعد مراقبته جيّدا في البيت خلال تلك المدة
خرجت من عنده مرتاح البال ومقتنعاً بان الثالثة ثابتة 
 دفعت ما ترتب عليّ الى قسم المُحاسبة فابني علي ليس مؤمن صحيّا كما انا وعائلتي...
اوصلت ام عمر وعليّ للبيت وذهبت الى مكتبي 
بعدما اطمئنت ام عمر على عليّ ذهبت الى الصيّدليّة المجاورة لاحضار كميّة مناسبة من الدواء تكفي للشهور الثلاثة القادمة 
في الصيّدليّة كانت هناك دكتورة صيّدلانيّة نعرفها وتعرفنا وتعرف حالة عليّ ...
ام عمر شرحت لها ما حصل معنا وكانت سعيدة جداً بالنتيجة وتروي للصيدلانيّة حظنا السعيد في الوصول وبالسرعة المناسبة للاخصائيّ اللامع الذي اوقف المهزلة واعطانا الدواء المناسب وبينما ام عمر تروي قصتها بسعادة مطلقة كانت الصيّدلانيّة تذرف الدموع من عيّنيها بينما ام عمر تعتقد انها دموع الفرح تشاركها بها صديقتنا واذا بها تقاطعها وتقول لها...
هو هذا الدكتور اللي شطب ابنتي وشخص حالتها خطأ واعطاها دواءا لا يُّناسب حالتها وحين ذهبنا بها الى بريطانيّا قالوا لنا خلاص ما فيش فايّدة الدواء كان خاطئاً ولم يُّعد في الامكان الا انتظار امر الله ...وهذا ما حصل مع ابنتها لاحقاً
عدت الى البيت ووجدت ام عمر تبكي وتروي لي قصة جارتنا
اتصلتُ ليلتها مع اختي في بريطانيّا وقلت لها احجزي لي مع اشهر دكاترة اعصاب ودماغ الاطفال في لندن وفي اقرب وقت ممكن وساكون انا وعليّ هناك عندك في الموعد...


اليوم أُدركُ لماذا تتقدم الأُمم ونحن نرجع الى الوراء فكما تعامل الاطباء مع عليّ يتعامل المسؤولين حين توليهم مناصبهم الجديدة بنفس الطريقة واول ما يفعلونه هو ...ظُلم الحمار وتشبيه المسؤول السابق به ورميّ كل انجازاته السابقة في سلة المُهملات والبدء من تحت الصفر وقبل ان يصل الى مستوى الصفر يكون غادر موقعه وسلمه الى ... اخر . 

يوسف
15/01/2012

للحديث بقيّة
ماذا حصل معنا في لندن ؟

الخميس، يناير 12، 2012

كليلة ودمنة....الطبعة الاردنيّة

بعض ما يُنشر هنا .........

اعتقد انها اسباب كافيّة لأن نقرأ على الاقل

او ان نكتب عن هواجسنا ومخاوفنا مما قد يحصل

.............................................

1


عمون.....
فايز الفايز

أكتب اليوم وأنا في الرمق الأخير من الكلام المباح
وغير المباح..

لا لشيء أكتب، ولا عن شيء، ولكنها هلوسة في وطن كاد أن ينفصم، فلم يعد هناك ما يستحق عناء الكتابة، بعدما قتلنا صوتُ النباح، والصياح، وباعتنا أمهات الفساد والعربدة السياسيّة إلى المصير المحتوم، وتكررت محاولاتهم لقتلنا بمسدس الصوت المكتوم، كي ينقلوا الوطن من عين الشمس إلى مستقبل لن تشرق فيه الشمس الأردنيّة إلا في أقصى مدار الجنوب، في الفيافي المقفرة والصحراء التي لم تعرف الذنوب، التي لم تمرّ عبرها أقدامُ العابرين الخائنين، ولا المرتزقة الخائبين، ولا أدعياء الوطنيّة الذين قتلونا وطنيّةً وهم أخون لنا من الرهط الصابئين..

فكل عباءاتهم مرقّعة، وكل رقعة من سلطة ما، أو جهة ما، أو دولة ما موَقّعة، فستدور رحى الأيام فوق رؤوسهم، وستطحن في الليالي وجوههم وتمرّغ الخضوف أنوفهم، وها هو كهف العرّافين والسحرة يتحفنا كل يوم جديد، بميلاد حزب واسم جديد، لينضم إلى قائمة طويلة من مؤسسات التبوّل اللاإرادي!

أولئك الكاذبون المنبطحون زمناً طويلاً تحت نعال السلطة وأزلامها، حتى إذا ما مرّت أفواج الحراك الوطني تطالب بفجر الإصلاح وحريّة الوطن، قفزوا فوق أكتافهم، يكتبون بحبر زندقتهم قصص الإفك اللعين، وتعالت أصواتهم فوق صوت الجائعين، الفقراء المساكين، فما إن كلّت متون الشباب الغاضبين، وهارت قوى التغيير القويم، لكزوهم بمهاميز كعوبهم، واستعاذوا منهم كما يستعاذ من الشيطان الرجيم، وأطاحوا بهم ليعودوا إلى فقر الجنوب، وتراب القرى الحلوب، التي ظنت بحليب ماعزها، وبخلت برائحة قيصومها وشيحها، ثم شاحت بوجهها العابس عن وجوه أهلها الوجمة..

لتلعننا بليل ليس بعده صباح، ليس لأن الأردني لم يعد يقبل أن يكون بطل قصة رسوم متحركة تحكى لأطفال المسؤولين باللغة الدينارية، بل لأن الفجر قتلته الديكة التي ركبت فوق ظهر الشمس لتبيعنا كل يوم كذبة، لن تنتهي قبل أن تعيدنا سيرتنا الأولى "عربان جاهلية" نغزو بعضنا، لحقٍ لنا في صوف نعجة سرقها "ابن الآوى".

للأسف وللمرة الألف من الأسف، يعيش الإنسان الحرّ منّا ليكتشف كم كان حُسن ظنه بالأسماء والأشياء خائباً وكم هو الواقع مُرّ، وعليه فيجب دوماً افتراض سوء النية حتى يثبت عكس ذلك، ففي مجتمع سياسي غير صادق إطلاقاً، غير مخلص لقضايا وطنه بتاتاً، بل مرتبط بأهواء وغايات، وأهداف شخصيّة ومصلحة فرديّة بحتة أو مناكفات ونكايات، إلا القلّة القليلة ممن لا يقبلون أن يكونوا كالبيضة لا يعرف لها وجه من "قفا"، ستفشل بالطبع أهم مراحل الإصلاح، فتكشفت غايات الأسماء الورقيّة والأزلام التي صنعها الإعلام وهي لا تستحق أن تذكر في صفحة أخبار الناس والتسلية وسباق الأفلام.

