التسميات

الاثنين، ديسمبر 31، 2012

حماس لاند وفتح ستاند


كان شباب فتح في البدايّات دائما ما يُّرددون على مسامعنا ...
 نحن ( جماعة اليّسار الفلسطينيّ ) اهل الإنقسام والإنشقاق...
 ( إن فتح لا تقبل القسمة ) كان هذا قبل 4 عقود من الزمن...

كبرت وأيقنت المقصود من ذلك...

فتح لا تقبل القسمة على إثنين ولكنها تقبل القسمة على اكثر من ذلك بكثير ....

منذ إنتهى عهد الرموز الشهداء في فتح ( الابوات الله يّرحمهم ) ابو عمار وابوجهاد وابوإياد وابو ....وابو ..... وحل مكانهم وبديلاً عنهم  عهد رجال الاعمال محمود عباس ونبيل شعث ومحمد دحلان وجبريل الرجوب و...و....و....والقائمة تطول ...
فتح لم تعُد تنظيماً مركزيّا وتعددت المواقف حسب موقف الاشخاص وقواهم التنظيميّة والماليّة ....

فتح هيّ من اطلقت يّوما على المناطق التي تحت سيّطرتها في لبنان ..فتح لاند ...واليّوم الكل يّدرك ان مناطق السلطة في الضفة هيّ ...فتح لاند ...بموافقة عربيّة دوليّة .
وقطاع غزة هو ...حماس لاند ...لأن حماس هيّ من يُّدير القطاع ماليّاً وعسكريّا وتنظيميّاً وقد دانت لها السيّطرة كاملة على القطاع بعد معارك خاضتها مع تنظيم فتح العسكريّ في القطاع .

لا أدري لماذا إصرار فتح على ان يّكون مهرجان الإحتفال المركزيّ بذكرى إنطلاقتها في قطاع غزة والمنصة الرئيسيّة       ( فتح ستاند )  تُقام وفي عُقر حماس لاند وليّس في الضفة الغربيّة .....في معقل فتح لاند ... 

الا يُّمكن ان يٌّقال أن إصرار فتح على ذلك والتحشيد وحجز باصات القطاع باكمله لنقل المؤيّدين الى مكان الاحتفال والدعوات للزوار من الداخل ومن الخارج وكلمة متلفزة لابومازن ....الخ هو فقط من اجل مُناكفة حماس بعد الاحتفاليّة الضخمة التي قامت بها في القطاع في ذكرى تأسيسها قبل حواليّ 3 اسابيع خاصة وان مواقف الفتحاويّين في القطاع مُنقسمة بيّن تيّاراتٍ مُختلفة وبتعصبٍ متشدد والموقف حساسٌ جداً فيما بيّنهم .

لماذا نُتقن المُناكفة والمُنافسة عندما يتعلق الامر بإحتفاليّة او بمهرجان .....؟؟؟
لماذا لا نُتقن المُنافسة عندما يتعلق الامر بالعمل النضاليّ والوطنيّ ومقاومة الإحتلال ....او على الاقل في إنهاء الإنقسام ؟؟؟ 

اخشى على مُستقبل الشعب الفلسطينيّ وخاصة ان المُتربصين به كُثر من الداخل ومن الخارج من فخٍ ما في هذه الإحتفاليّة وكم كُنت اتمنى ان لا تتفق فتح وحماس على إقامة هذه الإحتفاليّة كعادتهما في كل الامور...

يوسف
31/12/2012

على الهامش :
طالما ان الضفة هيّ فتح لاند وقطاع غزة هو حماس لاند ...
وين حدودك با بلادي ....وين فلسطين لاند ؟؟؟

الأحد، ديسمبر 30، 2012

عماد ....إبنيّ الثانيّ


عماد ....إبنيّ الثانيّ 
ولد بعد أخيه الاكبرعمر بثلاث سنوات وقبل أخيه الاصغر عليّ بسنة ونصف ...أيّ انه الاوسط

ضاع ما بيّن الاكبر عُمرالمُهيّمن وقتها على الساحة دون مُنازع 
وما بيّن الاصغر عليّ ( من ذوي الاحتيّاجات الخاصة ) الذي لم يطلب شيئاً في حيّاته رغم حاجاته لكل الاشيّاء

حاله كحال جيلنا ....
فنحن لن نُعاصر النكبة ولكن عايّشناها
ونحن لم نُشارك بالنكسة ولكن تحملنا وزرها
ونحن لم نُطلق الرصاصة الاولى للثورة ولكننا حملنا اعبائها
ونحن عشنا عهد الانفتاح والانتعاش الاقتصاديّ ولم نرجع من الغنائم الابكفيّ حنيّن 
ونحن عشنا عصر الربيع العربيّ ونحن اقرب ما نكون الى خريف العمر

عماد حتى عيد ميلاده الذي نحتفل به اليّوم ...إختلفنا عليّه
فيّوم ميلاده الحقيقيّ لا يتطابق مع يّوم توثيقه  في السجلات

اتمنى لكَ يا عماد ان تكون الايّام القادمة تحمل لكَ كل الخيّر وما يُّعوضك عما فاتك في أيّام طفولتك 

دمتَ بخيّر 
وكل عام وانت بخيّر

يوسف
30/12/2012 


    
   

الخميس، ديسمبر 27، 2012

حيرة ثائر ....قلعة الكتمان



بدايّة أشكر كل من كتب مُشاركاً حول رغبتي بنشر ..
سلسلة من التدوينات بعنوان حيرة ثائر...
اتحدث من خلالها عن فترة مُهمة من فترات النضال الفلسطينيّ وعن بعض الاخطاء والمُمارسات التي وقع بها اليّسار الفلسطينيّ واثر ذلك على واقع النضال الوطنيّ الفلسطينيّ ولغايّة اليّوم 

أحبُ ان ابدأ بان اقول ايّضاً ان هناك رسائل وصلتني لا تُحبذ الخوض في تفاصيل تلك المرحلة الآن ...

 ... متى سيّكون مناسباً ؟؟؟

احداث عمرها اكثر من 35 عاماً متى سيّمكننا الكتابه عنها 
في كل دول العالم خاصة الغربيّة منها هناك مُدد مُحددة يجوز للحكومة ان تحتفظ ببعض الوثائق السريّة دون نشر...
ولكن ما ان يمضي عليّها 25 عاماً او البعض اكثر ...يُّسمح بتداولها ونشرها ...

نحن العرب لا احد يعرف ما بداخل بيّوتنا ونحن اصحاب مقولة ......البيّوت اسرار ....ما يعلمه الآخرون عنا هو ما نُظهره لهم فقط ....لذلك لن نعرف طعم السعادة يّوماً طالما لا يّمكننا ان نفتح قلوبنا وننفض عنها غبار الزمن ونُنظفها من كل ما علق بها من وجع الايّام ....

