التسميات

الخميس، أغسطس 25، 2011

الفصول.... سمير عطا الله

كنت قد اعدت نشر بعض تدويناتي القديمة خلال الفترة السابقة محاولا إبقاء التواصل مع مدونتي ومعكم اصدقائي خلال الشهر الكريم خاصة وان اكثرنا كان بامكانه القراءة اكثر من المشاركة تدوينا او تعليقا.....

اشكر كل من مر على مدونتي وخاصة اللذين شاركوا معلقين واعتذر منهم انني لم اتمكن من الرد عليهم  وان كنت اعتز وارحب باصدقائي وصديقاتي جميعاً وأخصُ هنا بالذكر الجُدد المشاركين من خلال تعليقاتهم على تدويناتي القديمة

وبما انني اعدت نشر بعض تدويناتي ....أُنهي مع الاقتباس الذي طالما شعرت كلما قرأته انه يتحدث عني في الكثير مما كُتب...مع الفصول...للكاتب سمير عطا الله


الثلاثاء، ديسمبر 28، 2010


الفصول .... سمير عطا الله




بلغت السن التي قال والدي إن المرء يبلغها ذات يوم. لم يحدد العقد ولا السنة على وجه الضبط، لكنه قال لي غداً، عندما تكبر سوف يضايقك أي شيء. إذا فتحت الريح الباب سوف تتبرم. وإذا أغلقته سوف تتذمر. إذا انخفض صوت محدثك لن تسمع ما يقول، وإذا ارتفع سوف تتوتر.
أكتشف اليوم أن الحرارة خانقة والبرد سريعاً ما يصيبني بالبرد. أتعب في الجمع وأحزن في الوحدة وأرتعد من العزلة. أحب الهدوء وأعرف أن بعض الفرح يدور في عالم الصخب. أتعب سريعاً من قراءة الأشياء المعمقة، لكنني لا أقوى على قراءة الخفة. إلاَّ أنني أعرف أن الأشياء لم تخلق من أجلي وحدي. لا حركة الفصول، ولا طباع الناس، ولا أذواقهم. ولذا أعود دائماً إلى قراءة الأشياء التي أحببتها، وأتذكر دائماً الناس الذين أحبهم. ولم تعد لي أحلام سوى بسيطها. حديقة بيتي، أو أي حديقة أخرى. كل حلم آخر هو من أجل ابنتي وابني. أحلم لهما بوطن هادئ ومواطن هادئ وشعب غير متعدٍ. ثمة متسع في هذه الأرض لأحلام الجميع. أحلم لابني وابنتي بأصدقاء مثل أصدقائي لكن بزمن أفضل من زمني. وأتمنى ألا يخطئا في حق أحد. وأن يدركا مبكراً أن الوقوف عند الصغائر، صغائرهما أو صغائر الآخرين، هدر للوقت في دمنة الوقت لا في طاحونته.


لا أدري كم هو عدد السنين والأشياء التي ندمت عليها. كثيرة جداً في أي حال. لكن أكثر ما ندمت عليه أنني نزلت من شجرة المحبة إلى حفرة الثأر. كل كلمة كتبتها انتقاماً لنفسي هي كلمة ليتها لم تكتب، وفكرة ليتها لم تخطر، وعيب لا يقل عن عيب المسيئين. لكن الفصول لم تخلق من أجلنا وحدنا. وفي عمري تتعب كثرة البرد وقلته، وكثرة الحر وقلته، وكثرة الطعام وقلته، وكثرة الملح وكثرة الحلو. وللأسف ليس هناك فصل جُعل ورتِّب وقيس على هوى ارتفاع الضغط وانخفاض السكر. لم أتطلع يوماً إلى الذين سبقوني وتخلفت عنهم. تطلعت دوماً إلى الخلف وشعرت بعطف شديد على من تخلف. لا الذين أمامي أشعروني بالنقص، ولا الذين خلفي أشعروني بالغرور. فأنا سعيد في مكاني ونادم فقط على ضياع الوقت. كان حظي رائعاً بمن عرفت من خيرة الناس، ولا بأس بالقليل من سوء الحظ على الطريق. فما هي عثرة أو حجر، أمام هذا الأفق؟ وندمي واسع لكنه طفيف. إخفاقاتي كثيرة وخطاياي قليلة. وأكثرها بلا وعي وبلا قصد وبلا معرفة. ولا علاقة لواحدة منها بضميري. السذاجة ليست خطيئة. لكنها مدعاة للندم في أي حال. كان المازني يقول إن ثمة شرطياً يطارده في كل مكان، هو ضميره. وأعتقد أنه كان يقصد أن ثمة شرطياً كان يحميه. يتعبك الضمير من شدة حرصه عليك.

منقووول...
لمعرفة المزيد عن كاتب السطور رجاءاً اضغط على ...  سمير عطا الله

هناك 4 تعليقات:

  1. هو فصل من حياتنا بالغيه بالغيه .. طريق نسير عليه كلنا ..

    مررت سريعا على تدويناتك السابقة وذلك لضيق الوقت ..

    أحببت أن أمر والقي التحية ..

    ردحذف
  2. سيدي
    صدق والدك .. وصدقت أنت
    الفصول كثيرة وتتعدد
    تمر علينا وعلى من حولنا وعلى الجميع
    من الرائع أن يكون لنا الضمير الذي نظن أننا نكرهه
    لكثرة ما يوقفنا عن عمل تلك الأشياء...
    سيدي
    كلماتك تنبض قوة وحكمة
    سعدت بقرائتها

    ردحذف
  3. مساء الخير
    الله يعطيك العافيه ابو عمر...ايضا احب هذا الموضوع واجده يصفني بدقه في كثير من المواضع ...
    وان كنت اجد ان تقلب الفصول لا علاقه له بالعمر ...قد يمر علينا اكثر من فصل واحد في اليوم حسب النفسيه والمحيطين.

    ردحذف
  4. ما أحكم القول واللغة
    لقد وقع على قلبي بترنيم عجيب
    أشعرني بالضعف وبالثقة
    قول يجعل المرء يخشى من التقدم إلى ما هو إليه مهرولا..
    قول فيه امتزاج الفكر والروح معاً
    حنين لما مضى
    وقناعة في الحاضر
    وأمل للمستقبل
    وليس هناك فصل مناسب
    لانها ليس هناك فصل يتناسب مع الواقع والحلم معا

    تحيتي لك أبي العزيز

    ردحذف