ومنهم مسؤولون في مناصب رفيعة، لهم حصة في كل "شروة أو بيعة"، كانوا يديرون غرف العمليات لتحطيم المروءة لبعض الشخصيات، وضرب الفكر السياسي والوطني من على طاولة مليئة بـ"القواشين المسروقة" وشيكات العمولات المنهوبة، فالشريف مطارد في الشارع، واللص ما زال في ربيع الفساد راتعاً، ومقر حزبّ مرخص يحرق، ووطن كان وما زال يسرق، وكلا الفعلين يقعان في نقيعة الضحى، والضحية دائماً مواطن مغفل، يركض وراء كل رواية لمسؤول أسطل!

أيها الأردنيون، قلت لكم قبل سنوات "انهضوا من تحت الرماد"، ولكن للأسف حثونا فوق رؤوسنا الرماد، فحتى نفهمَ ما الذي جرى ويجري لنا، علينا أن نعيش مائة عام أخرى لنفهم، وقد لا نفهم، لأن المسطرة السياسيّة الأردنيّة ليس لها مسافات منضبطة، فكل قرارات دولتنا دوماً مرتبطة بمصلحة غير معلنة، ولمصلحة من؟ لا ندري، واسألوا الشيطان لعل عنده جواباً، فليس هناك مسؤول واحد يستطيع أن يقنعنا بأنه سياسي محنك لا يضيّع وقته فيما لا ينفع الوطن والمواطن الذي يعيش الضنك، وليس هناك قيادي قادر على إدارة المشهد السياسي المرتبط بالمصلحة العليا والجامِعة للأردن ونظامه وشعبه، فهم كمن يؤم الناس في صلاة جامعة ويخطب على المنبر الشريف، وهو غير طاهر من النجاسة ولا الخساسة ثم ينادي يا لهذا الوطن من يحبه، فلا ندري بعدها أهو أحبّه أم سبّه؟

فحق لنا اليوم أن نتعجب من قدرة تلك العقليّة التي استطاعت خلال سنوات قليلة قتل كل إحساس بالوطنية، وكل أمل بميلاد رجل يحمل شميلة وهويّة، مجرد رجل يقود هذه المنظومة السياسيّة التعسة، الإدارية القاصرة البئسة، إلى مرحلة تعيدنا عشرات السنين الى الخلف، إلى عشرين أو أربعين، إلى الزمن الذي كان الأردن فيه وطن، وطن يجمع الجميع على الكرامة، والإخلاص والانتماء الخالص.

بعد عام، حام الطير فوق الرؤوس ثم أشام، فجعجعنا، حتى ذرينا الطحين، وأوسعنا الصحون حتى تدافع العجين، وحينما تلظى آوار التنور، قامت الشفاة تتشدق، وأشباه الرجال تزاود على الأشراف وتتملق، وأهل المصالح تدعو على الشباب بالموت والثبور، ولم يجد الباحثون عن الخلاص، منّظراً حصيفاً واحداً، يقودهم الى الهدى، فالكل أصبح مشغولاً بالقيادة، وأصبح الخلاف على من قاد "القطيع"، فنحن في نظر الجميع قطيع، السلطة ونظامها ترانا قطيعاً، وقيادات الشارع الخلفي أيضا ترانا قطيعاً، والجميع، يتنافس على من يقود هذا القطيع، فيأمرونه وهو يُطيع.

كل ذلك لإثبات "قوة التحريك"، لا "قوة التغيير" فلا أحد يريد أن يتغير، حتى نحن لا نريد أن نتغير، نحن نريد أن نبقى رقماً سرياً في يد قوي خفي، يضعه في خانة "الخزنة الكبيرة"، فبنا تفتح الأبواب، وتتسبب الأسباب، لترضخ الرقاب فوق الرقاب، فنلعن نحن، ويمدح "أعضاء الشلة" والأصحاب، وتبقى دوامة الدولة، تبلع الجموع إثر الجموع، وكل رئيس حكومة يأتي يلعن ما قبله ومن معه، ويعلن أنه المخلص، ثم قبل أن ينتهي حلمه البسيط، يؤمر أن يخلع "القبقاب ع الباب" قبل أن يدخل المحراب، ويلتحق بوادي الراحلين في انتظار من سيأتي ليلعنه.

بعد خمس سنوات من أرشيف كتابتي هنا في "عمون" التي عشقتها، حين كنا نكتب، كان كل أولئك عن الحق صامتين ومشغولين بما يشغلهم، عن النهب ولصوصية بعض المسؤولين، قلت في عنوان لي قبل عام "القصة أكبر من تغيير" وبعد عام من حراك الشباب الذي يبدو أن ظنه قد خاب، فلنستذكر ما قيل عن "الاسكندر الأكبر" حين قال: لا أخاف جيشاً من الأسود يقوده خروف، بل أخاف جيشاً من الخراف يقوده أسد..



والله صحيح هلوسة في وطن كاد ان ينفصم ....
 