بالامس كتبت الصديقة العزيزة ويسبر ....الاهل لا يعرفوا ما يّدور مع إبنتهم فيّ بيّت زوجها ...وإن عرفوا يتكتموا عن الموضوع ولا يُّسمح لاقرب الناس من معرفة ما جرى مع إبنتهم

الزوجة تُقضي عُمرها مع زوجها ...وهو مريضٌ وعاجز وعندما تُسأل عن ذلك من أمها تُجاوبها بأنها تعيش شهر عسل دائم مع زوجها من يّوم زفافها ....وكذلك تُقضي نهارها مع صديقاتها وزميلاتها في العمل تتحدث عن عالمٍ تعيشه مع زوجها فقط في الاحلام والخيّال ...

لا ادري ما هو العيّب إن عرف الناس ان للمُناضلة ليّلى خالد ... من عرفها العالم كله من خلال العمليّات النوعيّة التي قامت بها خاصة خطف الطائرات في سبعينات القرن الماضي ...أختٌ شقيقة مُناضلة إسمها خالديّة خالد أستشهدت غدراً مع زوجها المُناضل عبد الوهاب الطيّب في مُخيّم شاتيلا في العام 1976 ولم يّكن القاتل من الأعداء ...

ما العيّب ان يعرف الناس ان هناك من وصل الى اعلى المراتب التنظيميّة  ( ابو احمد يّونس ) وكان مسؤولا عن ساحة لبنان وعضواً في القيّادة المركزيّة وفي المكتب السيّاسي وكان المسؤول رقم 3 في الجبهة وأُعدم بقرار من المحكمة الثوريّة لأنه خان رفاقه .....

ما العيّب ان يعرف الناس ان هناك من هرب وغادر موقعه رغم قرار القيّادة بعدم المُغادرة وعوقب وإنتقم لعقوبته وعاد ليّصبح مع الايّام مسؤولاً كبيراً يتحدثُ عن الصمود والتحدي ( هرب من الشُباك وعاد من اوسع الابواب ) ....

ما العيّب ان يعرف الناس الحقيقة حتى لو كانت موجعة قليلاً

كان بودي ان اكتب ...واكتب ...واكتب 
ولكن إتضح لي ان اكثر الناس ثوريّة في وطننا العربيّ هم اكثرهم خوفاً من ان تطرق الجماهير ابوابهم.....
لان ابوابهم من زجاج كما نوافذهم.

  
يوسف
27/12/2012    

 

الأربعاء، ديسمبر 26، 2012

شاركوني برأيّكم

بفكر ابدأ في كتابة مجموعة تدوينات تحت عنوان
حيرة ثائر
لماذا حيرة وليست سيرة ؟؟؟
لانني وان كنت ساتحدث عن تجربتي الشخصية ولكنها كانت مسيرة حائرة
وحتى لا يُّفكر احداً انني انسب لنفسي صفة الثائر
فما ساكتبه هو عن الفترة التي كنت بها ثائراً بكل ما تعني الكلمة
شو رايّكم ؟؟؟
خاصة وان ما ساكتب عنه يدور ما بين 1970 و 1982
وان اردت ان اكتب ساكتب بالتفاصيل التي بها الكثير من المُنغصات والمُحبطات
خاصة وانني ساتحدث عن تنظيم فلسطينيّ طليعيّ كان ولا زال تنظيماً فلسطينيّاً يّساريّا ثوريّاً
ولكن تجربتي اصطدمت ليس مع فكر الثورة ولا هدفها ( تحرير فلسطين من البحر الى النهر ) وإقامة الدولة الفلسطينيّة المُستقلة ولكن مع الممارسات على الواقع والتي وصلت الى التناحر والتصفيّات ..
هل من الممكن ان يكون مفيدا خوض تجربة توثيق تلك المرحلة من مراحل العمل التنظيمي والتي تخص فصيلاً مُحترماً بكل المقايّيس مع ان ذلك لم يمنع من وجود التجاوزات والمصالح الشخصيّة للبعض ..
شاركوني برأيّكم

الاثنين، ديسمبر 24، 2012

الإستفتاء على الدستور ....قراءات وإستنتاجات


مراجعة بسيطة تظهر ان من شاركوا بالاستفتاء الاول على الاعلان الدستوري والذي اتهم الاخوان المسمون بانهم هم من اعدوه ضمن صفقة مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة كانوا حواليّ %70 من إجماليّ من يحق لهم التصويت ....رغم ان الكل كان يعرف بأن النتيجة محسومة وبأغلبيّة واضحة لصالح نعم

في انتخابات رئاسة الجمهورية في المرحلتين إنخفضت نسبة المشاركة الى حواليّ %50 ممن يحق لهم التصويت ...رغم شراسة المعركة الانتخابيّة وإنقسام الشارع المصريّ 

في الإستفتاء الاخير إنخفضت نسبة المُشاركة الى حواليّ %33 ممن يحق لهم التصويت ... ايّ نصف من شاركوا على الإستفتاء الاول .... رغم ان المعركة وصلت الى حد التخوين والاشتباكات ووقوع ضحايّا بالمواجهات ...

الإستنتاج الاول :
ان الإحباط قد اصاب غالبيّة الشعب المصريّ من القوى السيّاسية الموجودة على الساحة بكل اطيّافها سواء من وصلوا الى الحكم ( الإخوان والسلفيّين والتيارات الإسلاميّة ....الخ  ) او من اعلنوا عن انفسهم انهم المعارضة ( حمدين وعمرو موسى والبرادعي والسيد بدوي وحركة 6 ابريل .....الخ ) ....
سبب الإحباط يعود الى غيّاب او تغيّيب المصلحة العامة عند الجميع دون استثناء

الإستنتاج الثانيّ :
ان غالبيّة الشعب المصريّ يًّدرك ان مسودة الدستور ليّست المشكلة الحقيقيّة في مصر .... ولا ادري اذا مضى 6 اشهر على عمل اللجنة التأسيسيّة وناقشت كل صغيرة وكبيرة الى ان وصلت المسودة الى اكثر من 230 مادة ودخلت في تفاصيل لا مكان لها في ايّ دستور في العالم ....حتى انني كُنت اخشى ان يصل بهم الحد الى إدخال مادة تُفصل وتحدد العلاقة ما بيّن الزوج وزوجته .......فالتفاصيل مكانها الطبيعي هو القوانين اما الدستور فهو الخطوط العامة التي يرتكز لها النظام والشعب ويحتكم لها لاحقاً ...اقول 6 اشهر ولم ولن يحصل توافق حتى ولو استمر عمل اللجنة لمائة عام ....وانا تابعت كل الفقهاء الدستوريّين خلال المناوشات فاعجبني انهم لم يتفقوا مع بعضهم ولا في اي موضوع طرح حتى ان بعضهم كان غير متصالح مع نفسه في المعارضة او الموافقة حسب المحطة الفضائيّة التي تستضيفه....

