التسميات

الثلاثاء، ديسمبر 18، 2012

فلسطينيّة تكتب بالدم قصتها ...لذلك اقول لكِ عائدون إن شاء الله


غزة - خاص دنيا الوطن - محمد الدهشان
رحاب كنعان .. شاعرة فلسطينية مقيمة في غزة لقبت بخنساء فلسطين لأنها فقدت 54 فرداً من عائلتها (آل حمزة) في مذبحة تل الزعتر ومجزرة صبرا وشاتيلا ،وقابلت طفلتها بعد فراق 24 عام وكان لدنيا الوطن معها اللقاء.

ام الشهداء
تحدثت رحاب كنعان عن حياتها بداية من الطفولة إلى الامومة والثورة والترحال الطويل،وقالت رحاب عن طفولتها التي ليست كأي طفولة :"اي طفولة سأتكلم عنها ، خرجوا اهلي مهجرين من فلسطين من صفد  الي مخيمات الشتات  في لبنان، ولدت بين احضان المنافي وترعرعت بين احضان الشتات، لا اعرف معني طفولة ،لقد كانت حياتي صعبة جدا ،وكان اهلي مشردين مشتتين،ولقد مرت أوقات كان من الصعب علينا الحصول على قوت يومنا ،..في رحم  المعاناة ولدت ومن بحر الاحزان تخرجت والان وانا في سن الـ 62 اعيش  طفولتي ولا اخجل عندما اقول لك لوشاهدت غرفة نومي لن تصدق ماسترى ،وقد تعتقد للوهلة الاولى انها غرفة اطفال وليست غرفة سيدة في الستين من عمرها".

وتضيف رحاب:" كنا نعيش في طفولتنا  في بيوت من تنك حتى انه لم يكن صفيح ، فالصفيح  ارقى مما كنا نسكن به وكان فراشنا عبارة عن اكياس البطاطا القديمة (الخيش) التي يتم ملؤها بالتبن لننام عليها، و في بعض الاحيان عند حلول موسم  الشتاء كانت تغرق البيوت بمياه الامطار ويتملئ الفراش بالماء ويتلف لسوء البيوت وعدم  قدرتها على مقاومة الرياح في بعض الاوقات".

وتروي رحاب:" لقد كانت الحياة قاسية بكل ما تحمل الكلمة من معنىلقد كنا اطفالا،وهمنا كان هم  الكبار في تلك الأيام لا ماء في المخيم  ولا صرف  صحي ولا اي من مقومات الحياة وكنا  نقضي جل اوقاتنا كأطفال في نقل المياه  مكان خاص خصصته الحكومة اللبنانية في تلك المحرلة لمياه الصرف الصحي ونذهب لجلب المياه النظيفة من اماكن بعيده عن المخيم ولكن برغم تلك الصعوبات كنا شعب هموه واحد هدفه واحد كلنا قلوبنا علي بعض فاذكر في ذات المرات وخلال فصل الشتاء اقتحمت المياه البيت ودمرت المياه الفراش فلا نعلم من اين اتي الفراش الجديد فكل جيراننا اتو من المخيم في  مخيم تل الزعتر كل يريد ان يساهم في تخفيف معاناة تلك اللحظة واعادة تصليح الجدار التنكي الذي سرب المياه ولكن للاسف لم اجد هذه الصورة داخل الوطن وفوق كل ذلك كان لا يوجد شي اسمه الكهرباء لا يوجد لا مذياع ولا تلفاز ولا اي شي يمكن ان تدرجه في قائمة  التسلية او احد الاشياء التي تنمي الطفولة بيننا
وانتقلت كنعان لمرحلة الدراسة فقالت " كانت المدارس خارج المخيم نهائيا وبعيدة ففي كل مخيم تل الزعتر مدرستين وعند الذهاب في الشتاء للمدرسة لطول المسافة اكون قد وصلت المدرسة وكلي مبتل فيطر المدرس ان يرجعني للبيت لتغير الملابس وهنا يكون قد ذهب  نصف اليوم الدراسي ما بين ذهبت وعدت لابدل ملابسي والعودة للمدرسة"