حين تهتف ابنتي راما مطالبه باسقاطي


 قبل ايام عدت ظهرا الى منزلي الوادع الامين معتقدا ان الامور " عال العال : فطلبت من ام العيال تحضير وجبة الغداء كالعاده لحين الاستماع الى رواية ابنتي الصغيره "راما "حول سير دراستها اليومي في مدارس الرواد حيث تخوض هناك مرحلة الاول ابتدائي – او كي جي ون – على راي المتعصرنين .
كنت استمع لها مبتسما : قالت لي حرفيا : اليوم حدث شيئ خطير يا بابا في المدرسه ؟ لا اخفيكم فقد شدت هذه العباره انتباهي فسألتها مستفسرا عما حدث ؟؟؟ خير ان شاء الله ؟
لحظات واذا بها تروي لي حكاية ان ادارة المدرسه اضطرت لاغلاق البوابه التي تؤدي الى حافلات المدرسه التي كان من المفترض ان تقلهم الى المنازل لحين تجهيزها وان ذلك استغرق اقل من عشر دقائق كان الطلبه ينتظرون خلف البوابه لحين تجهيز الباص .
الى هنا اعتقدت ان الروايه سخيفه فطلبت من ام العيال الاسراع في ترتيب سفرة الغداء من اجل اخذ غفوه صغيره قبل استكمال يوم العمل المسائي .
اصرت " راما " على اكمال الروايه .. قالت لي : عندما مرت الدقائق العشر ولم تقم ادارة المدرسه بفتح البوابه بدأت اهتف بصوت عالي : الشعب يريد اسقاط الباب " وبدأ الطلاب يرددون معي هذا الهتاف الذي ارعب على ما يبدو حرس المدرسه فاضطروا لفتح البوابات المغلقه لاستيعاب غضبنا وقاموا بادخالنا الى الباصات التي حضرت سريعا وانتهت الازمه.... ضحكنا جميعا على تصرف "راما " لكنني منذ ذلك الحين ارتعبت خوفا مما جرى . ابنتي "راما" تحولت لصفوف المعارضه في المنزل وبدأت تعرف اصول اللعبه ويمكن بسهوله ان تؤلب البيت ضدي لانني كنت اعتقد بان منزلي محصن من المعارضه ولا يوجد به سوى الموالاه .... لكنني وعلى ما يبدو كنت مخطئا تماما ؟ استمريت بمراقبه "راما "على مدى ايام وخفت ان تنقل معارضتها لوالدتها واشقاءها فافاجأ ذات يوم بمجموعه منهم ترفع يافطات امام المنزل تطالب باصلاحي وفي نيتها اسقاطي !!!.
بعد ايام فقد مبلغ كبير من المال في منزلي كان مخصصا لمصروف الشهر لشراء حاجياته من الخبز والكاز ودفع فواتير الماء والكهرباء ، فاعتقدت عائلتي انني قمت شخصيا باخذ المبلغ من اجل انفاقه على اصدقائي وتحديدا على مدير مكتبي وسائقي الشخصي وبعض اصدقائي اللذين يرافقونني بالعاده في سفراتي الخارجيه .وبدؤوا يطالبونني بان اقتص منهم وان اعترف بانهم لصوص سرقوا مقدرات العائله ، لكنني خجلت من مواجهتم حرجا من بعضهم لما قدم اباؤهم لوالدي اثناء خدمتهم معه في الوظيفه العامه واخرون كنت اعتقد انهم موالون لي في خدمتهم معي ولم ادرك انهم كانوا يتدربون على اللصوصيه وقررت حمايتهم الى ما استطيع من حدود لعلهم يخجلون على انفسهم فيعيدون المال المسروق الذي هو حق لي ولاولادي ؟؟؟
ازداد غضب افراد العائله.... فقررت بعد تفكير طويل اجراء اصلاحات شبه حقيقيه من اجل امتصاص غضبهم المتصاعد وواتتني فكره بعد تفكير طويل ان اقوم بتقديم كبش فداء يطفئ لهيب الغضب المتصاعد ، فقدمت حارس العماره " جابر " كشخص مفترض واكدت امام العائله انه هو السارق وتوعدته بالويل والثبور لكن ذلك لم يجدي نفعا حين اكتشفت العائله ان " جابر" مجرد كبش فداء صغير فارتفع سقف المطالب وبدات "راما " وشقيقتها " فرح" تطالبان علنا بمعاقبة سائقي الشخصي ومدير مكتبي واخرين ممن كنت احرص على ان لا يمسهم سوء بحكم العشره والصداقه متهمينهم بانهم من سرق "مونة البيت".
ادركت ان الامور لا تسير بخير فخفت ان اعود ذات يوم الى المنزل فاجد قفل الباب قد تغير وان "راما" نجحت في تأليب اشقائها على حمل يافطه مكتوب عليها عبارة " الشعب يريد اسقاط بابا " فاخسر كل شيئ . اليوم .....لم اجد طريقا اسلم من المكاشفه فاعترفت بفساد الحاشيه- عفوا الاصدقاء وكبار موظفي مكتبي الذين لطالما اوهموني بان منزلي محصن من المعارضه وبان "راما" وشقيقتها " فرح " لا يمكن ان تخرجان عن طوعي ولا يمكن ان تدخلان الربيع العائلي ، لكنني كنت مخطئا تماما فادركت ان سياسة " كبش الفداء " لم تعد تنطلي على احد ولا بد من تقديم اللصوص الحقيقيين الذين سرقوا قوت عائلتي جهارا نهارا دون اي وازع من ضمير او مراجعه لمبدء الاخلاص الذي كنت افترضه فيهم ....وللحديث بقيه.
الكاتب : هاشم الخالدي  مؤسس موقع سرايا...


كليلة ودمنة....طبعة اردنيّة

الأربعاء، يناير 11، 2012

الاردن ... هموم وشجون ,,, الجزء الثاني



الجزء الاول كان مُخصصاً لتفسير تردد المدونين ( الاردنيّين ) في الكتابة عن الحراك الشعبي بعد مرور عام كامل من بدايّته ..
اذ ليس من المعقول والمُبرر ان يكون لديّنا القدرة على الكتابة عما يجري حولنا في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن دون ان نجد تدوينة واحدة عما يجري هنا....كما وانني ساعود لاحقاً عند الكتابة حول مهمات المرحلة المقبلة لاتحدث عن ذلك الموضوع ....



عطفاً على ما كتبته بالجزء الاول وتكملةً ...

على الجميع ان يعترف ان هناك حراكاً شعبيّاً مستمراً منذ اكثر من عام وعلى شكل مظاهراتٍ اغلبها سلميّة تُطالب بالمضيّ قدماً في اصلاحاتٍ حقيقيّة وفي مُحاكمة شفافة لكل رموز الفساد والافساد ... خاصة وان الاردن بلد صغير محدود الموارد وان الدين العام بلغ مستويّاتٍ خطيرة جداً رغم كل الدعم الذي تلقته الاردن من السعودية وبعض الدول النفطيّة ورغم انجاز برنامج الخصخصة والذي بيعت من خلاله كل مؤسسات القطاع العام لشركات اغلبها اجنبيّة وباسعار بخسة لا تعادل القيمة الحقيقيّة لتلك المؤسسات...