الشعب المصريّ ادرك بذكائه وببساطته ان ثورة 25 يّنايّر اطاحت في 18 يّوما بحكم فرعون وعائلته وزبانيّته ودستوره ومجلسيّ الشعب والشورى وبحزبه الوطنيّ و.....الخ لذلك لم ولن تنطليّ عليّه خدعة الفرعون الجديد والدستور الذي سيّكرس حكم الفرد وهو يّدرك انه قادر ان يّعيد تجربة 25 يّنايّر في ايّ وقت ولن تكون المهمة اصعب من ثورة الإطاحة بمبارك...

الإستنتاج الثالث :
خسر الإخوان والسلفيّين الكثير من مؤيّديهم كما وخسرت جبهة الإنقاذ بكل اطيّافها الكثير من مؤيديها ولم تكن معركة جبهة الإنقاذ على الدستور بل كانت محاولة لإجبار الرئيس على الإستقالة وإن لم تنجح فهيّ تجربة لمحاولة وقف مد الإخوان والسلفيّين والتيّار الإسلامي وحصرهم على قواعدهم التنظيميّة مقدمة للإطاحة بأغلبيّتهم النيّابيّة خلال الإنتخابات القادمة من خلال تعميق حالة الإحباط لدى الشارع المصريّ وإبعاده عن المُشاركة بالإنتخابات القادمة مع توحيد الجهود بيّن اطراف الجبهة لإنجاز ذلك...

الحل يّكمن في بزوغ فجر الفريق الثالث ....فريق اغلبيّة الشعب المصري ... المستقلين ....ومحاولة العودة بقوة الى العمل السيّاسيّ المُنظم من خلال ترشيح وجوه شابة وطنيّة واعدة للإنتخابات القادمة والعمل على إيصالها لتكون بيّضة القبان بيّن جبهة الإنقاذ والإخوان .

يوسف
23/12/2012  
  
  

الأحد، ديسمبر 23، 2012

الدستور المصري ....65% نعم ...انا كنت عارف

مقالاتي حول الدستور والاستفتاء وحول النتيحة المتوقعة

لماذا لا يّحسن السيّاسيّون المصريّون قراءة الواقع المصريّ ؟؟؟

 

علماً بانني سأكتب التحليل الكامل للنتائج والعبر المُستخلصة لاحقاً ان شاء الله 

 

الاثنين، ديسمبر 10، 2012


الخلاف المعلن على الدستور ....والهدف كرسيّ الرئاسة






لو تم الاستفتاء على الدستور يوم السبت 15/12/2012 كما هو معلن ..

في حال استمرار المعارضين للرفض على التصويت ومقاطعتهم للعمليّة باكملها

على الاغلب ان 20 مليوناًُ على الاقل سيدلوا باصواتهم من اصل 50 مليون يحق لهم التصويت ...وعلى الاقل 15 مليوناً سيمنحوا نعم للدستور
وهذا يعني ان %75 من الذين مارسوا حقهم الانتخابي ...قالوا نعم للدستور
وهنا يجب التذكير بان الرئيس مرسي فاز بعدما حصل على 13 مليون صوت ولم يّشكك احدا في فوزه واعتبر فوزه شرعيّاً وديمقراطيّاً

في حال قرر المعارضون التصويت وممارسة حقهم الانتخابي وصوتوا بلا

على الاغلب ان 30 مليوناً سيّدلوا باصواتهم من اصل 50 مليّون يحق لهم التصويت وعلى الاغلب فان 20 مليون سيقولوا نعم للدستور
مقابل 10 مليون سيقولوا لا للدستور
اي ان الدستور سيُّقر باغلبيّة %67 من الذيت مارسوا حقهم الانتخابي

هذا يُّبرر عناد ( البرادعي وصباحي وعمرو موسى ) ومن معهم
لان المشكلة ليست بالدستور ولا بالاعلان الدستوري
المطلوب ...هو كرسيّ الرئاسة
ومعركتهم هم ومن معهم من القضاة هدفها إخلاء موقع رئيس الجمهورية

على الهامش : انا كتبت قبل ذلك انني شخصيّا لي ملاحظات كثيرة على مسودة مشروع الدستور ولو كان متاحا لي التصويت لصوتت ....بلا على المشروع
ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف ان هناك اغلبيّة من الشعب المصري مع التصويت بنعم املاً في خروج مصر من النفق المظلم خاصة وبعد وضوح مواقف ثلاثيّ ( الإنقاذ )....


يوسف
10/12/2012
  

الأربعاء، ديسمبر 05، 2012


في الاستفتاء على الدستور المصريّ........( لا ) افضل بكثير من المقاطعة




الرئيس محمد مرسي حصل على %51.7 من الاصوات وكان مُنافسه احمد شفيق (من رموز النظام السابق ) وعليه مليّون علامة إستفهام والمفروض إنه الكثير من مُعارضي مشروع الدستور كانوا او على الاقل قالوا بانهم صوْتوا لصالح مرسي لانه لم يكن لديّهم خيّار آخر وانا اشك بذلك واعتقد ان مُعظمهم قاطع الانتخابات او صوْت من تحت الطاولة لاحمد شفيق ...


يعني الآن المعارضين لمشروع الدستور ....
كل من صوْت لاحمد شفيق بالاضافة لكل القوى المُمثلة حاليّا في ميدان التحرير وهي كل القوى الليبراليّة والعلمانيّة والثوريّة والشبابيّة واعداء الامس حتى البرادعي الذي كان يعمل من خلف حجاب ....إنضم الى الميدان ...بالإضافة الى الحشد الهائل من الفضائيّات ووسائل الإعلام .....الخ

بالعربيّ إذا تم التصويت على المشروع هناك إحتماليّة كبيرة إذا ما بُذل جهد مشترك وحقيقيّ من كل الاطراف ممكن ان لا يحصل على النسبة المطلوبة لإقراره ( %50 + صوت ) وهذا يعني إعادة التوافق على حل يّخرج مصر من ازمتها ....

انا شخصيّاً والكل يعلم ... انني كنت مع التوافق على مرشح من الميدان يّغلق الطريق على كل من الدكتور مرسي واحمد شفيق من الجولة الاولى ولكن لم يسمعني احد وتشتت الاصوات وخاض الجولة الثانيّة مرسي وشفيق وكنت واضحا من بدايّة جولة الإعادة بان على المصريّين ان يدعموا الدكتور مرسي إسقاطاً لاحمد شفيق وما يّمثل ...
وانا الآن ادعم رفض مسودة الدستور من خلال المُشاركة بلا وليس من خلال المُقاطعة ...

