التسميات

الأربعاء، أبريل 06، 2011

مسيرة ألألف ميل....خطوة ....خطوة





يوسف العزيز
هذه رسالتي لك وانا ادرك مدى حاجتك لها الآن
فانت الآن على مُفترق طريق كما وفي كل محطة مهمة من حيّاتك
وانا أدرك شح الصديق الصدوق هذه الأيام لذا كان عليّ لزاماً ان اكون معك صريحاً وواضحاً واشرح لك من جديد رغم كبر عُمرك وتجربتك الطويلة وخبرتك المُتعددة الخطوات الاولى لبدء مسيرتك من جديد قد تكون مشاغل الحيّاة وهمومها قد انستكَ إياها  .
دمت بخيّر
صديقك الذي لن يتخلى عنك ابداً...
يوسف

أول خطوة على طريق البداية 
ان تعرف اين تقف؟

ان تعرف اين تقف؟ وان تترك صغار المشاكل جانبا وتتفرغ لكبارها وان لا تحاول حل مشاكلك رزمة واحدة لانك لن تُفلح في ذلك.....وعليّك وانت تحاول حل كبارها ان تقتنع بالنتائج حتى لو كان هنالك خسارات المهم ان تكون أقل الخسائر المُمكنة....لانك لن تربح كل معاركك وانت مُنهك والاسهل هزيمتك لذا عليّك ان ترضى بالخسارات طالما ستعطيك فرصة  لإعادة التقاط انفاسك ووقف الانهيّار والتدحرج باتجاه قاع الوادي  للوصول الى مرحلة التوقف والهدوء  وعلى ارضٍ ثابتة وهي وقف حالة التوقف والتدحرج من على الارض المُنحدرة قبل أن تبدأ من جديد مسيرة الالف ميل  نحو بلوغ القمة مرة اخرى وتعويض الخسارات مهما كان نوعها والخطوة الثانية هي مُراجعة الذات ومعرفة وتحليل الاسباب التي ادت الى الانتكاسات التي مررت بها واخذ العبر واستخلاص النتائج وهذا سيكون مُفيدا جدا خاصة وانك قد تكون قد انجزت الخطوة الاولى وتقف على الارض الثابته والصلبة مما يساعدك  في التفكير دون تشتيت ...عليّك أن لا تستعجل التحرك والبدء من جديد قبل انجاز الخطوة الثانية حيث ان الخطوة الثالثة تعتمد اعتمادا كليا على الخطوة الثانية كما كل الخطوات فكل خطوة تعتمد على الخطوة التي قبلها ونجاحها مرتبط بنجاح ما قبلها والخطوة الثالثة هيّ وضع الخطة والبرنامج واهداف التحرك من جديد والآلية التي ستعتمدها لتنفيذ التحرك


الخطوة الثانيّة...وقفة امام الذات ...مراجعة وتحليل وتقيّيم

وقفة صادقة ومُصارحة امام الذات تتضمن إعادة للشريط دون مونتاج ودون تجميل ولا مجال للمُبررات ومحاولة الالتفاف عن الحقائق والاخفاقات وتصويرها على انها انجازات.
اكبر عدو للانسان هو نفسه عندما يحاول ان يُّصور لذاته اخفاقاته على انها انجازات وعلى انه لم يكن بالامكان افضل مما كان وانه اكبر من كل وقفات التقيّيم والمُحاسبة.
المُراجعة والتحليل والتقيّيم تتضمن الاعتراف بالهزيمة في بعض المواقف والاعتراف بالخسارات وهيّ عادة ما تكون نوعان خسارات انسانيّة ( معنويّة ) وخسارات ماديّة والخسارات الانسانيّة لا بد منها بعد كل وقفة ذاتيّة وبعد كل محطة من محطات حيّاتك وهيّ خسارتك لبعض من هم قريبون منك مهما كانت الصفة التي يحملونها قبل اسمائهم حتى تتمكن من التحرر قليلا ومحاولة البدء من جديد وهناك نوعان من الخسارات الانسانيّة ...الاولى مجموعة ممن حولك ومن كان لهم سبب مباشر في انزلاقك وتدهورك عن قصد منهم وسوء نيّة...عليّك ان لا تحاول ولا تقبل ولا باي شكل من الاشكال ان تجد او تقبل لهم مبرراً وعليّك قبل الانطلاق من جديد ان تتخلص منهم وبشكل نهائيّ على ان تبقيهم ضمن دائرة مُتابعتك ومُراقبتك لتُحركاتهم خلال خطواتك للتحرك من جديد ولا تئتمن لهم جانباً فمن طعنك في ظهرك مرة لن يتوانى عن طعنك مرات عديدة اما المجموعة الثانيّة وهم من تشعر بانهم ساهموا بتدهورك عن حسن نيّة منهم ولجهل منهم... عليّك ان لا تُعاملهم كمن تعمد ايذائك وان كان الانطلاق بدونهم سيّريحُك من الحمولة الزائدة مؤقتاً وسيُّخفف عنك الكثير من المُعيقات والمطبات التي ستواجهك طالما هم الى جانبك في رحلة العودة وافضل لك ولهم ان تنطلق وحدك اولاً وتُبقيهم ضمن دائرة تفكيرك وتلحقهم بك لاحقاً وانت في وضع افضل ومكان اكثر استقراراً من قاع الوادي.
الخسارات الماديّة يّمكن تعويضها كُليّاُ او جزئيّا وعادة لا يّمكن الجزم بأن خسارة ماديّة هنا او هناك قد تقلل من شأن نجاحك مرة أُخرى في الصعود الى القمة فالقمة كانت ولا زالت ليست مجرد ارقام وخانات بقدر ما هيّ مُحصلة عامة ومفهوم اوسع واشمل للنجاح وعلى كل الاصعدة .
وعليّك ان تتذكر دائماً  ...
انك إذا فقدت "قمة".. 
فهناك دائماً غيرك قد أوشك أن يصل اليّها