واضافت كنعان " مفهوم الطفولة لم يكن موجود فينا ففي احدي المراء وانا ذاهبة للمدرسة وجدت سورا جديدا قد وضع في الطريق فاخدت اقول في نفس هل هناك انسان يستطيع رفه هذا كله  يعني تحسست الجدار وجته صلب فحاولة ان احركه فلم استطع فقلت انه لا يوجد بشري يستطيع تحركيه وكم رجلا لزم هذا الامر لوضعه هنا وبقيت علي  هذا الامر حتي كبرت وعرفت ان هناك اشياء تبني فلم يكن لدينا المعلومات الكافية عن الحياة ولم يكن هناك اهتمام كبير بامورنا فعندما كبرت وراينا الدنيا وعرفنا ان هناك دنيا غير الدنيا لاتي نحن نعيش بها  وكل هذه الامور عرفتها بعدما كبرت  وتزوجت رغم اني تزوجت طفلة ابلغ من العمر 14 عام وتزوجت تحت سياط العادات والتقاليد خرجت من مخيم تل الزعتر الي  بيت زوجي وقد عانيت الامرين لاني لا استطيع التميز الان فانا في عمر الطفولة وفي بيت الزوجية خرجت للحياة اعتبر نفسي في بداية اني فتحت عيني علي الدنيا وجت نفسي في منزل زوجي  وهو اب اولادي الشهيد ماهر حمزة وابنتي التي التقيتها بعد 24 عام وعرفت انها مازلت علي قيد الحياة وهي ميمنة حمزة  وكات الحاية مليئة بالصدمات واحمد الله علي كل حال تكللت بالفشل وانتهت بالطلاق بعد زواج 8 اعوام انجبت فيهم ابن استشهد وانا لا اعلم ملامحه وابنة اكرمي الله بلقائكم وهي بجواري الان بعد غياب دام سنوات كبيرة .

الثائرة الفلسطينية 
وفي ردها على سؤال حول دورها كثائرة فلسطينية متى وكيف بدأ هذا الدور أضافت كنعان "  قبل الانفصال تعرضت لاصابة كبيرة عند اصابتي بطلقت دوشكا في الفخد ما ادي الي الاصابه المباشرة في قدمي في مخيم شاتيلا في لبنان وعندما اسعفت ونقلت للمستشفي وتم علاجي هناك وهنا وصل انباء اصابتي لاهلي قبل استشهادهم في المجزرة واصر علي القدوم الي المستشفي في شاتيلا للاطمئنان عليّ  فخفت لاني بين مخيم تل الزعتر وشاتيلا مناطق مسيحية تقودها بعض مليشيات الكتائب المسيحية هناك وقتها كان يمكن ان يقومو بقتل والدي واقنعناه اني بخير وعدم المجي اليّ ،  بعد هذه المكالمة بايام حصل الحصار الشديد علي تل الزعتر .

واضافت كنعان " تطورت الاحداث الي ان حصل الحصار النهائي المنع التام ، وفي اثناء الحصار كانت اخر كلمات والدي معي وقال لي بعد ان يذهب الحصار ساتي اليكي لوضع حد لمعانات مع زوجك وانتهت المكالمة وبعدها حصل ما لم اكن اتوقعه أي في عام 1976 بعد ذلك اصبح الجميع يتحدث ان عائلة حمزة بها جرحي وهي عائلتي وكنت قد اهلت نفسي ما بين شهدين او ثلاثه لاني اعلم ان ابناء عمي وكل عائلة حمزة  هناك في المخيم وفي تلك المرحلة سقط المخيم وكان في تلك اللحظة قد تطلقت من زوجي فخرجت الي المخيم اسال من خرج من بواقي المخيم لانو الي بقي من المخيم على المستشفي فالجميع مصاب وشهرين بدون أي مقومات الحياة  وهناك علي اطراف المخيم كانت هناك جامعة تسمي الجامعة العربية وقد حولتها جميعة الهلال الاحمر الي مستشفي فاخدت اسال هناك كل شخص اخبار عائلتي فلا احد يجيب ، الي ان وصلت الي اجرأ انسانة قابلتها بحياتي واتمني ان يجمعني القدر حتي اسالها  كيف جائت لها الجرئة لقول ما قالته ، وهي صديقه طفولة ودراسة وسالتها وهي مصابه ايضا اخبار عائلتي فقالت بكل وضح عائلة حمزة قتل جميعها  وهنا كانت الصدمة فانا حديثة الطلاق واهلي جميعهم عن بكرة اخيهم اخوتي امي ابناء عمومتي وكل اقاربي 54 شهيد فقط من عائلة حمزة فاصبحت اصرخ واشد شعري بوسط الجامعة الي انا جاء احد اقاربي واخذني الي جنوب لبنان الي بيت اختي المتزوجة هناك وكانت الصدمة الاخري فالكل ينتظر رحاب فمعي الخبر اليقين فما بدئت بالصعود الي البيت وانا قد قدمت حافية القدمين ونظرت اليهم وقلت كلهم استشهدو وصرخت صوتا افقدني القدرة علي النطق لاسبوع كامل حتي بدء الصراخ والنحيب علي من استشهدو"

