التسميات

الخميس، ديسمبر 01، 2011

الميدان ...هل يصلح لكل زمان


ميدان التحرير .... الذي عرفه العالم بأسره وشغل الملايين اياماً واياماً قبل ان يُسقط مُبارك واعوانه ويُّصبح رمزاً للحريّة يتغنى به كل عاشقي الحريّة في هذا العالم المسكون بالظلم والاستعباد
هل يصلح لكل زمان...؟

مهما كان موقفنا من الانتخابات البرلمانية التي تجري الآن في مصر والتي جرت قبل ذلك في تونس والمغرب وافرزت تلك الانتخابات التي يصعب التشكيك في نتائجها فوزاً ساحقاً للاحزاب التي ترفع شعارات دينية ...وانا أُصر على ذلك التوصيف لانها ليست احزاب اسلاميّة لانها لن تحتكر الاسلام لها....لان غالبيّة الشعوب العربية مُسلمة والذي انتخب تلك الاحزاب هم من المسلمين والذي انتخب من يُّنافسهم هم من المسلمين... والاسلام لن يكون يوماً حكراً على حزبٍ بعيّنه او جماعة ..
اقول ان تلك النتائج هيّ خلاصة توجه غالبية الشعوب للانتقام من العهود البائدة والتي ولت من غيّر رجعة . 

هل اذا ابتعدت تلك الاحزاب عن شعاراتها ومارست ما مارسها من قبلها في السلطة من تفردٍ واستفرادٍ وغلبت مصالحها الخاصة على مصالح عامة الشعب ...هل على المصريّين ان ينزلوا الى الميدان للإطاحة بهم ؟

لا اعتقد ذلك ... فما افزته الانتخابات وصناديق الاقتراع في انتخابات مقبولة من حيث النزاهة والشفافيّة وان كان يُّعيبها بعض الشوائب وعليّنا ان لا ننسى انها اول انتخاباتٍ حقيقيّة منذ 60 عاماً....لا اعتقد انه من الممكن تغيير نتائجها الا من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة ..


ليس من المعقول ان من فازوا بهذه الانتخابات وحصلوا على اغلبية الاصوات ان لا يُعطوا فرصة لتنفيذ برامجهم وإثبات قدرتهم على ان يكونوا صادقين مع انفسهم ومع شعاراتهم ومع من انتخبوهم والا فان صناديق الاقتراع هيّ من ستحاسبهم بعد ذلك.


الله يرحمه الراحل ابو عمار حين عاد الى الضفة والقطاع وأنشأ السلطة والحكومة الفلسطينية وبدأت سهام الانتقاد توجه للكثيرين ممن عادوا معه بعد ان اغرتهم السلطة والنفوذ وعاثوا في الارض فساداً ...كان يقول للشاكين من تصرفات الفاسدين ...
اصبروا قليلا فانهم اللحة الاولى للقدر الزفر

وهذا مثل فلاحي ...حيث كُن الفلاحات وبعد ان يتممن طبخهن ويذهبن الى النبع لغسل قدورهن ( الطناجر الكبيرة ) يقمن في المرة الاولى بلح القدر بالماء لتخليص القدر من الزفر الذي علق به ..
هل كُتب عليّنا ان نبقى طول عمرنا نلح القدر من الزفر ؟؟؟
سؤال ستجيب عليّه الايام القادمة ..


يوسف
01/12/2011


على الهامش :
تكملة لموضوع الامس
الاندلس ...مثالٌ حيّ على عدم المسؤوليّة

هناك 8 تعليقات:

  1. تحيتي ومودتي
    بالتوفيق والسداد

    ردحذف
  2. حبيبنايوسف
    تكملة حميدة
    نرجو المزيد من هذه الاحاديث التثقيفية الارشادية
    فلن نجد من هو افضل منك فى سردها وتسطيرها بقلم من نور
    الفاروق

    ردحذف
  3. (ليس من المعقول ان من فازوا بهذه الانتخابات وحصلوا على اغلبية الاصوات ان لا يُعطوا فرصة لتنفيذ برامجهم وإثبات قدرتهم على ان يكونوا صادقين مع انفسهم ومع شعاراتهم ومع من انتخبوهم والا فان صناديق الاقتراع هيّ من ستحاسبهم بعد ذلك.) يوسف

    هذه هي ...اذا كنا حقا نسعى للديمقراطيه ونريد تطبيقها ومستعدين ان نتحمل نتائجها فلا سبيل الا الانتظار فتره كافيه هي المده القانونيه في الدستور للمجلس التشريعي او الكرسي الرئاسي قبل ان نحكم على نجاحهم او فشلهم ...وان فشلوا وسلكوا نفس سبيل الحكام السابقين وكرروا نفس الاخطاء...فالميدان دوما موجود والشعب جاهز ومليان وصار عنده خبره اكبر.

    على الهامش
    اعجبني جداً ربطك ما بين الفتوحات الاسلاميه و حكم الاندلس سابقا وبين الوضع الحالي للجماعات الاسلاميه...

    صباحك فل وجمعتك مباركه

    ردحذف
  4. اعتذر لكم جميعا عن التاخر في الرد
    وكذلك التاخر في كتابة الجزء الاخير

    اليوم ستعود عائلتي من مصر
    بعد حضورها حفل تخرج ابني عماد من الجامعة بالامس

    دمتم بخير
    والقاكم دائما بخير

    ردحذف
  5. goulha
    مساء الخير
    شكرا على المرور والتعليق
    دمت بخير

    ردحذف
  6. الاخ والاستاذ فاروق
    مساء الخير

    اشكرك على كلماتك التي اجد فيها كل الدعم دائما
    اذا كان قلمي من نور
    فوجودك معنا هو الاروع

    دمت بخير

    ردحذف
  7. نيسانة
    مساء الخير
    والله يرضى عليكِ ويسعدك

    واضح انه كلامي كان صعب ومش الكل تقبله
    اشكرك على مشاركتك ومحاولتك تكملة وجهة نظري

    دمتِ بخير

    ردحذف
  8. بادءآ ذى بدء أسجل توافقى مع حضرتك بعدم التوصيف لتلك الأحزاب بالإسلامية ,,
    أما عن التساؤل:اذاما غلبت تلك الاحزاب مصالحها الخاصة على مصالح عامة الشعب ...هل على المصريّين ان ينزلوا الى الميدان للإطاحة بهم ؟
    أقول أننا نتدارك هالأمر بحيث لا نضطر للرجوع للميدان ونخسر ما خسرناه من قبل (رغم تحقيق نتائج إجابية أيضآ)
    وذلك بتحديد مدد السُلطة وتقنينها ,, مثل فترة تولى الرئاسة وفترة عضوية البرلمان ....الخ
    فكلما كانت المدة قصيرة -معقولة بالطبع- بحيث يظهر بها التغيير وأيضآ لا تُشعر المسئول انه أصبح مخلد ع كرسيه
    كلما أمكننا الصبر حتى الانتخابات اللاحقة ولكن اذا كانت الفترات كبيرة مع تفشى الأوضاع السلبية فمن المؤكد اننا سنعود للميدان قبل (خراب ملطى) لنُنقذ ما يمكن إنقاذه!!

    سلمت يداك أستاذنا الفاضل .

    ردحذف