الحراك الشعبي بدء على شكل تظاهراتٍ كل جمعة في معظم المدن الاردنيّة ...وشاركت فيه معظم القوى والتيارات الحزبيّة الاردنيّة وعلى رأسها حركة الاخوان المسلمين وانضم اليها حركاتٍ شبابيّة تنضوي تحت واجهاتٍ عشائريّة وكانت اغلب الشعارات المطروحة تطالب بالاصلاح السيّاسي والاقتصادي من خلال تعديل الدستور وتشكيل حكومة تحظى بثقة الشارع الاردني ومن وجوهٍ لم يعرف عنها الا الاخلاص والانتماء للوطن وخارج منظومة التوريث المًتبعة في التوزير ...تُنجز وتُعد لانتخاباتٍ نيّابيّة نزيهة وشريفة بعدما اعترف الكثيرون ومن ضمنهم رئيس الوزراء الحالي القاضي الدولي عون الخصاونة بان تزويراً مُمنهجا تحت اشراف الحكومات السابقة وبتدخل من الاجهزة الامنيّة قد لطخ صورة الانتخابات السابقة وفي الاعوام 2007 على نطاق واسع وفي العام 2010 على نطاقٍ اضيّق ....

طبعاً بما ان الشارع الاردنيّ هو جزء لا يتجزأ من الشارع العربيّ ... لذا طالت شعارات المُطالبة بمُحاكمة الكثيرٍ من المسؤولين السابقين واغلبهم من رؤساء الوزارات والوزراء والنواب السابقين وكبار رجال الاعمال بتهم الفساد والاثراء والافساد ....
وكما حصل في مصر وتونس حين حُملت سوزان زوجة مُبارك وليلى زوجة بن عليّ كل ما كان يجري في مصر وتونس حاول البعض هنا الذهاب بعيداً وتحميل الملكة وعائلتها مسؤوليّة كل ما جرى من مُمارساتٍ خاطئة ...ولا ادري الاسباب الحقيقيّة وراء ذلك ...
وهل هيّ نتاج عقليّة وثقافة المُجتمع الذكوريّة والتي تُتقن النيّل من المرأة .....


 الحكومات حين تطبق المثل العربيّ
ما بيقدرش على الجمل بدق  بالبردعة

 طبقت الحكومات المتعاقبة نفس المبدأ حين زجت ببعض المسؤلين من الدرجة الثانيّة والثالثة بالسجن بتهم مختلفة لامتصاص غضب الشارع كما حصل مع امين عمان الكبرى ( امين العاصمة ) حين تم توقيفه بالسجن اثناء التحقيق معه بتهمة الاخلال الوظيفي رافضة تكفيله وهو الذي جاء الى موقعه ارضاءاً للكثيرين وليس رغبة منه وهو من القلائل من المسؤولين اللذين قدموا كشفاً بذمته الماليّة حين استلم الموقع العام واذكر تماماً انه قدم اقراراً بأن لديّه اموالاً منقولة وغير منقولة بما يعادل 50 مليّون دينار اردني حين توليه للمنصب بينما غيره الكثيرين ممن غادروا الموقع العام وهم يمتلكون مئات الملايّين من الدنانير الاردنيّة دون القدرة على مُحاسبتهم او حتى سؤالهم من اين حصلوا على تلك الاموال ؟ ...
ودليلٌ اخر على ذلك ما جرى مع رجل الاعمال خالد شاهين وما ينكشف الآن امام لجنة التحقيق النيّابيّة من كذب فيلم إستعادته ضمن لقطات تلفزيّونيّة تذكرنا بمشاهد القبض على زعماء القاعدة لنكتشف الآن وبشهادة مدير جهاز الامن العام ان الرجل عاد طواعيّةً ودون إكراهٍ وبدون مطارداتٍ جيمس بونديّة كما صور لنا الاعلام الرسميّ ...

الاوضاع الاقتصاديّة الصعبة جدا التي تمر بها البلد ويّعاني من تبعاتها اغلب الاردنيّين تعكس حالها غليّاناً في الشارع الاردنيّ والحكومات التي تتغير هنا بشكل دائم وبمعدل حكومتين او اكثر في العام الواحد غير قادرة على حل مشاكل الاقتصاد المتفاقمة واهمها ... ارتفاع نسب البطالة وخاصة بين الشباب ... والدخل المنخفض مقارنة بنسب التضخم المحلي والعالمي ....وغلاء المعيشة ....وبدلاً من الاعتراف بالمشكلة ومحاولة حلها تصب الحكومة جام غضبها على المطالبين بالاصلاح وتحاول ان تُلهيّ الشارع بمواجهات جانبيّة تارةٍ بين المُطالبين بالاصلاح وتُسميهم المعارضة وبين من يتصدون لهم تحت تسميّة مغلوطة ( الموالاة ) علماً بان ( المُعارضين ) و( الموالين ) لم يخرجوا ابداً من عباءة الموالاة لنظام الحكم الملكيّ ....وتارةً اخرى بمواجهاتٍ بين بعض العشائر الاردنيّة وحركة الاخوان المسلمين مع كل ما تحمل تلك المواجهات من مخاطر كبيرة وجسيمة على البلد اذا ما وصلت الى مرحلة متقدمة لا سمح الله لن يكون بالامكان السيطرة عليّها

وهنا قد يكون من المُفيد التذكير بان سبباً رئيسيّاً من اسباب حراك الشارع الاردنيّ هو فشل وغيّاب مؤسسات الدولة الرئيسيّة عن القيام بمسؤلياتها التاريخيّة وفي هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ الامة والتي اطلق عليها مجازاً الربيع العربيّ ...
لا البرلمان قادر على اقناع الشارع بان له دوراً يلعبه ... هذا البرلمان الذي منح حكومة سمير الرفاعي اغلبية 111 صوت من اصل 120 اعضاء المجلس وبعدها بشهور قليلة طالب الكثيرين من اعضائه بالتصويت على سحب الثقة منه والآن هناك من في المجلس من يُطالب بالتحقيق معه حول قضايّا فساد ....ولا الحكومات المتعاقبة والتي تحصل على ثقة المجلس قادرة على الدفاع عن اعضائها من تهم الفساد والاثراء غير المشروع حتى طالت تهم الفساد رئيس سابق للديوان الملكيّ وعددا من موظفيه....

في غيّابٍ كامل لمؤسسات الدولة عن فهم مشاكل المواطن الاردنيّ وعدم وجود محاولاتٍ جادة لحل تلك المشاكل ...اصبح الحراك الشعبيّ هو الاداة الوحيدة القادرة على نقل صوت ُمعاناة المواطن الاردنيّ ...