وقالت كنعان في رثاء عائلتها :
يشبهوني بالخنساء والخنساء مني ان بكت اثنان الاهل واربعة الفؤاد
فمالي بكاء عشرة الاهل والحادي فؤادي ويستغربون لكثرة شعري بالرثاء
فهل من قدم غيري من الشداي خمسة من صلب ابي ذكورا وثلاث عذارا ومن حملتني وحملته بالاحشاء ومن كد عليا دون عناء

ما بعد الفراق 
في ما بعد خبر استشهاد الـ54 من عائلتها وفراق اطفالها تكمل رحاب كنعان رحلة العذاب والثورة مضيفةً : "حرمان الامومة كان اصعب شي فقد حرمت ميمنة وماهر لوصاية ابيهم عليهم مع انه يحق لي حسب كل تشريعات السماء ولاارض الاحتفاظ بهم فهم ابنائي وما زالو اطفال  ومن هنا بدء خط الانقطاع عن اولادي وبدء الجرح فوق الحرج لا بيت ياويني ولا اهل ولا ابنائي  وانا الان في بيت زوج الاخت الا ان ذهبت الي بيروت لمكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات  لاروي له قصتي وتعرفت هناك  بزوجي الذي  فيما بعد تزوجته الي ان توفي في عام 99 وهو العقيد يوسف كنعان، تزوجت في عام 1979 وخرجت بعدها من لبنان عام 1982 وهنا بدئت المعاناة ومن هنا انقطعت عن ابنائي نهائيا ولم تعد هناك أي وسيلة للاتصال بهم او ان استطيع ان اسال عليهم  فكنت قبل مغادرتي لبنان ابان الحرب استطيع السؤال عليهم عبر اقاربي وعبر جيراني وايضا واثناء تواجدي في تونس كنت قد اسال بعض المعارف الذين اتو في هذه الاوقات عنهم فيقولوا في صبر وشاتيلا قد هربو.

وبقيت علي هذا الوضع انهم قد هربو وبقيت علي هذا الامل انهم بخير وساستهدي عليهم بعد ان تنهي الحرب والتقي بهم ، وفي عام 1986 عدت الي لبنات لعلي اجدهم واراهم وعند السؤال عليهم قالو انهم ما زالو هاربين وكان ايضا وقت حرب فسالت عنهم بعض اقاربي فقالو بانهم بخير، فاضطررت للعودة الي تونس وفي نفس العام كنت من المتابعين لمجلة فلسطين الثورة صدمت عندما قرئت اسم ابني شهيد ولكن الصدمة اني لا اعرف ملامح وجه لاني تركته 5 سنوات واستشهد بعمر الثانية عشر فكانت هذه الصدمة التي صعقتني فاراد الله ان يكون لقاء ابني في الجنة باذن الله وهنا كانت الاهوال وكانت الصعوبة فكما ابني ماهر انتظرت قراءىة اسم ابنتي ميمنة في عدد اخر من مجلة فلسطين الثورة فقلت انه يسكون هناك خبر اخر ومرت الايام حتي ذهبنا من تونس الي قطاع غزة وكان معي رقم خالتي في مخيم شاتيلا وعند وصولي لقطاع غزة اخذت احاول الاتصال برقم خالتي ولكن لا امكانية للاتصال  ولم يشاء القدر امكانية  الاتصال  وبقيت علي هذه الحالة من عام 1995 الي عام 1999

المفاجئة

وحول المرة الاولى التي تواصلت وابنتها قالت كنعان " في عام 1991 كنت في زيارة لاحد جيراني  فطلبت منهم المحاولة في هذا الرقم وشاء القدر ان تمكنت من الاتصال وهنا  كانت المفاجئة فعد الاجابة من احد بنات خالتي في لبنان في مخيم شاتيلا سلها عن احوالهم وسالتهم عن ابنتي ميمنة فقالو بانها مازالت موجودة وهي شابة وهنا بدأت بتلهف وقلت لهم اني ساتصل بهم ثانية بعد غد وقلت لهم اخبار ميمنة اني ساتصل بهم وعليهم اخبارها لاخابرها عبر الهاتف هنا كنت عدت للحياة من جديد واغلقت الهاتف وكنت انتظر مرور اليوم واليوم الذي يليه ساهاتف ابنتي بعد فراق دام 24 عام وفي الجانب الاخر في لبنان اخبر ابننة خالتي ابنتي ميمنة ام امها استطاعت الاتصال وتحديد بعد غدا للاتصال لتهاتفها وكانت ردت الفعل لابنتي في  حينتها انها قامت باليوم التالي بالاتصال علي الهاتف الذي كنت قد اعطيت رقمه لابنت خالتي وطلبت من جارتي ان تحضرني لكلمها  وااه كم كانت صعبة تلك اللحظة حتي اني لم اعد اتذكر ما قلناه غير البكاء والصراخ ما بين ابنتي ولكلمة ماما انها ابنتي  ومن غيرها فراق دام 24 عام والان اسمع صوتها اتحسس كلمة امي منها"  .