الاسباب التي تدعوني الى رفض الدستور
1- إلغاء منصب نائب الرئيس حتى لو نص المشروع على تفويض بعض الصلاحيّات لرئيس الوزراء
وجود منصب نائب الرئيس ضمن صلاحيّات ومهام محددة ضروري جدا 
2- إعادة المادة الخاصة بالانتخابات للمجلس التشريعي والتي كانت تنص على ان ثلثي الاعضاء يّنتخبون من القوائم والثلث الاخير من الافراد على ان يّسمح للحزبيّين بالترشح على قائمة الافراد ....وهذا إجحاف كبير للمستقلين والكفاءات غير الحزبيّة والشباب والذين يّشكلون اكثر من  %70 من الشعب المصري...
انا اعتقد ان %50 للقوائم %50 للافراد دون ان يكون من ضمنهم من الحزبيّين او من يحق له الترشح من على القوائم هو الانسب وهو خيّار توافقي وممكن ان يّسهم بوجود برلمان قوي ومتنوع ومتعدد الاتجاهات...

مُعارضتي لمسودة الدستور لا تعني ابداً موافقتي على الإساءة والسب والشتم والردح الذي اقرأه هنا او هناك واسمعه كل ساعة من على الفضائيّات المصريّة والعربيّة تحديدا ....بحق الرئيس مرسي او الإخوان فللإختلاف اخلاق.

على الهامش :
حاولت بالامس معرفة النظام الداخلي لنادي قضاة مصر محاولة مني لمعرفة كيف اصبح هذا النادي يّقرر ويتحكم في الامور وهو ناديّ إجتماعيّ للقضاة ....ولكني إصطدمتُ بعقبة ان للمرور لمعرفة نص النظام الداخلي يتطلب معرفة إسم عضو النادي من القُضاة والباسوورد .....لماذا هل النظام الداخلي سر من اسرار الدولة؟؟؟ إذا ممكن حدا يساعدنا وينشر النظام الداخلي للنادي    

يوسف
4/12/2012
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اكيد لن تجد دستوراً في العالم يوافق عليّه كل الشعب
وللحقيقة ان مشروع الدستور المصري يّشكل نقلة نوعيّة كبيرة بين ما كان وبين منا سيصبح ...
ولكن هذا لا يعني انه لا توجد نقاط كثيرة للالتقاء ونقاط كثيرة للاختلاف...
ما قصدته في تدوينتي
اولا ...ان نختلف باخلاق ويكون هدفنا من الاختلاف الوصول بالمشروع الى الافضل
ثانياً...ان من يجد في مشروع الدستور خلافاتٍ ترقى الى حد رفضه فذلك بامكانه ولا احد يدعي ان ذلك مستحيل بحجة ان الاخوان والسلفيين والاسلاميين قادرين على حشد الجموع....الخ
وانا اقول لهم ان هؤلاء جميعهم والكثيرين ممن يعارضوهم اليوم قاموا باكبر عملية تحشيد في تاريخ مصر في جولة الاعادة ولم يفز الدكتور مرسي باكثر من 51.7%
اي اذا كان ما تدعونه صحيحا فلا داعي لمعركة القضاء والاعلام ....الخ والمظاهرات والاعتصامات قوموا بحشد المعارضين وقولوا ....لا وهذا سينهي السجال وسينهي مستقبل الرئيس ....
ولكن اخي بهاء انت تدرك وانا ادرك انهم منقسمون ما بين بعضهم وما يجمعهم اليوم ممكن ان يفرقهم بالغد خاصة وان القوى السياسية التي في الميدان لكل منها مصالح مختلفة عن القوى الاخرى...
هم يدركون ان الدكتور مرسي فاز بنسبة 51.7% ولكن مشروع الدستور سيحصل على نسبة ما بين 60% - 70% على اقل تقدير والسبب ان المصريين يريدون ان يمشوا الى الامام مائة خطوة ولا مانع بعدها من ان يرجعوا خطوتين الى الوراء ويراجعوا دستورهم الجديد ويعدلوا نقاط الاختلاف على طريق تطويره ومواكبته لتطلعات الشعب المصري العظيم

هذا لا يمنع انني لو كان حق التصويت متاحا لي لصوتت بلا
فانا اعشق المعارضة البناءة والهادفة ولا ارى نفسي يوماً مع من هم في السلطة
4/12/2012 

السبت، ديسمبر 22، 2012

فلسطين ....المُنكسرة حد الإنفصام


 خوفي من ان تكشف الايام ان المدعو ابومازن ذهب الى الامم المتحدة في 29/11/2012 رغماً عن انف امريكا وإسرائيل للتصويت على عضويّة دولة مراقب في الامم المتحدة طمعاً في الانضمام لاحقاً وبعد مضيّ 60 يّوماً على التصويت حيّثُ يُّصبح القرار نافذاً الى الهيئات التي تتبع الامم المتحدة واهمها واولها المحكمة الجنائيّة .....
هذا ما يُّخيف امريكا وإسرائيل خوفاً من ان تلاحقهم السلطات القضائيّة في دولة فلسطين ( مراقب ) بتهمة الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا والتي تدخل تحت بند الجرائم ضد الانسانيّة

اقول لهم ( امريكا و إسرائيل ) لا تقلقوا ابداً 

نعم هو ينتظر مرور ال 60 يّوماً بفارغ الصبر لتقديم طلب إنضمام للمحكمة الجنائيّة الدوليّة ولكن ليّس لملاحقة إسرائيل ومُجرميها ولكن لانه تعب من مُلاحقة المُتمردين على قرارته وشركائه ممن لم يرضوا بقسمته وغادروا البلاد هم والغنائم والملفات التي ينبعثّ منها رائحة الفساد التي تملأ المكان ...

هو حاول وجرب ان يّحضرهم الى رام الله ويُّعلمهم درساّ لن يّنسوه ابداً ولكيّ يصبحوا عبرة للآخرين إن فكروا يّوماً بنبش ملفات الفساد او رفع الصوت بوجه سيّد المُقاطعة ولكن مُذكرات الإحضار الصادرة من النائب العام الفلسطينيّ باوامر مباشرة ممن عيّنه دون ايّ وجه حق كانت دوماً تصطدم بانها لا تصلح كون فلسطين ليّست عضواً بالانتربول الدولي والذي يتطلب الانضمام إليّه إنجاز ما يّنوي ( الرئيس ) إنجازه حال إنقضاء ال 60 يّوماً 

طبعاً اكيد محمد دحلان ومحمد رشيد وآخرين هم على رأس القائمة التي يّحلم ابومازن بان تكون اول ثمار قرار الامم المتحدة

فلسطين كانت يّوماً مساحتها تملأ الارض 
ومع الايّام صغرت وصغرت الى ان حصل الإنقسام 
عندها لم تعُد هناك فلسطين وإختصرناها نحن ومن بعدنا العالم واصبحت ....فتح وحماس 
والآن لم يّعُد هناك فتح ولا حماس 
اصبح هناك محطات واشخاص ...محمود عباس ومحمد دحلان و..و....و...
وعلى الحانب الآخر ابو الوليد وابو العبد و......و....و....