وللموضوع بقيّة

يوسف
11/01/2012

الاثنين، يناير 09، 2012

الاردن ... هموم وشجون ,,, الجزء الاول



السؤال الاول الذي من المفترض ان يتبادر الى ذهن كل المدونين العرب من اصدقائنا واللذين يتابعوننا هنا...انه رغم كل ما يّقال عن الاجواء الديمقراطيّة التي ينعم بها الاردنيّين لماذا لم يقرأوا كثيراً عن الاوضاع الحاليّة في الاردن  من المدونين ( الاردنيّين ) علماً انهم كثيرون جداً هنا ومن انشط المدونين ...
 
بعد ما عرف بالحرب الاهليّة عام 1970 رُفع شعار اردنة الوظائف الحكوميّة وتغيّرت معالم الخارطة السيّاسيّة للوظائف العامة والتي كانت قبل ذلك مفتوحة للجميع واضطر الكثيرون من ذوي الاصول الفلسطينيّة الى العمل في القطاع الخاص او في المهن الحرة او الهجرة للعمل في دول الخليج ....طبعاً هنا لا بد من شرح بسيط للواقع الديموغرافي في الاردن...فالمملكة الاردنيّة تأسست من وحدة الضفتين الشرقية والتي كانت تعرف بامارة شرق الاردن والضفة الغربية وهي ما تبقى من الاراضي الفلسطينية بعد حرب 1948 اذا ما استثنينا قطاع غزة وهذه الوحدة تمت برغبة ومتابعة قوية من الملك عبد الله الاول وعلى هذا الاساس صدر الدستور الاردني عام 1952 والذي ساوى بين كل المواطنين الاردنيّين مقراً ومعترفاً بان كل الاردنيين وهنا اعني كل من حمل الجنسية الاردنيّة في ذلك التاريخ بغض النظر عن اصوله ومنابته متساوين في الحقوق وفي الواجبات ...
ما قصدتُ قوله ان الفلسطينيّين هنا اصبحوا بحكم القانون مواطنين وليس كما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين اللذين غادروا الى بلاد اخرى مثل سوريا والعراق ولبنان ومصر وابناء قطاع غزة حيث انهم حصلوا على وثائق سفر فلسطينيّة صادرة عن حكومات تلك الدول وحصلوا على حق الاقامة في تلك الدول دون ان يُمنحوا حقوق المواطنة فيها... وبعد ذلك اتى قرار فك الارتباط بين الضفتين في العام 1988 وهو قرار ليس له اي صفة دستوريّة او قانونيّة حيث لم يُّمرر بالقنوات التشريعيّة الضروريّة ولم يصدر في ايّ مرحلةٍ كقانون وكان من تبعاته ان اعاد توزيع الاردنيين كلٍ حسب اصوله ومنابته مُتجاهلاً  نصوص الدستور الاردني ... بند الحقوق والواجبات ...وبند الجنسيّة ... وبند حدود المملكة وكونها جزء لا يتجزأ

على مدى سنوات كان الاردنيون من ذوي الاصول الفلسطينية متهمين بانهم وراء كل الازمات التي تتعرض لها البلد وجرت حملات منظمة للتشكيك في ولائهم وانتمائهم للبلد وبانهم حملة اجندات للكثير من القوى المحليّة والاقليمية والدوليّة وهذا ما دفع بهم الى الابتعاد عن الاهتمام والتدخل في احوال البلد لكيّ يُّبعدوا عنهم التُهم الجاهزة والتي كان آخرها مع بدء الحراك الشعبيّ الداعي للاصلاح وما تبعه من احداث خاصة ما جرى على دوار الداخلية حيث حاول البعض ربط ذلك مع ( حملة الاجندات ) من ذوي الاصول الفلسطينيّة ... بعدها تبيّن وتأكد للجميع ان من يقود الحراك الشعبيّ ومن يؤازرهم معظمهم من الاردنيّين اللذين كانوا دوماً محسوبين على النظام وليس من المواطنين من ذوي الاصول الفلسطينيّة كما كان البعض يُشيع في الشارع الاردني .

من هنا وحيث ان معظم المدونين ( الاردنيّين ) الموجودين معنا هنا واللذين تعرفونهم هم اصلاً من ذوي الاصول الفلسطينيّة وكونهم هُمشوا سيّاسيّاً ولسنواتٍ عديدة لم يُشاركوا في الحوار او التعليق على ما يجري من حراكٍ في الشارع الاردني تحت شعار الاصلاح ومحاربة الفساد .

وللموضوع بقيّة

يوسف
09/01/2012 



الجمعة، يناير 06، 2012

ثلاثيّة مصريّة ,,, والهدف دولة مدنيّة


ثورات شعبيّة ام انقلابات عسكريّة ام اجندات خارجيّة

 

بالعربي الفصيح وقبل اي كلام وشرح وتحليل.....نعم ما حصل لغاية الآن هو ثلاثتهم مجتمعين معاً
ثورات شعبيّة وانقلابات عسكريّة واجندات خارجيّة

تونس ... مصر ... ليبيّا

الدول الثلاثة التي تغيّرت فيها انظمة الحكم تغيّرت اولاً بفعل الثورات الشعبيّة وثانيّاً بانقلاب القيّادات العسكريّة على الرؤساء وثالثاً وجود من يُّنفذ الاجندات الخارجيّة قبل الثورات وخلالها وبعدها.


لم يرحل زين العابدين بن علي الا عندما امره رئيس الاركان بضرورة مغادرة البلاد والا .....

لم يتنحى حسني مبارك الا عندما اجتمع المجلس العسكري الاعلى واعلن رفضه للنزول الى الشارع الا لحمايّة المتظاهرين طالباً من الرئيس المخلوع التنحي والا ....


زمان كان الانقلاب العسكري يُّنفذ عبر ضابط او اكثر من الرتب العسكريّة العاليّة يتقدم الدبابات ويّدك القصر ويحتل الاذاعة والتلفزيّون ليُّعلن من خلالهما البيّان رقم واحد اما اليّوم فاصبح الانقلاب العسكري يّمر من خلال ثورة شعبيّة ... يّعلن من الميدان البيّان رقم واحد الصادر عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة .


اما الاجندات الخارجيّة فهي موجودة والمُنفذين كثرُ ومنهم من لا زال يدعو للابقاء على حالة التوتر والفلتان الامني تحت مُسميّات وطنيّة او ديمقراطيّة او من رافعي شعارات حقوق الانسان وعبر مُبررات ثوريّة  ... !!! ولا هدف لهم الا اضعاف الجبهة الداخليّة وعدم عودة الاستقرار والآمان خوفاً من تغيّير الخارطة الاقليميّة للمنطقة وخدمةً لاعداء الوطن والامة .