اللقاء الاول 
اضافت كنعان " حتي غاية عام 2001 كنا نتواصل مع بعضنا عبر الهاتف علي اتصال دائم مع بعضنا  الا ان جاء في يوم كنت في زيارة الحد صديقاتي في جميعة الاخوة اللبنانية  وتكلمت معي عن لقاء الاسري المبعدين مع اهلهم عبر تلفزيون المنار عن رؤيتهم اهلهم والحديث معهم عبر لقاء تلفزيوني فطرحت عليها موضوع ابنتي
 فقالت ساتكلم معهم وبالفعل في غضون ايام تم التنسيق وعمل اللقاء وكانت هنا اللقاء الاول  كنت اخابر ابنتي ولا اعرف ملامحها كما مات ابني ولا اعرف ملامحه ولكن كانت الصدمة عندما رأيتها عبر التلفاز لأول مره وكان بجوارها بعض النساء لم اكن اعرف من هم وكانت الحلقة كلها بكاء واشتياق هنا وقبل انتهاء اللقاء بقليل قالت مذيعة المنار وماذا تقول رحاب كنعان لاخواتها فصدمت من هذه اللحظة ان التي بجوار ابنتي هم اخواتي ولكن طول الفترة الزمنية البعيدة عنهم انستي ملامحهم وتغيرت علي وهنا صعقت وزاد الهم اني الان تمكنت من رؤيت ابنتي وسماع صوتها وبدء الحنين للقاء الاول الذي احلم به ان اعانق ابنتي وان اقبلها واضمها لصدري"

"وعلي فور اعلان الحلقة علي تلفزيون المنار كان مدير قناة ابوظبي راي اللقاء وقد اتصل بي وطلب مني ان  اشارك في  حلقة كالتي عرضت في المنار بكل تاكيد لم ارفض فما احب عليا ان اري ابنتي  وتم التنسيق مع ابنتي ومعي وتهيئة الامور ولقيت ابنتي عبر شاشة قناة ابو ظبي وفي الطرف الاخر كان قد صدر مرسوم من رئاسة امارة ابو ظبي وحرمه حفظهم الله واشكر لهم هذه المنحة التي كنت في اشد الحاجة اليها ان تم التنسيق لسفري لدولة الامارات والتجهيز لابنتي للسفر وكانت الحلقة التي رائها العالم اجمع وكان اللقاء الاول ولا انسي ما كان تم التجهيز له لشعورهم لهول اللحظة فانا اقسم لك اني رئيت سيارة اسعاف تم تجهيزها تحت مبني التلفزيون وتحضير فريق طبي خارج سور الاستديو والتجهيز لاي طارئ لهذه اللحظة وكان اللقاء الاول لقد ضممتها لصدري فلم اكن اصدق انها في احضاني وكانت مدة اللقاء في دولة ابو ظبي هي 21 يوم ثم عدنا كل منا الي طريقه وكانهم لم يكونو فعدت اشتاق لبنتي وهي ابنتي التي دام عليها الفراق 24 عام لو اعطينا لكل عام يوم ما استوفينا الاعوام حتي اخرها  ومن ثم عدت لقطاع غزة وخلال العودة ذهبت لجمعية الاخوة اللبنانية وكانو يعدون لرحلة سفر الي لبنان فطلبت من صديقتي السماح لي بالذهاب معهم لاري ابنتي فانا بت لا اطوق ان اكون بدونها ولم يستغرق الامر الكثير فكان مضي علي قدومي لغزة  سوا 10 ايام ومن ثم كنت قد ذهبت ضمن الوفد الي لبنان وقضيت شهرا مع ابنتي وعدت الي قطاع غزة مره اخري وكان الفراق لعشرة اعوام اخري ولم استطع رؤيتها سوى عبر الانترنت ولكن ذهبت لها ثانية ففي تنسيق زيارة استطاعت ارسال دعوة زيارة لي وذهبت ورئيتها  وعدت الي قطاع غزة  وكانت المفاجئة ان قالت اني ساقدم الي ارض الوطن وكانت لحظة العناق الاول داخل ارض الوطن ساترك لها ان تحدثكم عن ذلك"

