التسميات

الجمعة، فبراير 18، 2011

يا مصرُ مصرَ الشعب ِ، لا غاياتـُه تـَفـنى، ولا خطوَاتـُه تـتـقهقرُ


يا مصر ُ تستبقُ الدهورُ وتعثـُرُ
والنيلُ يزخرُ والمِسلـّة ُ تـُزهرُ
وبَنوك ِ والتاريخُ في قصبيهـِما
يتسابقان ِ فـيُصهرون ويُصهرُ
هذا الصعيدُ مشتْ عليه مواكب ٌ
للدهر ِ مثقـَلة ُ الخـُطى تتبخترُ
في كل ِ مُطـّرح ٍ وكل ِ ثنية ٍ
حجر ٌ بمجــــد ِ العاملين مُعطـَّرُ
يهزا من الأجيال في خطراتها
'الكرْنكُ' الثاوي بها و 'الأقصُر'ُ
مشت القرونُ متمـِّمات ٍ، سابقٌ
منها يُحدِّ ثُ لاحقا ً ويُخـَبـِّرُ
يَصلُ الحضارة بالحضارة ما بنى
فيكِ المُعـِزّ ُ وما دحى الاسكندرُ
وتناثـَر ُ الجمراتِ حولـَك، نابغ ٌ
يقضي ، وآخرُ عبقريّ ٌ يظهرُ
ووسِعت ِ أشتات الفنون ِ كأنها
فلكٌ يدور ُ وأنت انت ِ المحورُ

يا مصرُ مصرَ الشعب ِ، لا غاياتـُه
تـَفـنى، ولا خطوَاتـُه تـتـقهقرُ
يا مصرُ مصرَ الأكثرينَ، ولم يزلْ
في الشرق يرضخ ُ للأقلِّ الأكثرُ
وهُنا، وثمة، لا يزال ُ مُـنـَعّم ٌ
أشِــرٌ بنـِعمة ِ خالقيه ِ يَكْـفـر ُ
هذا السوادُ أعزُّ ما ضمّتْ يدٌ
للطارئات ِ، وخيرُ ما يُستذخـَرُ
مُدّيه بالعيش الرخيِّ فلم يكنْ
ليصونَ حُكما، جائعا ً يتضوَّرُ
يا مصرُ ليس بمنقذ ٍ أوطانـَه
حَرجُ الفؤاد ِ، ولا عديمٌ معسرُ
يا مصرُ والدنيا يَعـِنُّ مخاضُها
والأمرُ يُفجـِئ ُ، والفـُجاءة ُ تـَغدُر
وخـُطى الشعوب ِ سريعة ٌ، وأمامَها
دنيا بما تبني الشعوب ُ تـُعـمَّرُ

يا مصرُ إنّ الرافدين لجـِذوة ٌ
لو أن ماء ً جذوة ٌ تتسعر ُ
إنـّا إذا أنَّ الجريحُ بأرضكم
ناغاه مجروح ٌ يئـِنّ ُ ويزفرُ
وإذا استقى نـَخبَ الجهاد ِ شهيدُكم
فله هناك مهللٌ ومكبرُ
وإذا تفجَّـرت العروقُ كريمةً
سالتْ عروق ٌ جمـَّة تتفجرُ


يا مصرُ مصر َ الأكثرين َ تحية ٌ
من جُرحيَ الدامي أعفّ ُ وأطهرُ
إنـّا وأنتم ْ في خِضَمّ ٍ واحد ٍ
موجُ المصائبِ حولـَنا يتكسرُ
ولنا غريمٌ في السياسة ِ مارقٌ
مَـذِقٌ، يَـكيلُ لنا الوعودَ ويغدرُ
يستاق كلَّ طريدة ٍ ويُبيحها
ويجيء ُ كل َّ جريرة ٍ ويُبرّرُ
هو ذلك الدجّالُ يلبس، كاذبا ً
ريش النعامة وهو ذئب ٌ أمعرُ
هو مَـنْ عَر ِفتَ (بأرضِكـُم وبأرضِنا) (الأصل: 'بدنشواي'ومثلـُها)
ألف ٌ تـُداس ُ بنعلهِ وتـُحقــَّرُ

هو من بـَلونا، ليت أن َّ بلاءنا
حزُّ الرقاب ِ أو الوباء ُ الأصفرُ
.

الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
فبراير 1951...قصيدة عمرها 60 عاماً

هناك تعليقان (2):

  1. صديقي يوسف

    إسمح لي بإن أسميها نبوءة وليست قصيدة

    لأنها تشرح واقع اليوم
    كأنها كتبت اليوم وليس منذ ستين عام

    خـُطى الشعوب ِ سريعة ٌ، وأمامَها
    دنيا بما تبني الشعوب ُ تـُعـمَّرُ

    خطى سريعة نحو النصر والحرية
    لكنها ثابتة مدروسة راسخة

    أعجبني الجومع هنا في كلمة "شعوب"
    لان الامر لن يمر بمصر وينتهى
    بل من تونس ومصر البداية
    ومن بعدهم ألف حكاية وحكاية

    أشكر مختاراتك المتميزة

    ردحذف
  2. زينة الصبايا

    الله يرضى عليكِ ويسعدك

    وجودك الدائم يسعدني

    وان شاء الله قريبا تستكمل الشعوب العربية ثورتها وتسقط كل الطغاة

    دمتِ بخير

    ردحذف