هل هذا يعني بشكل او باخر ان العسكر طامحون بالحكم ....؟

اكيد لا والف لا ....لانهم هم الحاكمون الفعليّون وهم لا يُّريدوا ان يبقوا بالواجهة لذلك لا بد من واجهة مدنيّة مُنتخبة ...

ولكن علينا ان ندرك من الآن ان الذي امر بن علي بالمغادرة والذي امر حسني مبارك بالتنحي والذي اعدم القذافي ... كلهم لا زالوا في مواقعهم وقوتهم زادت ولم تنقص ....وهم الحكام الفعليّون إبان الثورة وخلالها وبعدها .


اليمن وسوريّا ...  ولاحقاً الجزائر والسودان 

على نفس الطريق.



كوكتيل ,,, كاسك يا وطن


عندما كتبتُ بالامس ان ما حصل كان عبارة عن اتفاقٍ غير معلن وبشكل غير مباشر بين القوى الثلاث والتي تحالفت لاسقاط الانظمة والطغاة ... لم أُخوْن ايٍ منها ولكنني احببت ان اؤكد بدايّةً انه لا يّجوز لطرفٍ واحدٍ منها ان يّدعي بان له الفضل وحده في اسقاط النظام وبالتالي كان على شباب الثورة ان يّدركوا انهم دون دعم العسكر لن يّتمكنوا من اسقاط النظام لوحدهم كما ان العسكر لن يكون في مقدورهم اعادة تجربة انقلاب 1952 على الملك والاطاحة بالشرعيّة ..!!! حتى لو كان مشكوك فيها ... الشعب والغرب لن يقبل بذلك في هذا الزمن وما ينطبق على شباب الثورة والجيش ينطبق على حملة الاجندات المحلية والاقليميّة والدوليّة وكما اسلفت فهم كثر ويتخفون تحت مسميّات عديدة تلهب مشاعر الناس ...منظمات تعنى بحقوق الانسان والديمقراطيّة والشباب واحيّاناً تحت ستار الدين.....الخ.

الآن اذا سلمنا ان الاطراف الثلاثة مجتمعين هم من اطاحوا بالنظام السابق ... يّصبح واجباً ولزاماً على اطراف المُعادلة الجديدة عدم الغاء الاخر ومحاولة اعادة انتاج نظام مؤقت يكون قادراً على انجاز مرحلة انتقاليّة .

وهذا ليس بجديد فهذا ما حصل قبل 20 عاماً حين انهار الاتحاد السوفيّاتي وتفتت جمهوريّاته وواجهت الكثير منها مصاعب الانتقال الى حكم مدني ديمقراطي حديث .

وهذا ما واجهته تركيّا والتي هيّ اقرب الامثلة الى واقعنا فلقد كانت تركيا في اوائل ثمانينات القرن الماضي اقرب ما تكون الى الحالة المصريّة قبل 25 يّنايّر 2011 وكان الاتراك يعيشون في فقر مدقع وتحت نظام حكم بوليسيّ قمعيّ ناتج عن تحالف العسكر مع قوى اليّمين المحافظة قبل ان يستلم السلطة توركوت اوزال وهو بانيّ تركيّا الجديدة ولم يّكن من قيّادات الاحزاب الاسلاميّة التي لم تكن موجودة اصلاً وغير مصرح لها بالعمل والتي تتبوأ السلطة الآن في تركيّا وتمكن في خلال فترة قصيرة من تحسين الاوضاع السيّاسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة للاتراك واشاعة بدايّةً الاجواء الديمقراطية وان بقي الجيش هو صاحب الكلمة الاقوى والمتحكم في الامور ومع الايّام ومع اشاعة مزيد من الاجواء الديمقراطيّة وتحسن الاوضاع المعيشيّة للاتراك وصل الاسلاميّون للحكم وتمكنوا بدايّة من التعايّش مع قيادات الجيش المهيّمنة الى ان تمكنوا من تحيّيدها بعد ان اصبحت الاغلبيّة لهم وتمكنوا من تعديل الدستور والذي لم يكن ليتحقق الا بعد ان شعر المواطن التركي بالفائدة العظيمة التي جناها من وجود امثال اردوجان حيث ارتفع معدل دخل المواطن هناك من 300 دولار بالشهر في العام 2002 الى 800 دولار في الشهر في العام 2010 واصبح اقتصاد تركيا من افضل واقوى 10 اقتصاديّات في العالم والاقتصاد الوحيد الذي سجل في الاعوام الماضيّة نمواً بنسبة %10 وهو ما يعادل نمو الاقتصاد الصينيّ الاقوى عالميّاً اليّوم في وقت تسجل معظم اقتصاديّات دول اوروبا وامريكا نمواً بنسبٍ سالبة او تحت %3 سنويّاً في سنوات الركود والتراجع الثلاث الاخيرة.

ليس المطلوب من الجيش ان يعود الى ثكناته فهم لم يغادروها اصلاً بالمعنى الحقيقي ولكن المطلوب ان تضع القوى الموجودة على الساحة يدها بيد العسكر لانجاز المرحلة الانتقاليّة ولن يمكن انجازها الا بتعاون الجميع ...

اما الاصوات  التي تعتقد انه ممكن لمصر ان تنتقل من مرحلة حكم مبارك الى مرحلة الدولة المدنيّة الحديثة عبر مليّونيّات اسبوعيّة تهتف برحيل المجلس الاعلى تارةً والحكومة تارة اخرى وتحاول تعطيل الانتخابات البرلمانيّة ونتائجها فلن يّكون في مقدورها الا التسليم بانها في نهايّة المطاف ستكون خارج معادلة المُشاركين في برنامج التغيّير.



مصر ....سلميّة المرحلة الانتقاليّة .... مُهمة الجميع


 
وصلنا بالامس الى نتيجة ... انه للعبور للدولة المدنيّة الحديثة لا بد من اشتراك الجميع عدا رموز وفلول النظام السابق لان المرحلة الانتقاليّة تتطلب ان تتظافر الجهود وهيّ مرحلة تٌشابه مرحلة التحرر الوطني ولا يجوز القفز عنها ولا سلقها وهيّ المقدمة للانتقال الى مرحلة التحرر الوطنيّ الديمقراطي .
وعادةً ما يتشارك الجميع في انجاز هذه المرحلة وهيّ الكفيلة باخراج كل المُشككين والضعفاء على ان يُكمل المسيرة كل المؤمنين بمستقبل مصر وشعبها .