كنعان والرئيس عرفات 
وفي ردها عما يربط اسم رحاب كنعان والرئيس ياسر عرفات اضافت كنعان " ابو عمار ابي وقلبي وروحي وكل شي كان في قلوبنا ومازال ابو عمار تعرفت عليه لاول مره بعد المجزرة البشعة في تل الزعتر عندما تبني كل نساء واطفال تل الزعتر الذين فقدو اهلم وكنت انا من ضمنهم  ولكن تميزت العلاقة عندما تزوجت من زوجي يوسف كنعان ابو سمير فهو كان احد رجال الثوة وفي بيت زوجي الذي كان بشارع الجامعة العربية في لبنان كان بيتي مقابل المجلس الثوري وكل الحي اخلي لعلم القيادة  الفلسطينية ان الحي سيقصف كله ولكني بقيت ثابتة بجوار زوي وابيت الرحيل وقلت لزوجي وقتها روحي ليست ارخص من ارواحكم فانا معكم حتي النهاية وعلم ابو عمار وقتها بذلك فارسل لمقابلتي واحضاري اليه  وكانت معي ابنتي من زوجي ابو سمير وفاء فقبل ابنتي وعندما شرحت له ظروف عائلتي ضمني الي صدره وقبل راسي وقال انتي خنساء فلسطين وتوطدت العلاقة من وقتها انه كل يوم يجب ان يرى ام وفاء كما  كان يطلق علي وقتها هذا الاسم بجانب خنساء فلسطين"


رحاب كنعان و قرار دولة فلسطين 194

واضافت كنعان في سؤالها حول حق العودة و قرار دولة فلسطين الذي تم التصويت عليه نهاية الشهر الماضي لبأغلبية ساحقة لصالح القرار " نعم انا مع حق العودة ومتمسكة به فانا من صفد من مدينة قديسة داخل صفد وانا ضيفه بين ابناء بلدي هنا في غزة وابنتي موجودة في لبنان ضيفه علي اهل لبنان فنحن من صفد وبالفعل انا مع قرار الرئيس برفع العلم الفلسطييني بين اعلام الدول في الامم المتحدة وان يصبح لنا صوت هناك  بين الدول في العالم

مخيمات لبنان   

وقالت رحاب كنعان حول عودتها للمخيم بعد مفارقته منذ عام 1986 اضافت كنعان " كانت لحظات الفرح الممزوجة بالالم ، الم علي  لقائي ببني تحت التراب ولقائي برائحة شهداء اللذين  استشهدو من عائلتي واهل بلدي وفرحة للقائي بمن احب من ما تبقي من ذكرياتي بين الاهل والجيران واني اقراء الفاتحة علي روح ابني فوق قبره الموجود في مسجد الحي  فرئيت هناك الم شعبي وكيف هي حياتهم بين المخيمات اليت لها قانونها الخاص في العيش  ولهم  اعمالهم التي لا يمكن القيام بها الا داخل المخيم

ميمنة حمزة و24 عام من الفراق 

وبالانتقال الى ميمنة حمزة الشهيدة الحية في عين امها  24 عام من الفراق وصفت ميمنة طريق العذاب كدة الفراق وقالت " حدثتكم امي عن قصتها الطويلة في البحث عني  وانا اقول مثلما عانت كنت اعاني فكنت دائما اسئل ابي عنها واطلب منه ان يحدثني عن امي التي انفصل عنها وهي ابنت عمه  بصلة القرابة ولكن لم يكن كافيا ، فاصبحت ابحث واسال عنها احلم بها اتمني رؤيتها لو كانت ما زالت علي قيد الحياة او توفاها الله ان اعرف اين يوجد قبرها فالاخ الوحيد الذين كان لي من رائحة امي استشهد علي كتفي وفقت كل ما كان لي من امي الا ان جاء اليوم الذي علمت بوجودها بفلسطين  وكانت المحاولات تلو المحاولة ان اعرف من هيا شخصيتها اين تسكن في فلسطين او كيفية الوصول اليها او ان احدثها او استطيع الاتصال بها لمره واحدة

