التسميات

السبت، ديسمبر 25، 2010

هناء تسأل ؟؟؟.......................ويوسف يروي قصة من الواقع....اغرب من الخيال......2


الجزء 2

والدي الشيخ المعلم رحمة الله عليه كان يمثل الرجل العربي المسلم الملتزم والمنقتح على الجميع كيف لا وهو ابن الشيخ الازهريّ الفاضل والذي كان إماما للمسجد الكبير والوحيد في مدينة جنين في عشرينات القرن الماضي بعد عودته من الازهر الشريف ..هذا الشيخ الفاضل والذي قضى نحبه في العام 1948 اثناء الحرب الاولى وتلك قصة اخرى ترك في والدي اثرا كبيرا فوالدي رحمة الله عليه تخرج من المعهد الصناعي في حيفا في العام 1942 وعمل بها مع الانجليز واللذين كانوا يمتلكون شركة نفط العراق....IPC.....والتي كانت تصدر النفط من حيفا قادما من العراق عبر امارة شرق الاردن وفلسطين واللتين كانتا تحت الانتداب البريطاني....انتقل والدي في العام 1946 الى الاردن والتي اعلنت استقلالها في تلك السنة ...بقرار من الشركة ليكون مسؤولا عن عمل محطة التحويل الموجودة في المفرق وبقيّ هنا بعد حرب 1948 ووفاة والده ولجوء والدته واخيه الوحيد الى الاردن للعيش معه وهربا من عصابات المستوطنين خاصة مع بداية تنفيذ المجازر من قبلهم ضد المدنيين العزل....تزوج والدي من والدتي في العام 1949 وانضم الى سلاح الجو في الجيش العربي المؤسس حديثا وهذا وفر له العديد من السفرات الطويلة والقصيرة لاخذ الدورات العلمية والعملية الى بريطانيا وسويسرا وقبرص وعرف دائما بتديّنه والتزامه وباستقامته واخلاقه وانفتاحه على الجميع  ....
انشئ عائلة كبيرة مكونة من 8 افراد كان همه ان يرى ابناؤه من بعده وقد تسلحوا بالايمان والعلم ليكملوا مسيرته محاولة منه في هزم مخطط العدو في الغاء وجود الهوية العربية الفلسطينية وكان له ما اراد رغم كل الصعوبات التي مرت عليّه وعلينا .
الخلاصة اننا ولدنا وتربيّنا تربيّة اسلاميّة عربية خالصة وكان والدي منفتحا على الجميع الى درجة انه اصر ان ابدأ دراستي في مدرسة الراهبات في دير اللاتين وكان لا يجد في ذلك حرجا بقدر ما يجد فيه فخرا وكانت الراهبات تجدن في ابي مثالا للاسلام المتسامح علما بان ابي لم يكن يخشى في الحق لومة لائم وكان وقتها وخلال تواجدي في مدرسة اللاتين هو من يشرف على تعليمي اصول الدين الاسلامي ....فبالنسبة اليه لم يكن الدين مقررا دراسيا ومنهجاً بقدر ما هو علم واصول وتعامل ....ولم يكن في تلك الايام مدرسا للدين الاسلامي ولم يكن شرطاً تواجده في مدرسة اللاتين...وحينما كبرت وفي ما يسمى سنين المراهقة ورغم انني كنت اختلف معه حول الكثير من المواضيع السياسية مع هزيمة 1967 وانطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة لا انني دائما كنت اشعر انني الاقرب اليه وكان دائما يحاورني بعقلانيّة قل نظيرها لدرجة ادرك الآن انني كنت وقتها أُمثل العضلات بينما كان هو بحكمته يُّمثل العقل وايّ عقل....العقل السليم والملتزم .
نعود الى قصة عمر(انتوني) .....
اخذ شهادة اشهار اسلامه وصدقها من الجهات المختصة وذهب الى القنصليّة البريطانية في دبيّ وغيّر اسمه من على كل اوراقه وجواز سفره من انتوني الى عمر رغم نصيحتي اليه ان ذلك ممكن ان يثير له بعض المتاعب وذلك ناشئ من احساسي بان المرء عندنا وهو حتى ولم يفعل شيّئا مخالفا فهو دائما مطلوب ويقبع تحت دوامة المتاعب فكيف اذا ما قرر ان يقوم بعمل ما مثل تغيّير ديانته او اسمه او معارضة موقف دولته السياسي وصاحبنا قد قام بتغيّيرهم كلهم معاً ودفعة واحدة وبعدها مباشرة قام بالاتصال بوالده ووالدته في بريطانيا واخبرهم بذلك واذكر انني ايضا نصحته بان يترك ذلك لاحقا الى حين عودته في الاجازة ولم يقبل رغم انني كنت اعلم حساسية الموقف خاصة لوالدته واحدى اختيه.....لم يتغيّر على وجوده معنا شيء بعد اسلامه فهو اصلا كان جزءا منا ....كنا نُقضي وقتنا معا نحن المجموعة خاصة بعد انتهاء عملنا خاصة واننا كلنا غير متزوجين ولدينا الكثير من اوقات الفراغ في بلاد الاغتراب .