لست مُتشائماً ولكن من الصدق ان يعرف الجميع ان المرحلة الانتقاليّة مُهمة وستتعرض فيها البلد للكثير من الهزات الارتداديّة بعد الزلزال العنيف الذي هز عرش مبارك ونقله من القصر الجمهوريّ رئيساً وزعيماً الى محكمة الجنايّات متهماً وملقىً على سرير طبيّ يّواجه طلب النيّابة واسر الشهداء باعدامه شنقاً هو وكادره الامنيّ كما وانه من المُفيد ان يعلم الجميع ان المرحلة الانتقاليّة ليست يوماً او اثنيّن فقد تمتد الى سنواتِ اربع وهذا ليس بالكثير خاصة اذا ما اخذنا في عيّن الاعتبار ان حكم المخلوع وزبانيّته امتد الى ثلاثة عقود من الزمن كانت كافيّة لان تعيد مصر قرونٍ الى الوراء وتنظيف النظام وما اقامه من بؤرٍ للفساد والافساد يحتاج الى وقت .

ويبقى ان المُستقبل لمصر وللمصريّين اللذين صبروا صبر ايوب على الطاغيّة وزمرته الفاسدة والنصر ان شاء الله حتما من نصيب الشعوب التي ثارت ولن تستكين بعد ذلك ولن يهنأ لها بال الا عندما ترى مصر وقد دخلت التاريخ الحديث من اوسع ابوابه .


ما يجري في مصر ينطبق على ما يجري في تونس ولكن في الحالة الليبيّة قد تكون المرحلة الانتقاليّة دمويّة كما كانت مرحلة التغيّير وهنا على المصريّين والتونسيّين ان يّدركوا الفرق والنعمة التي ينعمون بها الآن وعليهم اخذ الحيطة والحذر لكي لا تنزلق بهم الامور لا سمح الله الى ما يشبه الاوضاع الحاليّة في ليبيّا ... على ان يبقى شعار المرحلة الانتقاليّة ...

سلميّة ... سلميّة
كما كان شعار الثورة .

الخميس، يناير 05، 2012

مصر ....سلميّة المرحلة الانتقاليّة .... مُهمة الجميع


وصلنا بالامس الى نتيجة ... انه للعبور للدولة المدنيّة الحديثة لا بد من اشتراك الجميع عدا رموز وفلول النظام السابق لان المرحلة الانتقاليّة تتطلب ان تتظافر الجهود وهيّ مرحلة تٌشابه مرحلة التحرر الوطني ولا يجوز القفز عنها ولا سلقها وهيّ المقدمة للانتقال الى مرحلة التحرر الوطنيّ الديمقراطي .
وعادةً ما يتشارك الجميع في انجاز هذه المرحلة وهيّ الكفيلة باخراج كل المُشككين والضعفاء على ان يُكمل المسيرة كل المؤمنين بمستقبل مصر وشعبها .

لست مُتشائماً ولكن من الصدق ان يعرف الجميع ان المرحلة الانتقاليّة مُهمة وستتعرض فيها البلد للكثير من الهزات الارتداديّة بعد الزلزال العنيف الذي هز عرش مبارك ونقله من القصر الجمهوريّ رئيساً وزعيماً الى محكمة الجنايّات متهماً وملقىً على سرير طبيّ يّواجه طلب النيّابة واسر الشهداء باعدامه شنقاً هو وكادره الامنيّ كما وانه من المُفيد ان يعلم الجميع ان المرحلة الانتقاليّة ليست يوماً او اثنيّن فقد تمتد الى سنواتِ اربع وهذا ليس بالكثير خاصة اذا ما اخذنا في عيّن الاعتبار ان حكم المخلوع وزبانيّته امتد الى ثلاثة عقود من الزمن كانت كافيّة لان تعيد مصر قرونٍ الى الوراء وتنظيف النظام وما اقامه من بؤرٍ للفساد والافساد يحتاج الى وقت .

ويبقى ان المُستقبل لمصر وللمصريّين اللذين صبروا صبر ايوب على الطاغيّة وزمرته الفاسدة والنصر ان شاء الله حتما من نصيب الشعوب التي ثارت ولن تستكين بعد ذلك ولن يهنأ لها بال الا عندما ترى مصر وقد دخلت التاريخ الحديث من اوسع ابوابه .

ما يجري في مصر ينطبق على ما يجري في تونس ولكن في الحالة الليبيّة قد تكون المرحلة الانتقاليّة دمويّة كما كانت مرحلة التغيّير وهنا على المصريّين والتونسيّين ان يّدركوا الفرق والنعمة التي ينعمون بها الآن وعليهم اخذ الحيطة والحذر لكي لا تنزلق بهم الامور لا سمح الله الى ما يشبه الاوضاع الحاليّة في ليبيّا ... على ان يبقى شعار المرحلة الانتقاليّة ...
سلميّة ... سلميّة
كما كان شعار الثورة .

يوسف
05/01/2012

على الهامش :
في التدوينة القادمة ... الاردن على صفيح ساخن 

الأربعاء، يناير 04، 2012

كوكتيل ,,, كاسك يا وطن



                                                                      

عندما كتبتُ بالامس ان ما حصل كان عبارة عن اتفاقٍ غير معلن وبشكل غير مباشر بين القوى الثلاث والتي تحالفت لاسقاط الانظمة والطغاة ... لم أُخوْن ايٍ منها ولكنني احببت ان اؤكد بدايّةً انه لا يّجوز لطرفٍ واحدٍ منها ان يّدعي بان له الفضل وحده في اسقاط النظام وبالتالي كان على شباب الثورة ان يّدركوا انهم دون دعم العسكر لن يّتمكنوا من اسقاط النظام لوحدهم كما ان العسكر لن يكون في مقدورهم اعادة تجربة انقلاب 1952 على الملك والاطاحة بالشرعيّة ..!!! حتى لو كان مشكوك فيها ... الشعب والغرب لن يقبل بذلك في هذا الزمن وما ينطبق على شباب الثورة والجيش ينطبق على حملة الاجندات المحلية والاقليميّة والدوليّة وكما اسلفت فهم كثر ويتخفون تحت مسميّات عديدة تلهب مشاعر الناس ...منظمات تعنى بحقوق الانسان والديمقراطيّة والشباب واحيّاناً تحت ستار الدين.....الخ.