الاخ الشهيد  

وفي سؤال مراسل دنيا الوطن حول طفولتها واستشهاد اخيها على كتفها اضافت ميمنة " طفولتي لم تختلف كثيرا عن طفولة  امي فانا ولدت داخل المخيمات وعشت بها وعانيت من ويلات الحروب والنزعات التي كانت داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان الي ان اتت حرب المخيمات والحصار الذي فرض علي  مخيم شاتيلا وكنت انا وقتها اعيش مع ابي هناك انا واخي وكان ابي احد رجالات الثورة وقتها هناك  فكنت انا واخي دائمين القرب لبعضنا ينام بحضني ويلعب معي وكل الطفولة قضيتها معه كأم واخت وصديقه وكل شي في حياتي وانا كنت كل شي في حياته  الي ان  جاء اليوم الذي بدئت فيه الضربات تلو الضربات يوم مجزرة شاتيلا كنا وقتها واقفين علي باب احد الملاجئ فكنت انا لا استطيع الجلوس في الملاجي وكنت اقف علي باب الملجا انا واخي وكان يقف علي كتفي مباشرة واذا بطلقة قناص اتت لا اعلم من اين من جوار وجهي لتستقر في راسه وما ان التفت عليه الا ان وقع في احضاني اصرخ ولا استطيع الصراخ لا استطيع الصراخ الي ان وجت احد  في باب الملجأ فاخذ يصرخ وقام احد الرجال باخذه من حضني  وذهب به الي المستشفي وقتها وكانت الفاجعة بخبر استشهاده فدمائه غسلت بها ثيابي وكانت من اصعب اللحظات من كان يملاء فراغ امي ذهب وبدأت معاناتي الحقيقية وفي المشفي عند اعلان ان اخي شهيد في لحظتها قلت كلمتين (يما وينك انتي) وانهرت ، من وقتها ولم اعرف ما حدث"

معاناة تلو المعاناة 

اضافت ميمنة حول معاناتها " اولا مع فقداني اخي كات فاجعة وامي كانت ألمي القديم المتجدد وبين ابي وزوجته لم يكوني يشعروني بشي وبقو دائما يواسوني امّا  بالنسبة للدراسة فحالي كحال اولاد عمري في وقتها لم تكن الدراسة وقتها بالامر الهين فانا اقول لك انا كنا في وقت الحرب ولم تسمح لنا الفرصة لاكمال التعليم ولكن لم يثنينا كل هذا عن دور النضال فانا لجئت الي الثورة من الناحية الاجتماعية وعملت في الامور الاجتماعية الخاصة بامور مخيمنا الي حد انتهاء الحرب في لبنان  اما معاناة المهجر فلا احدثك عنها فهي ويلات من العذاب والاضظهاد تخلصنا من العدو الاسرائيلي ولكن كان الاقتتال مع بعض المليشيات اللبنانية المسيحية هناك فكانت الامور صعبة جدا ويكفي انك لست في وطنك  لا عمل ولا توفر هناك حياة كريمة والامور غايه بلسوء فليس هناك مقومات للحياة معناة يصعب عليا ان اشرحها لك لتعدد تفاصيلها "

اميّ حيّة ترزق 

"جائني الخبر ان امي اتصلت وستعاود الاتصال بعد غد هذا كان يوم لا استطيع وصفه فلم اكن اصدق هذا ولم انتظر يومين فذهبت لبنت خالتها وقلت لها ان تعطيني الرقم وبالفعل اخذته وذهب للسنترال وقتها لاخابرها وبالفعل قمت باتصال وذا بامراءة ترفع سماعة الهاتف فقلت لها هل انتي امي رحاب كنعان فقالت انا جارتها انتظري حتي اقوم بمناداتها ولكن في هذه اللحظة حسب ما علمت فيما بعد ان امي كانت تنتظر مكالمة من احد صديقاتها فردت علي الهاتف تقول لا عزر لكي اليوم فانا انتظرتك في الاسبوع الفائت ولم تاتي ولم تسمح لي بالكلام ولكن قاطعتها وقلت لها يما انا بنتك ميمنة وهنا يا الله علي هذه اللحظة لا استطيع ان اصفها لك بدئنا بالصراخ ما بين امي وابنتي حبيبتي امي كانت لحظة تمنيت ان اكون في احضانها وانتهت المكالمة واصبحنا علي هذه الحالة منوقتها ولكن في نفسي زاد الالم فامي التي احتاج لقبلة منها  لا استطيع ان احضنها علي اقل شي".