 
 
لخطوة الثالثة وهيّ وضع الخطة والبرنامج واهداف التحرك من جديد
والآلية التي ستعتمدها لتنفيذ التحرك
الهدف النهائي هو الابتعاد عن قاع الوادي 

بعد ان تكون قد انجزت الخطوة الثانيّة تكون قد وضعت قدمك على بداية الطريق صعوداً لذلك قبل ان تتحرك عليّك ان ترسم لنفسك خطة طموحة طويلة الامد في تفاصيلها خطط مرحليّة بحيث تنتقل من مرحلة الى أخرى وبعد انجاز كل مرحلة لا بأس من التوقف قليلا والتقاط الانفاس وعمل تقيّيم للمرحلة التي اُنجزت ما لها وما عليّها حتى تتحاول تفادي المطبات لاحقاً في المراحل الاخرى قدر الامكان وتذكر دائماً ان
الخطوة الأولى .. هي الأصعب دائمًا وانتَ قد انجزتها

ويجب ان تضع نصب عيّنيّك ان الهدف الرئيسي للتحرك هو مُغادرة موقعك قي قاع الوادي وليّس الوصول الى القمة لانك لن تجد يوماً تعريفاً واضحاً ومُحددا للقمة وهذا يُسهل عليّك ان تشعر دائماً بالراحة وبانك تتقدم وتحافظ على معنويّاتك عاليّة وكلما ابتعدت عن القاع تذكر انه
 لن يصعب عليك بلوغ ما تريد، مهما بدا لك مستحيلاً، فقط كن ذا عزيمة، وإرادة، وإصرار، ومن قبلهم تسلح بالإيمان والصبر والخبرة التي اكتسبتها خلال مشوارك الطويل
عليّك ان لا تنظر كم بقى الى ان تصل القمة وبدلاً من ذلك عليّك النظر كم ابتعدت عن القاع لان المهم ان تصل الى مكانِ اكثر راحة وامان من القاع حتى لو لم يكن القمة التي حلمت بها يوما  وقد لا تصل اليها ابدا وذلك لا يعني الا انك نجحت بإمتيّاز بالابتعاد عن قاع الوادي وحققت هدفك الرئيسيّ ومع كل خطوة تخطوها تذكر  ان
لا تستصغر من جُهدك شيئًا .. 
وأن نُقط الماء حين تتجمع ..تملأ الوادي سيّولا

ولا تنسى ان عيّوناً كثيرة تنظر إليّك وتُتابعك وكُلها امل في ان تَبلُغ هدفك وعيّون أُخرى لا يُّسعدها إلا ان تراك مُجدداً تتدحرج سقوطاً المرة تلو المرة الى اسفل الوادي.



يوسف
06/04/2011

هناك تعليقان (2):

  1. صباح الخير
    شكرا لانك ادرجتهم معاً هكذا ...لتتم الفائده ولسهولة مراجعتهم
    تقبل مني ان اضيف نقطة:
    المرونه في التعامل مع المستجدات التي تعيق خططك او الظروف الطارئه التي تجبرك على التأخر قليلاً في خطواتك...
    ان لا نجعل من احباطاتنا اليوميه سبباً للتوقف عن انجاز خطوه او هدف نسعى اليه.

    ردحذف
  2. صديقي و أخي يوسف
    أشكرك للسلسلة الممتازة
    قرأت ال"خطوة" الأولى و لم أعلق حينها بانتظار التتمة
    كلامك عقلاني و متسلسل بطريقة فعالة
    تحديد الأوليات و عدم محاولة حل كل شيء دفعة واحدة هو أساس مهمّ بكل تأكيد
    و تقبل أن هناك خسائر على طول الطريق و الاستفادة من ذلك شيء حيويّ كذلك
    و التقييم المستمر ينبئك بمستوى التقدّم
    و كما ذكرت؛ فإن البدايات هي الأصعب، في كل شيء و لكن ما إن تبدأ فلا مسار إلا للأمام :)
    أحب أن أؤكد على أن هناك من سيثبطون من عزيمتك "جهلا ً أو قصدا ً" بل و من سيحاولون وضع العراقيل... يجب الانتباه لهم و جعلهم ضمن عملية التقييم المستمر

    فقط أحبّ أن أضيف بأن المفاهيم من هذه الشاكلة سهلة القبول صعبة التطبيق
    و كثير من أسباب النجاح فيها ينبع منا نحن، من داخلنا و ليس من الظروف المحيطة -و إن كان لهم تأثير بطبيعة الحال-
    فالعزيمة + التركيز و كذلك اتباع الطرق الأنسب و الأكثر مواءمة للموقف تشكل خلطة الوصول للقمة
    و هي السبيل
    شكرا ً لك

    ردحذف