وبيّقولولك ليش الناس والعالم خف اهتمامها بفلسطين..؟؟؟

يوسف22/12/2012         

الأربعاء، ديسمبر 19، 2012

تل الزعتر .... شاهدٌ اخر على إيماننا بحق العودة

1-
مخيم تل الزعتر هو مخيم لجوء فلسطيني، يقع شرقي بيروت، وأنشئ عام 1949 م، بمساحة 56.65 دونم، وقد أُزيل عن الوجود خلال الحرب الأهلية.حيث وقعت اشتباكات عنيفة و شرسة بين( قوات اليمين اللبناني المسيحي ضد مسلحين الفصائل الفلسطينية المتمركزين في المخيم) حيث أحيط المخيم ب مسلحين اليمين اللبناني وتعرض المخيم لقصف شديد على يد قوات اليمين اللبناني المسيحي وحصار دام ل 52 يوم واستطاع المسلحين الفلسطينيين الخروج من المخيم عن طريق الغابات، وعندما بدأ الناس يموتون عطشاً، استسلموا ووافقوا على الجلاء، ثم سوت البلدوزرات المخيم بالأرض. يقدر عدد القتلى بحوالي 2000 قتيل من المدنيين الفلسطينيين
مذبحة تل الزعتر مذبحة حصلت في 12 أغسطس عام 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية في مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين الذي كان يضم ما بين 50000 و60000 من الفلسطينيين والواقع شمال شرق العاصمة اللبنانية بيروت.
قام بهاالميليشيات اللبنانية اليمينية بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر في لبنان (شرق بيروت) وراح ضحيتها ما يقدر ب 2000 إلى 3000 فلسطيني حيث تَمَّت إبادة جماعية لسكان المخيم بعد أن تم قطع الماء والكهرباء والطعام لعدة أيام عن المخيم قبل المذبحة مما سهل الأمر على الجيش السوري وبعض المليشيات اليمينية اللبنانية المتعاونة معهم من تحقيق هدفها والقضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم وأهاليهم بالكامل.
عن موسوعة الويكيديّا

 2-
تل الزعتر: الرواية غير المحكية

تل الزعتر محطة من محطات كثيرة في تاريخ اللجوء الفلسطيني التي لم تحظ بالبحث والتوثيق الكافيين لحفظها. ولو حاولنا مقارنة مجزرة تل الزعتر بسواها من المجازر لوجدنا، إضافة الى الأهداف والمنفذين، سمة مشتركة أخرى بينها وهي «الافلات من العقاب». وعندما يمر المرء بالطريق العام المحاذي لتل الزعتر اليوم فلا شيء يدل على وجود حياة سابقة هناك. منطقة وعرة تنتشر فيها بعض المصانع وصمت ورهبة يطبقان على المكان. هنا سفكت دماء بريئة ببرودة أعصاب، واغتصبت نساء وأذل الشيوخ على مرأى من أبنائهم، ولا يزال المجرمون طلقاء يجولون بيننا.
في 12 آب 1976 تحوّل تل الزعتر الى أسطورة تتناقلها المخيمات كلها. مَن لا يعرف أبو أحمد الزعتر، ومن لم يسمع بقصة البئر ومدرسة الدكوانة وأبو الفدا؟
قصة حسين عيادي (71 عاما) ابن مدينة حيفا الذي انتهى في مخيم نهر البارد المنكوب حديثا تلخص قسوة اللجوء ومرارته. يقول عيادي انه لم ير يوما هنيئا في لبنان. ويصر حين يُسأل عن تل الزعتر أو عن نهر البارد أن يبدأ قصته من حيفا التي غادرها وهو في السابعة:
«يوم ضربت الطائرات حيفا، كنت أشوف الناس تركض وأسمع الضرب، ومن يومها ما هدي بالنا، اخذتنا إمي على عكا، وهناك اغارت علينا الطيارات، فهربت إمي فينا على شعب. وبعد شهر هاجم اليهود قرية البروة القريبة من شعب».
تابع أفراد عائلة عيادي طريقهم الى الدامون، وهناك أيضا طاردتهم طائرات اليهود فهربوا الى قرية حرفيش الدرزية. بقي حسين مع أمه في كروم الزيتون من دون طعام أو ماء، ولم يلبث أن غادر مع أمه الى الحدود اللبنانية. ثم نقلوا إلى منطقة المسلخ، واستأجروا كوخا عاشوا فيه شهراً الى أن نقلتهم الأونروا الى تل الزعتر.
تبدأ رحلة حسين عيادي من مخيم تل الزعتر، فيروي:
«نقلونا على تل الزعتر في شوادر. كان وقتها أول الشتوية، والوحل للركب، أرض حمرا والهواء يطيّر الشوادر. يعني طلّعونا من مرض جينا على مرض ثاني. وما شفنا يوم هني. قعدنا ست شهور بالشوادر. وبعدين في بداية الصيف بدأ الدرك ينقل الناس الى داخل المخيم. وقعدونا بغرف تنك. يعني من تحت الدلفة لتحت المزراب: تسكر الباب، بالليل الهوا يطيّروا ما تلقى باب. وشغل ما في...».
يتابع حسين قصته:
«التنكة تصير تدلف بالليل نيجي نغيّرها، يجيلنا الدرك. تغيير تنكة بدها استدعاء»؟
لكن مضايقات المكتب الثاني لم تتوقف عند هذا الحد، بل كان عناصر هذا المكتب يجولون بين بيوت المخيم ويترصدون من يستمع الى اذاعة صوت العرب أو اولئك الذين يستمعون إلى خطابات جمال عبد الناصر فيعتقلونهم.
تقول آمنة الشمس (مواليد سنة 1955):
«دق المسمار كان يكلف سجن، واذا مَرَه شطفت البيت وكبت المي على الطريق، يغرمها الدرك خمس ليرات».