الآن اذا سلمنا ان الاطراف الثلاثة مجتمعين هم من اطاحوا بالنظام السابق ... يّصبح واجباً ولزاماً على اطراف المُعادلة الجديدة عدم الغاء الاخر ومحاولة اعادة انتاج نظام مؤقت يكون قادراً على انجاز مرحلة انتقاليّة .
وهذا ليس بجديد فهذا ما حصل قبل 20 عاماً حين انهار الاتحاد السوفيّاتي وتفتت جمهوريّاته وواجهت الكثير منها مصاعب الانتقال الى حكم مدني ديمقراطي حديث .
وهذا ما واجهته تركيّا والتي هيّ اقرب الامثلة الى واقعنا فلقد كانت تركيا في اوائل ثمانينات القرن الماضي اقرب ما تكون الى الحالة المصريّة قبل 25 يّنايّر 2011 وكان الاتراك يعيشون في فقر مدقع وتحت نظام حكم بوليسيّ قمعيّ ناتج عن تحالف العسكر مع قوى اليّمين المحافظة قبل ان يستلم السلطة توركوت اوزال وهو بانيّ تركيّا الجديدة ولم يّكن من قيّادات الاحزاب الاسلاميّة التي لم تكن موجودة اصلاً وغير مصرح لها بالعمل والتي تتبوأ السلطة الآن في تركيّا وتمكن في خلال فترة قصيرة من تحسين الاوضاع السيّاسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة للاتراك واشاعة بدايّةً الاجواء الديمقراطية وان بقي الجيش هو صاحب الكلمة الاقوى والمتحكم في الامور ومع الايّام ومع اشاعة مزيد من الاجواء الديمقراطيّة وتحسن الاوضاع المعيشيّة للاتراك وصل الاسلاميّون للحكم وتمكنوا بدايّة من التعايّش مع قيادات الجيش المهيّمنة الى ان تمكنوا من تحيّيدها بعد ان اصبحت الاغلبيّة لهم وتمكنوا من تعديل الدستور والذي لم يكن ليتحقق الا بعد ان شعر المواطن التركي بالفائدة العظيمة التي جناها من وجود امثال اردوجان حيث ارتفع معدل دخل المواطن هناك من 300 دولار بالشهر في العام 2002 الى 800 دولار في الشهر في العام 2010 واصبح اقتصاد تركيا من افضل واقوى 10 اقتصاديّات في العالم والاقتصاد الوحيد الذي سجل في الاعوام الماضيّة نمواً بنسبة %10 وهو ما يعادل نمو الاقتصاد الصينيّ الاقوى عالميّاً اليّوم في وقت تسجل معظم اقتصاديّات دول اوروبا وامريكا نمواً بنسبٍ سالبة او تحت %3 سنويّاً في سنوات الركود والتراجع الثلاث الاخيرة.
ليس المطلوب من الجيش ان يعود الى ثكناته فهم لم يغادروها اصلاً بالمعنى الحقيقي ولكن المطلوب ان تضع القوى الموجودة على الساحة يدها بيد العسكر لانجاز المرحلة الانتقاليّة ولن يمكن انجازها الا بتعاون الجميع ...
اما الاصوات  التي تعتقد انه ممكن لمصر ان تنتقل من مرحلة حكم مبارك الى مرحلة الدولة المدنيّة الحديثة عبر مليّونيّات اسبوعيّة تهتف برحيل المجلس الاعلى تارةً والحكومة تارة اخرى وتحاول تعطيل الانتخابات البرلمانيّة ونتائجها فلن يّكون في مقدورها الا التسليم بانها في نهايّة المطاف ستكون خارج معادلة المُشاركين في برنامج التغيّير.

يوسف
04/01/2012

 وللموضوع بقيّة

موضوع الامس 

الثلاثاء، يناير 03، 2012

ثورات شعبيّة ام انقلابات عسكريّة ام اجندات خارجيّة


بالعربي الفصيح وقبل اي كلام وشرح وتحليل.....نعم ما حصل لغاية الآن هو ثلاثتهم مجتمعين معاً
ثورات شعبيّة وانقلابات عسكريّة واجندات خارجيّة
تونس ... مصر ... ليبيّا
الدول الثلاثة التي تغيّرت فيها انظمة الحكم تغيّرت اولاً بفعل الثورات الشعبيّة وثانيّاً بانقلاب القيّادات العسكريّة على الرؤساء وثالثاً وجود من يُّنفذ الاجندات الخارجيّة قبل الثورات وخلالها وبعدها.

لم يرحل زين العابدين بن علي الا عندما امره رئيس الاركان بضرورة مغادرة البلاد والا .....
لم يتنحى حسني مبارك الا عندما اجتمع المجلس العسكري الاعلى واعلن رفضه للنزول الى الشارع الا لحمايّة المتظاهرين طالباً من الرئيس المخلوع التنحي والا ....

زمان كان الانقلاب العسكري يُّنفذ عبر ضابط او اكثر من الرتب العسكريّة العاليّة يتقدم الدبابات ويّدك القصر ويحتل الاذاعة والتلفزيّون ليُّعلن من خلالهما البيّان رقم واحد اما اليّوم فاصبح الانقلاب العسكري يّمر من خلال ثورة شعبيّة ... يّعلن من الميدان البيّان رقم واحد الصادر عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة .

اما الاجندات الخارجيّة فهي موجودة والمُنفذين كثرُ ومنهم من لا زال يدعو للابقاء على حالة التوتر والفلتان الامني تحت مُسميّات وطنيّة او ديمقراطيّة او من رافعي شعارات حقوق الانسان وعبر مُبررات ثوريّة  ... !!! ولا هدف لهم الا اضعاف الجبهة الداخليّة وعدم عودة الاستقرار والآمان خوفاً من تغيّير الخارطة الاقليميّة للمنطقة وخدمةً لاعداء الوطن والامة .

هل هذا يعني بشكل او باخر ان العسكر طامحون بالحكم ....؟
اكيد لا والف لا ....لانهم هم الحاكمون الفعليّون وهم لا يُّريدوا ان يبقوا بالواجهة لذلك لا بد من واجهة مدنيّة مُنتخبة ...
ولكن علينا ان ندرك من الآن ان الذي امر بن علي بالمغادرة والذي امر حسني مبارك بالتنحي والذي اعدم القذافي ... كلهم لا زالوا في مواقعهم وقوتهم زادت ولم تنقص ....وهم الحكام الفعليّون إبان الثورة وخلالها وبعدها .

اليمن وسوريّا ...  ولاحقاً الجزائر والسودان 
على نفس الطريق.

وللموضوع بقيّة


يوسف
03/01/2012