اول لقاء متلفز 

وحول شعورها حول اول لقاء متلفز اضافت ميمنة  لدنيا الوطن " لا اوصف لك تلك اللحظة مع انها كادت ان تذهب من غير مشاهدة امي في احد الايام كنت عائدة من عملي فاذا بابي يقول ان مندوب تلفزيون المنار البناني قد حضر اليوم واخبرني ان عليكي غدا الذهاب للقناة عند الساعة الثامنة صباحا  فلم ابالي كثير للامر مع استفسارات داخلية ماذا يريدون صحوت في اليوم التالي ولكن الاجواء كانت عاصفة وممطرة بشكل كبير تررد بالذهاب وحاولت الخلود للنوم ولكن هناك شي همس داخلي يقول اذهبي

فقمت ولبست وذهبت متاخرة عن الموعد فما ان وصلت بوابه القناة وقلت انا ميمنة حمزة فذا باحد الاشخاص ياخدني يقول سنصعد الي الاستوديو بسرعة وجلست ولم اكن اعلم اني ساقابل امي فشاهتها وكانت هذه المرء الاولي وكانت لحظة الفرح الحقيقية وبنفس الوقت كانت مرحلة قاتلة في حياتي اني رأيت  امي ولا استطيع لمس وجنتيها علي  اقل تعبير وبدئت رحلت المعاناة مع النفس واللقاء الثاني علي قناة ابو ظبي ومن ثم اول لقاء بيننا في دولة ابو ظبي التي اشكر عليها صاحب السمو حاكم امارة ابو ظبي وزوجته واسرته علي السماح لي بهذه الهبة التي كنت احلم بها لمجرد حلم ان اقابل امي  وتوالت اللقاءات كان اخرها قبل ثلاث سنوات عندما استطاعت والدتي زيارتي في لبنان بعد زيارتها الاولي والتي كانت بعد ايام قليلة من لقائي اياها في دولة ابو ظبي

تلك لحظة لا يمكن تخيلها نهائيا فكنت احلم باللحظ وقد اتت وكنت متشوقتاً لها ولكن حدث شي انه وقبل دخولي الي الاستوديو لمقابلتها تسمّرت قدماي في الارض لدرجة اني لمن استطع الحراك لولا دفع المرافقه لي ومساعدتي في الحركة احسست انني  طفل صغير ولدت للتو ولا اقدر علي الحراك فلقائي مع امي بات بين التقاء الرمش مع الجفن لا استطيع ان اوصفها لك فكل العالم شاهد هذه اللحظات ولكن كان الاصعب علي لحظة الفراق بعد رؤيتها فقط لمدة 21 يوم فقط  فانا لم استطيع ان افارقها فانا ولدت فقط منذ 21 يوم وفي تلك اللحظة استطاعت امي ان ترافقني الي مقعدي في الطائرة رغم ان هذا الامر ممنوع نهائيا لكن تدخل بعض الاخوة في دولة الامارات وسمحو لها بهذه اللحظة وكانت لحظة لا استطيع تخيلها فتمنيت الموت علي ان لا افارق امي بعد هذه المدة

أرض الوطن بل "انفاق الوطن" 

واضافت ميمنة حول عودتها لأرض الوطن "  طبعا انا اعرف الان الطريق جيدا الي قطاع غزة الذي لا يستطيع دخوله الاف من ابناء شعبي فبعيدا عن ذلك كله تمكنت الوصول اليه ولكن ليس عن طريق المعبر الذي فوق الارض انما من نفق تحت الارض والذي كان صادما لي وارجع بعض الذكريات المؤلمة لي فانا فقدت اخي ماهر تحت الارض في مدخل ملاجا وبنفس اللحظة التي دخلت فيها الي غزة قابلت اخي حسين تحت الارض داخل نفق المرور الي ارض الوطن  ولحظة الخروج وتنشق رائحه الوطن لا اعرف كيف خرّت كل قواي وافترشت الارض وقمت بكمش تربه اشتمه كانه رائحة المسك

تمنيت ان يشاركني كل اهلي في الشتات هذ اللحظة ان ادوس ارض الوطن تمنيت ان لا اكون بحلم وفعلا كنت علي ارض الواقع قمت من الارض اتحسس وجه امي لاضمها لصدري والدموع تغرقه امي انا في فلسطين وتقول انتي في جزء من فلسطين باذن الله رح نلتقي في صفد  لحظة كبيرة  وانا الان بكامل سعادتي اني احدثك من منزل رحاب كنعان التي كنت اراها علي شاشة التلفاز ورئيتها مرهتين خارج الوطن في لبنان وابو ظبي الان انا في احضانها في وطني وكنت دائما اقول فلسطين هي وطني فقلببي وطن ولاان انا في فلسطين