هذا ما فعلوه في تل الزعتر
واستمر هذا التضييق حتى أوائل السبعينيات من القرن المنصرم حين تنفس أهالي تل الزعتر الصعداء مثل أهالي المخيمات الأخرى، وبدأت مرحلة جديدة عنوانها الأمل بتحرير فلسطين. وسرعان ما صار في إمكان اللاجئين العمل في داخل المخيم وتمتعوا بالتخلص من سقوف التنك وبناء البيوت من حجر. وتضيف آمنه ان امها سمّت طفلتها الجديدة كفاح:
«صرنا نغني لفلسطين بحرية، وبتذكر يوم توفي عبد الناصر شعرت بضياع الأمل، وطلعنا مسيرة عالنبعة. بس لحقنا الدرك. كنا نغني ونهتف:
وين رايح يا جمال... تاركنا بساحة القتال
بعمان الدم سايل والضحايا تلال تلال
ليه ما كفيت المسيرة وفلسطين بعدها أسيرة».
لم تخلُ هذه المرحلة من المشكلات، فقد شهدت صعود اليسار بين الطلبة الفلسطينيين، وإقامة معسكرات التدريب في سوريا والأردن، وألهبت العمليات الفدائية الأولى حماسة الشبان الذين انخرطوا في صفوف المقاومة. وفي هذه الاثناء بدأت المناوشات بين عناصر من الكتائب والجيش اللبناني من جهة والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، وقُصف مخيم تل الزعتر بالمدفعية أول مرة في حودث أيار 1973.
كان حسين عيادي من بين اولئك الذين ذهبوا إلى الاحتفال المركزي في الملعب البلدي، لكنه تخلف عن العودة في الباصات لشراء بعض الحاجات من ساحة البرج. وتذكر آمنة انها كانت مدعوة مع كثير من الأهالي الى عرس جارهم محمد كروم، وقد ألغي العرس وتحول المخيم الى قاعة عزاء كبيرة جراء عدد الضحايا الذين سقطوا في مجزرة الباص في عين الرمانة. ويصف حسين عيادي الحصار كالتالي:
«تحاصرنا، اللي يطلع ما يقدر يرجع، واللي يفوت ما يقدر يطلع. امتد الحصار شهرين ونحن نتنقل من ملجأ لملجأ. وصار في جرب في الملاجئ. والقذائف زي المطر، فجأة هبت الحرب على المخيم. صارت القذائف تنزل على البيوت، وصار البقاء على قيد الحياة مقاومة عسيرة بعدما نفد الخبز والماء من المنازل». ويروي حسين عيادي بعض ابتكارات الأهالي في تأمين الحاجات الأساسية كالخبز والماء والتبغ فيقول:
«كنا نلف الدخان بورق دوالي، والشاي كنا نلفه دخان بورق أكياس الترابة، لان ورق كيس الترابه فيو زيت، واستنتجنا انو السيجارة بتظلها سايقة (يطول اشتعالها). أكل ما في. في عنا مخزن عدس في تل الزعتر، كنا نسلقه سليق بدون ملح أو زيت فقط سليق ونأكله. بعض الناس صاروا يطحنوه ويعملوه خبز، مع انه مر بس حتى ناكل... كان واحد عنده نص غرفة مليانة تمر، كنا ندور وين في خبز عشان نطعمي الأولاد، يوم رحت عنده فما لقيته، خلعت الباب ولقيت 12 كيس تمر. أخذت واحد وحطيتو على كتفي وسكرت الباب وطلعت. رحت عالملجأ. الناس مش شاربة شاي من شهرين. لما فتت وزعنا لشي عشر عيل شوية تمر، وقلتلهم اليوم بدكم تشربو شاي! قالوا من وين؟ لا في شاي ولا سكر! قلتلهم هاي حبة التمر بتحطوها بتمكم وبتشربو الشاي. وقعدنا اسبوع نشرب شاي مع التمر. مرتي كانت تشتغل بفرن لفتح، يطلعلها نص رغيف، كنا نقسمو بين أربع ولاد، كل واحد لقمة. في يوم قلتلها يا إم عادل الولاد رح يموتوا. مرة أخوي أحمد عندو بنت كانت بالجبهة، قلها جيبيلنا شوية خبز حتى تاكلوا. ما راحت والا قالولنا إنضربت عالطريق. رحت جبتها أنا ومرتي ودفناها دغري. ما راحت عالبيت: في متجر حد الفرن، بحشنالها شي نص متر ودفناها».
نفد الأكل والماء وحتى ذخائر المقاتلين المدافعين عن المخيم. القتلى يسقطون بالعشرات وامتلأت الملاجئ بالتوابيت، وبات هم الأهالي كيفية انقاذ الأطفال. انقطع التواصل مع الخارج، وبات المخيم أشبه بجزيرة لا يأتيه من الخارج إلا القذائف. كان الحصار المحكم منظما. ويشرح حسين عيادي عن تجربته في جلب الماء من البئر التي كانت هدفاً للقناصة:
«كنا لما نعبي مي نعيّن الساعة 2 بنص الليل. بيكونوا نايمين. قلنا هني بشر ما بينعسوا؟ فى بير بعيد ومكشوف. كانت المره تروح لهونيك. قلتلها هالمرة أنا بدي أروح عنك. أخذت الحبل ورحت، ميت ويلاه وصلت للبير من شدة القصف، وأنا عم بنشل مي، علق السطل تحت. وأنا عم بشد فيه ولا جاي مره كردية قالت شو؟ قلتلها أعطيني سطلك أشد سطلي هاظ. ما أخذت السطل منها ولا تيجي فيها رصاصة. قالت أخ وصارت نصها تشد بالحبل قامت نزلت بالبير. لما شفت هيك قلت كنو القناص معين هون، قمت دشرت السطل وفليت».
بعد خمسة وخمسين يوماً أدرك الأهالي أن نهاية المخيم آتية لا محال، خاصة بعدما سقط جسر الباشا والكرنتينا. وفي صباح يوم خميس تجمع حسين وأهله وأقاربه وتوجهوا الى الدكوانة. وكانت المغادرة على دفعات، فأضاع كثيرون بعضهم على الطريق. أعار شقيق حسين ابنته الصغرى لحسين كي لا يراه عناصر الكتائب وحيدا فيقتلوه. وفي هذه الأثناء دخلت عناصر الكتائب وحزب الأحرار وحراس الارز الى المخيم، وكانوا يسيطرون على جميع الطرق المؤدية اليه بحيث لا يفلت منهم أحد. وهنا يكمل حسين عيادي شهادته:
«كانوا عاملين عالطريق كمين. والمسؤولون كانوا كل اثنين يروحوا من طريق عشان ما نظل مع بعض، إخواني راحوا وضوعنا بعض. كل عشر امتار قتيل. أنا كنت حامل البنت زي واحد سكران وماشي. في واحد كان معو بارودة (من المقاتلين اليمينيين) كان بدو يطخنا فصاب الزلمة. قامت إجري زلت (زحطت) عالممر ففلت الصباط من إجري ظليت ماشي ما حكي معي. بعدين كملت عالشارع، في شخص إسمو ممدوح أبوه من البداوي. كان بالهلال الأحمر لابس جاكيت بيضاء وحاطط تحت باطو كيس ورق. وصلنا عالكمين قالوا أهلا وسهلا بالدكتور! عامل حالك دكتور؟ قلّو دخيلك أنا ما دكتور، أنا شغيل. قلّو قرّب! حطّو حوالي 5 أمتار أشار إليه بالبارودة حتى صار بزاوية البناية وقتلو. وقع شي متر لورا. أنا ماشي.. بعدين قالولنا: قولوا عاش شمعون. نقول زي ما بدهم. مشيت. قلت بدي أطلّع وين وقع الزلمة، ولا كوم بنادمين مرمى عليهم. مشيت والبنت كامشها. في واحد لقدام كمين ثاني، لقيت مره كامشه مسدس بتقول: ولله محل إبني غير عشرة. إجا زلمي قدامي أحمد حميد، قالتلو أهلا أهلا إنت بتبيع أواعي؟ انت اللي كنت تيجي تبيع أواعي. صار يترجاها. قالتلو صف على جنب. قام صف وحط ايده على الحيط وقوصتو. واحدة ثانية إجت وحاملة مدقة كبة ضربته على راسو من ورا فطرق راسو بالحيط. قالتلنا كلكن بدكن تتفرجوا عليه. ظلت تضرب فيه بمهدة الكبة لحتى مات. قالت هذا محل إبني. بدي بعد تسعة. بعدين قالت روحوا يلعن أبوكوا. ويبزقوا علينا. ظلينا ماشين لوصلنا على ساحة الدكوانة».