اختي والتي انهت دراستها الجامعية وعملت مدرسة لسنوات تقدمت بطلب إعارة للتعاقد مع الامارات كمدرسة وحصلت على الموافقة مما مكنها من الانضمام اليّنا انا واخي هناك واضافت نكهة خاصة على تواجدنا هناك حيث لم يعد البيت بعدها بيتا لشباب عزاب كما كانوا يقولون واصبح بيتنا ملتقى بكل معنى الكلمة حيث ان تلك الفترة كانت فترة ازدهار ثقافي وسياسي وفي كل الميادين في دولة الامارات الحديثة .
عملت اختي مدرسة في المدرسة الثانوية الوحيدة واقامت علاقات مميزة مع صديقاتها المدرسات المواطنات او الوافدات من دول منطقتنا المصدرة للكفاءات حينها.
طبعا كان عمر ( انتوني ) يحضر معي للبيت احيانا كما بعض رفاقي لتناول الغذاء والذي عادة انا من كان يّعده بين الفترة والاخرى ويوما كنت معه وفي النادي وقال لي : اريد ان اتزوج فقلت له: شو بدك بوجع هالراس مازحاً....قال: لا انا لا امزح انا ارغب بالزواج والاستقرار فقلت له: بس انت اشر وانا جاهز وكنت اعني ما اقول فكان لدي من العلاقات ما يسمح لي ان اتدخل ....فقال لي : ارغب بالزواج من اختك....لا اعتقد انني فكرت لثانيّة واحدة قبل ان اجيبه ان القرار بالاساس يعود لاختي وان هيّ وافقت فانا ساعمل كل جهدي على اقناع العائلة في عمان وان شاء الله اذا لك نصيب ربنا بيكتبها لكَ واكتفيّنا انا وهو بذلك الحوار.....بعدها بيومين فاتحت اختي وقلت لها ان عمر ابدى رغبته لي بطلب الزواج منك وقلت لها حرفيا ماذا اجبته ؟؟؟ وقالت لي ما رأيك؟
قلت لها لا تتعجلي الامور ...التقي معه ...افهمي منه ...حاولي ان تفهميه....وان تعرفيه...وان تُفهميه من انتِ ...وبعدها اسمع رأيّك واعلمي انك اختي وهو اخي ايضا وساكون معكما والى جانبيّكما مهما كان قرارك لاحقا...
مضت ايّام واسابيع كنا نلتقي معا جميعا 
وبعدها طلب مني عمر رسميّا ان يتقدم لخطبة اختي من اهلي في عمان بعد ان سألت اختي وجاوبتني انه لا مانع لديّها اذا ما وافق الاهل في عمان على ذلك...قلت لهم اتركوا موضوع الاهل في عمان عليّ ولكن عليّكم ان تتقبلوا من الآن فرضيّة عدم موافقتهم ولكن ربنا يقدم ما فيه الخير.
بعدها بشهر عادت اختي الى عمان وطلبت منها ان لا تفاتح احدا بالموضوع الا ان احضر انا في اجازتي وهذا ما حصل وما ان حضرت الى هنا وكنت قد (حللت) بعض مشاكلي القديمة مع الجهات الامنية على خلفية نشاطاتي السياسية وبقي البعض الاخر للزمن كما يقولون...امضيّت اول يومين مع الاهل وفي اليوم الثالث جلست مع والدتي وقلت لها القصة كاملة من طقطق للسلام عليكم.....وانني ارغب بفتح الموضوع مع والدي بعد صلاة العشاء والذي كان وقتها في المسجد يؤدي صلاة العصر بعد ان تجهم لون وجه والدتي واختلفت نبرة صوتها قالت لي بالحرف الواحد : والله ابوك بروح فيها انت بتعرف انه يعاني من جلطة في القلب ولديه من الامراض الكثير ...سكري وخلافه...وما رح يتحمل المسكين ولسه اخوانك واخواتك ما شاء الله بدهم فت خبز ومحتاجين لابوك واذا انت كبرت والله فتحها عليك هم لسة صغار ومحتاجين ابوك فوق راسهم....
 واكملت....
والله اذا بيصير له شيء ما بسامحك لا انا ولا اخوانك طول العمر احسن ما تحكي له وانسى الموضوع واختك بتتزوج وما تحمل همها ما شاء الله عليها جامعية وبتشتغل وراتبها عالي ومش ناقصها شيء ..انت بس تشاطر وفرجينا همتك وروح تجوز ...سمعت ما قالته لي ولكنه لم يقدم او يؤخر في نيّتي في مُفاتحة والدي رحمة الله عليه بالموضوع بعد صلاة العشاء من نفس اليوم.........
ونكمل لاحقاً

هناك 5 تعليقات:

  1. منتظره التكمله يا يوسف

    بس انت مقلتش ايه سبب رفض والدتك

    هل عشان هو امريكي ولا عشان كان مسيحي

    ردحذف
  2. يوسف القصة تزداد تشويق فعلا!!!!!!!
    بأنتظار التكملة على احر من الجمر :)
    دمت بخير :)

    ردحذف
  3. د.ولاء صالح
    صباح الخير
    معلش لا مشان هايّ ولا هايّ
    والباقي بدكم تصبروا شويّ
    كله جاي على الطريق

    ردحذف
  4. هناء
    صباح الخير
    انتوا بتفكروا انا بغش من الكتاب..........؟؟؟
    هههههههههههههههههه
    هاي كلها من الذاكرة عمرها 30 عاما
    ويا ريت حكي ممكن اسهل
    صياغة وطباعة وتدقيق....
    ان شاء الله بكملها
    هاي صديقتنا هبة كل اسبوع سهرة
    انا باليوم حلقتين صباحية ومسائية
    وبدون اعادة

    صباحك فل

    ردحذف