 ميمنة لو هيئت لكي الظروف للقدوم انتي وعائلتك القدوم الي قطاع غزة لتمضي بقيت حياتك هنا في ارض الوطن هل ستبقين هنا ؟؟

بكل تاكيد لو هيئت لي الظروف ان اعيش بين اهلي هنا ساتي الي هنا فهذا وطني ولكن  انا اعيش في لبنان واقول انا لبنان ممر وليست مستقر للعودة للبلاد وان اتيت لغزة ساقول ان هذا وطني وغزة ليست مستقر فهي ممر للعبور لتحر الارض فانا من صفد لن اتخلي عن حق العودة وانا متمسكه بالثوابت الفلسطينية

ميمنة بعد كل هذا والانقسام الفلسطيني الفلسطيني ما مدي تاثير الانقسام عليكم في مخيمات الشتات ؟؟

الانقسام عار علينا فنحن في الشتات همنا الكبير والوحيد والاوحد هو العودة لارض الوطن لم يؤثر الانقسام علينا ولا فيما بيننا فالعلاقات الاخوية والجتماعية كما هي لم يطرأ عليها أي شاكله من شاكلات الانقسام أي اتمني ان تتوحد الجهود لانهائه لانه عار علينا فنحن شعب له قضية ووطن يجب المحافظة علي ما تبقى منه والتجهيز لتحرير المغتصب منه

كلمة أخيرة  
وفي كلمة ميمنة للشعب الفلسطيني " كلمتي لشعبي في الداخل اشكركم علي استقبالكم وكم تمنيت ان ياتي كل اخواتي في الشتات هنا ولكن لقاؤنا في القدس عاصمتنا الابدية واقول لكم اثبتو علي عهدكم فقد شهدت الحرب الاخيرة بينكم واتمني ان تبقو علي هذه الطريق لتحرير كامل الارض وادعوكم للتوحد فيما بينكم فتوحدكم اكبر نصر لكم ضد عدوكم وادعو القادة الفلسطينية لكشف كل الزيف الاسرائيلي بجرائم الاحتلال واطلب منهم عدم التخلي عن حقنا في العودة وفي فلسطين كل فلسطين ففلسطين ملك للجميع وليست لاشخاص وهي اكبر منا جميعا فقضيتنا ليست حدود 67 وغيرها فضيتنا قضية وطن مغتصب وكلمتي لاهل غزة رفعتم رؤوسنا فتوحدو فكلنا اخوة .



على الهامش :
 
من اجل من نسيّ او تناسى عن قصد او دون قصد ما جرى لفلسطين واهلها وفرغ نفسه وقلمه لما يجري هنا او هناك من مؤامرات ناسيّاً او مُتناسيّاً ان الهدف مما يجري في سوريّا هو تدمير سوريا اولا وابعادنا عن الهدف الرئيسي والمهم ...قضيّة فلسطين ....

غداً إن شاء الله سأكتب 
عن يوم سقوط تل الزعتر ...وانا كُنتُ شاهداً على ذلك

هناك 3 تعليقات:

  1. تقديري لك أخي على هذه الورقة التي أدرجتها
    و التي تدوّن في كل ألم و فخر حياة شعبنا في فلسطين المغتصبة ، فلسطين التي نسيناها و تناسيناها و فرّطنا في واجب نصرتها ،،

    شكرا

    http://zaman-jamil.blogspot.com

    ردحذف


  2. نعم تلك هي لوحة الحرية التي نباهي بها أنفسنا وتلك هي الأسطورة الخالدة خلود الزمن القاسي الذي لم يستطيع أن يترك اثارا للهزيمة في نبض شعبنا بل أستطاع شعبنا أن يسطر صمودا وعزة وتمسك بالهوية .
    تحية لجميع خنساواتنا اللواتي أصبحن حكاية وقضية تحية شموخ لصانعات الشموخ في بيوت الصفيح في المنافي وداخل الأرض الوطن فهم عنوان لصمود شعب وخلود لقضية .


    ردحذف
  3. بعد ما خلصت قراءه ذهبت لليوتيوب لمشاهدة اللقاء ,,,
    لا اعلم هل بكيت فرحاً أم ألماً ام قهراً
    "الله لا يسامح اللي كان السبب"
    هيك صرخت رحاب وهي تحتضن ابنتها بعد حرمان سنين وبعدها انهارت مغشي عليها.
    الله لا يسامح اللي كان السبب في ضياع وطن وعذاب شعب وتمزيق عائلات ...كلهم كلهم الله لا يسامحهم

    ردحذف