كانت نقطة التجمع في مدرسة الدكوانة المهنية (الفندقية) على أن يتكفل الصليب الأحمر بنقل أهالي تل الزعتر الى بيروت الغربية. وبينما الأهالي ينتظرون يصف حسين بعض ما جرى هناك:
«قالوا يالله تعوا إطلعوا وتفرجوا على الزعيم تبعكم (علي سالم). طلّعوا الناس عالسّاحة: كانوا رابطينو من سيارة لسيارة، وشلخوه شلختين. وبعدين بس طلعنا صاروا يشدوا ناس: ياخذوا واحد من هون ومن هون. الناس تترجاهم، كل واحد طويل أو كان ناجي ومتخبي بين النسوان، رجعوا أخذوه. ظلينا هيك لإجت السيارات، صاروا يسبونا ويبصقوا علينا».
تتقاطع رواية حسين عيادي في هذا المشهد مع شهادات على لسان القتلة يظهرها شريط فيديو أعده المنفذون ونشروه على شبكة الانترنت. يعلق الراوي على صور الشاحنات التي تحمل اللاجئين مبرراً المجزرة بقوله:
«ما كان فينا نعمل غير هيك... لو ما حملوا سلاح بوجهنا ما كنا حملنا سلاح بوجهن، ولو ما عملوا متاريس وداروا رشاشاتهم صوبنا، ما كنا قوصنا عليهم. مش نحنا الموجودين عندهم انما هني اللي كانوا موجودين عنا، ومش نحنا اللي حرقنالهم بلادهم، انما هني اللي حرقولنا بلادنا. وبالرغم من كل اللي صار، طبقنا الأعراف الدولية واحترمنا الأنظمة العالمية وإجا الصليب الأحمر ونقلناهم من تل الزعتر... وبنطمنكم انو بكرة رح نعمل بغير تل الزعتر مثل ما عملنا بتل الزعتر. ورح ننقلهم من كل أرض لبنان.»
تظهر مشاهد الجرافات التي بدأت جرف المخيم على الفور وتسويته بالأرض. ثم يختتم الفيديو بمشهد السيارات وهي تدور بالأهالي في الساحة، لكن حسين عيادي يتابع رواية ما لم تصوره الكاميرا آنذاك فيقول:
«إجا نصيبي بسيارة. أخذونا من سن الفيل. يزتّوا علينا سطول الزبالة من البرندات، ويبزقوا علينا.. إهانات، ويسبونا مسبات ثقيلة. وكل 100 متر واحد مقتول مزتوت عالشوارع طول الطريق.. لوصلت عند اوتيل ديو. حد طرمبة بنزين كانوا هناك عاملين حاجز. قلت هون ما عاد في شي! قالوا يالله انزلوا عالطرمبة في تفتيش. فتنا عالطرمبة، مطرح ما بيغسلوا سيارات، وبلشوا يقوصوا على إجرينا. قالولنا: إمشوا الحيط الحيط. نمشي الحيط الحيط صف واحد. يسبوا علينا يقولولنا: يا عكاريت. إعملوا طابور زي ما كنتوا تعملوا طوابير. في الطرمبة مكتبة. واحد واقف هناك، كان معي شي 10 زُلم ، وكلهم معهم ولاد. وأنا كنت بالنص وفي خليل الطبش وغيره معي. قال يالله ولاه.. تعي ولي خذي الولاد من هون. إنت عالمكتبة. روحي من هون على ياسر عرفات تبعكم. إجا دوري. أنا بوصلتي لعندو وصلت شاحنة مليانة. إلتهوا فيها يالله إنزلو.. إنزلو. إتطلعت عالمكتبة من الطرف الثاني، كان الحيط مهبط وما في حدا. هو ملهي بالناس. قلت لأروح مع النساوين، إذا طخني زي بعضها. مشيت مع الأولاد. الله عمى قلبو. ما مشيت 10 امتار أو أكثر، ولاّ إلتقيت بمره. صارت تترجاني. خفت الزلمة يناديلي. قالتلي بدك تشيل الزلمة. ما حدا طلع غيرك. وحطتني أمام أمر واقع. قلتلها طولي بالك وأنا بحملك إياه، بس روقي شوية. أعطيتها البنت وأنا نزلت تحت الرصيف وشحطناه. الزلمي صحتو مليحة: ناصح، بس مشلول. وأنا ما فيني أشيل 10 كيلو. حملتوا ومشيت. وكانت الناس تقطع لصرنا قريب عالمتحف، عند سكة الترين. كانوا يقطعوا الناس، لوصلت أنا. قالوا بس اللي بيقطع رح نقوصو. نزل الزلمة وأعطتني البنت، بقينا نص ساعة. بعدين إجوا شي 15 واحد وصاروا ينقوا شباب من بين الناس ويصفوا اللي طلعوا على جنب. شوي ولا جاي مرة حاملة بنت صبية والدم عم ينزل من إجريها: مصاوبينها بإجريها، وقالت لواحد منهم اللي كانوا على الطريق: يا خالتي خليني أقطع بهالبنت. قلها شو كاينة بالحرب؟ قالتلوا لا كنا بالطرمبة وتصاوبت.. صارت تترجاه: الله يخليلك شبابك. قلها: روحي، بس إذا تقنصت ما دخلني. قالتلو: بسيطة ولا يهمك، بس خلينا نمر. بهذيك الفترة كنت أتطلع: عاملين متاريس على السطوح والبرندات على جنبنا. وكل ما يجي ولد طويل ياخذوه صوب اوتيل ديو وهذاك وجه الضيف. إجتني فكرة قلت للمرة شفتي المرة اللي قطعت ببنتها؟ قلتلي شفتها. قلتلها خلينا أحمل الزلمة بلكي قطعنا فيه. قالتلي لا. وصلتلي إياه لهون خلص يكثر خيرك، بعد علي شوي بقطع فيه. صرت أترجاها زي ما كانت تترجاني. عنّدت. أنا كان عمري شي 30 سنة، بعز شبابي. النسوان اللي جنبها صاروا يقولولها: هلق رح ياخذوه. أقنعوها. خليه يوصلّك اياه. بلكي بحسنتو بيطلع هالزلمة. قد ما نقّوا عليها النسوان، المرة لانت. قالت معليش. وكيف بدّك تشيلو وتشيل البنت؟ قلتلها: خلي البنت معاكي وإذا طلعنا طيبين، مصيرنا نتلاقى. قالت طيب وقبلت. الزلمة مشلول خالص وكبير بالعمر وما كان قصدي أقتل زلمة أو أعوره، قلت هلق إذا شافوني زلمة، بدهم يقنصوني أكيد.. لان هديك المرة نفذت لإنها مره. بس أنا لإني زلمة بدهم يقنصوني. قلت إذا بقنصوني بتطب بالزلمة على ظهري، بكون وصلت نص الطريق وبزحف للجهة الثانية ورا الدبابة اللي بوجهي. والله مشيت بالزلمة.. ربك حميد ما صار شي لورا الدبابة وقمت نزلته. وقام الزلمة نزل تحت بالقناية عاملينها عشان يفوتوا عالدبابة. طلع علي واحد سوداني وصار يشبّرلي ليه دبيته. قلتلو أنا ما دبيته... وبعد شوي جاي اسعاف.. حطونا فيو وعالغربية أنا والزلمي».
قصة حسين لم تــنته، فبـــعد قرابة 31 عاما على مجرزة تل الزعتر تكررت مأساته مع مشـــوار جديد من الألم عندما اندلعت الحرب بين «فتح الاسلام» والجيش اللبناني عام 2007 حيث دُمر منزله وبقية منازل المخيم تدميراً كليا من دون أن يكون لهم في هذه الحرب ناقـــة أو جـــمل. وما زال حســـين عيادي ينتظر إعمار منزله بعد 5 سنوات على تدميره تماما مثلما ينتظر ضحايا مـــجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا العدالة.

* باحث فلسطيني مقيم في لبنان.
 3-
على الهامش :
وصلتُ الى لبنان في 22/7/1976 مع مجموعة من المقاتلين المتطوعين مُحملين بالعتاد والمواد الطبيّة عبر رحلة طويلة كتبت عنها سابقا ....
جرى تجميع معظمنا مع آخرين من مُقاتلي كل التنظيمات الفلسطينيّة واللبنانيّة الوطنيّة في منطقة عرمون الجبليّة المُطلة على بيروت من جهة المطار وخلدا لنكون على أُهبة الاستعداد للتدخل لإنقاذ اهلنا في تل الزعتر ...
ومع إشتداد الحصار رأت القيادة ان لا جدوى من المحاولة لان المخيّم ساقط من الناحيّة العسكريّة ولأن الجيش السوريّ الذي كان يقف مع المُحاصرين للمُخيّم قد يستدرج القوة الفلسطينيّة اللبنانيّة الموحدة الى مواجهة عسكريّة معه كانت القيّادة لا ترغب بها في ذلك الوقت املاً في تحيّيد الجيش السوري وهذا نفسه كان الموقف لاحقاً من معركة الجبل حين انسحبت القوات الفلسطينيّة واللبنانيّة قبل إنتهاء الانذار الموجه من قيادة الحيش السوري للقوى بإخلاء الجبل بساعات معدودة ... 
يوم سقوط تل الزعتر لم اتمالك انا ومجموعة من رفاقي الوضع وغادرنا موقعنا الى مخيم شاتيلا في بيروت حيث مكتبنا الرئيسيّ يقع هناك وعلمت هناك انه يجري تجميع الناجين من المخيم في منطقة بئر حسن والمدينة الريّاضية ويتم توزيعهم من هناك على المخيّمات الفلسطينيّة ...
وصلت المجموعة الاولى الى المكتب وكاد يّغشى على من كانوا هناك من هول المنظر....
شيّوخ عجزة ونساء واطفال دون ال 12 من عمرهم هم فقط الناجين من المذبحة وقد بانت عظامهم بعد ان ذاب ما يكسيها من هول الحصار والمجاعة وقلة الدواء والطعام والشراب ...
حين قدمنا لهم الطعام ...اذكر انني لاحظت ان اغلبهم اكل بكلتا يّديّه وكأنه يأكل للمرة الاولى في حيّاته 
لاحقا تم إسكناهم واحضرناهم الى المستودعات لاخذ ما يلزمهم من فرشٍ كان قد تم جمعه خلال الحرب ...
لم يأخذ احداً منهم اكثر من فرشة وبطانيّة ومخدة رغم توفر الكثير من المستلزمات التي تحتاجها اي اسرة تبدأ حياتها من الصفر...
بعدها تحول اسم الكتيبة من الكتيبة المشتركة لفك حصار تل الزعتر الى الكتيبة المشتركة للانتقام لاهل تل الزعتر ...
غادرت الكتيبة انا ورفاقي على الفور لقناعتنا ان من يّريد الانتقام او فك الحصار لا يّشكل كتائب موحدة ويّلزمها باتفاق على ايّ خطة عمل لكل القوى المشاركة بالكتيبة ولا تسألوني عن عدد تلك القوى فلم أعد اتذكر الرقم من كثرتها ...
التحقنا فورا في موقع متقدم على خطوط التماس مع القتلة حيث الرد لا يلزمه اخذ موافقة من احد ... حيثّ الاشتباكات والاحتكاك على مدار الساعة والجبهة لا تهدأ ...هناك كان الرد
يوسف 19/12/2012